الأحد، 30 سبتمبر 2012

بكتيريا "الهيليكوباكتر" تسبب 80 % من حالات قرحة المعدة


عمان-الغد- احتار الأطباء في مسببات القرحة في العقود الماضية، وحتى زمن ليس بالبعيد، كان الجميع يظن أن الضغوطات النفسية وأسلوب الحياة الخاطئ هما السببان الرئيسيان للإصابة بقرحة المعدة، ولكن اكتشاف العالمين الأستراليين "مارشال" و"وارين" لبكتيريا الهيليكوباكتر، أثبت أن هذا النوع من أنواع البكتيريا هو السبب في 80 % من حالات قرحة المعدة، وقد منحت لجنة جائزة نوبل للعلوم الفيزيائية والطبية العالمين "روبين وارين" و"باري مارشال" جائزة نوبل للعام 2005 لجهودهما التي بذلاها في اكتشاف بكتيريا المعدة الحلزونية (هيليكوباكتر بايلوري).
وبجهود هذين العالمين، أصبح الشفاء من القرحة شفاء تاماً، أمراً ممكناً خلال فترة قصيرة من الزمن، ولم يعد هذا المرض حجر عثرة في طريق المرضى؛ حيث أصبح بإمكانهم ممارسة أعمالهم اليومية من غير منغصات وألم المعدة.
القرحة
القرحة هي عبارة عن تمزق وتآكل جزء صغير من البطانة السطحية للجهاز الهضمي في الإنسان، وغالباً ما تكون في المعدة أو الاثني عشر، وعند مرور العصارة المعدية المحتوية على الانزيمات وحمض الهيدروكلوريك على هذا التآكل، ينتج شعور بالألم يشعر به المريض، وغالبا ما يزيد حجم قرحة المعدة على 1/2 سم.
أنواع القرحة
- القرحة المعدية: وهي نتيجة لحدوث تآكل موضعي في الغشاء المخاطي لجدار المعدة، وغالبا ما تصيب المرضى بعد سن 60 سنة وتصيب النساء أكثر من الرجال.
- القرحة المعوية: وهي تحدث في الجزء الأول من الأمعاء والمعروف بالاثني عشر، وهي الأكثر شيوعا وغالبا ما تصيب المرضى بين سني 30 و50 سنة، وتصيب الرجال أكثر من النساء بنسبة الضعف.
- في بعض الأحيان تصيب القرحة المعدة والأمعاء معاً في آن واحد.
أعراض القرحة
تتلخص أعراض القرحة بالنقاط الآتية:
1. ألم حارق حاد في أعلى البطن قد يستمر من دقائق إلى عدة ساعات، وقد يوقظ الشخص المصاب من نومه، ويقل هذا الألم عند تناول المصاب مضادات الحموضة ثم يعود ثانية، ويقل الألم في القرحة المعدية عندما يتناول المريض الطعام ويعود عند الجوع، وعلى العكس من ذلك، فيزداد ألم بعض القرحات المعويّة -وهي أكثر تقرحات الجهاز الهضمي انتشاراً- عند تناول الطعام.
2. قد يشعر المريض في بعض الأحيان بغثيان، ورغبة في التقيؤ وفقدان الشهية، وما يتبع ذلك من تناقص للوزن.
3. قد تؤدي القرحة إلى حصول نزيف دموي بسيط يظهر على شكل نزول دم مع البراز، ويصبح لون البراز في هذه الحالة أسود مثل الفحم، مع ملاحظة أنّ سواد البراز قد ينتج أيضاً عن تناول الشخص عنصر الحديد.
أسباب القرحة
كما ذكرنا سابقا، فإن القرحة هي عبارة عن تآكل موضعي في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة أو الجزء الأول من الاثني عشر، وفي العادة تحمي المعدة نفسها من تأثير عصارتها الهاضمة بواسطة غشاء مخاطي يبطن المعدة من الداخل، يتكون من خلايا مخاطية لديها قدرة كبيرة على الانقسام والترميم وإنتاج سائل مخاطي السطح الداخلي يحمي المعدة من تأثير الحمض والانزيمات الهاضمة، وهناك بعض الآليات الهرمونية الموجودة داخل جسم الإنسان التي تعمل على ضبط عملية إفراز العصارة المعديّة، وأي خلل في الآليات آنفة الذكر يؤدي إلى حدوث قرحة المعدة أو الاثني عشر.
وحتى زمن قريب، كان الجميع يظن أن الضغوطات النفسية وأسلوب الحياة الخاطئ هما السببان الرئيسيان للإصابة بقرحة المعدة، ولكن العالمان "مارشال" و"وارين" اكتشفا وأثبتا بالأدلة العلمية القاطعة أن نوعا من البكتيريا يدعى الهيليكوباكتر هو السبب في 90 % من حالات قرحة الاثني عشر و80 % من حالات قرحة المعدة.
علاج القرحة
بفضل الاكتشاف الريادي الذي قام به العالمان "مارشال" و"وارن"، لم يعد مرض القرحة الهضمية مرضا مزمنا، بل أصبح مرضا يمكن معالجته بواسطة المضادات الحيوية بهدف القضاء على بكتيريا الهيليكوباكتر المسببة للقرحة.
تضم المنظومة الدوائية المستخدمة لعلاج القرحة، بالإضافة إلى المضادات الحيوية، بعض مضادات الحموضة؛ مثل:
أولا: مضادات إفراز الحمض مثل (cimetidine, ranitidine, or famotidine)، وتهدف هذه العلاجات إلى معالجة حموضة المعدة وتخفيف الألم وتعجيل الشفاء.
ثانيا: مثبطات مضخات البروتون؛ مثل الأوميبرازول، وتهدف هذه العلاجات أيضاً إلى معالجة حموضة المعدة وتخفيف الألم وتعجيل الشفاء.
ثالثا: أدوية لحماية جدار المعدة مثل (sucralfate) الذي يعمل على تغليف أنسجة المعدة من الداخل؛ وخصوصا المنطقة المتقرحة، بحيث لا تصلها حموضة المعدة، مما يسهم في تعجيل الشفاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com