د.إياس نهاد الموسى - استشاري أمراض القلب والشرايين التداخلية
كثيراً ما يدور حوار بين مريض وطبيب ينتهي بالوصول الى استنتاج خاطئ من الطرفين ، وفي حالة الحوار حول العلاج بالاعشاب يكون الطرفان غير ملميَن بتفاصيل الأمر فالمريض يطرح السؤال على الطبيب آملاً ان يكون هناك أمل جديد أو خيار طبيعي يساعده على تجاوز المرض وقد يؤدي الى شفاء سحري .
والطبيب عادة لا يعرف الكثير عن الاعشاب لانه لم يدرسها في كلية الطب ولم يهتم بدراستها بعد التخرج ويؤدي هذا الى اعتقاد سائد لدى اطباء الطب الحديث (الغربي) ان طب الاعشاب هو دجل «وعطارة» ونصب واحتيال .
لماذا الزعرور ؟
يقوم الكثير من مرضى القلب وخاصة مرضى تصلب الشرايين التاجية – بغلي اوراق الزعرور وبشرب مائها بشكل يومي ولفترات متفاوتة ، وغالباً ما يقومون بذلك بناءً على نصيحة صديق جربها هو او جرّبها أحد اقاربه « ونجحت نجاحاً باهراً جعله يوقف كل الأدوية قبل أيام قليلة من وفاته»
وعندما سألني احد المرضى أخيراً : يادكتور ، هل الزعرور مفيد للقلب أم لا؟ قلت له سوف ابحث عن الاجابة وأوافيك بها في المرة القادمة ، لذلك توجهت الى مصادر البحث الطبية الموثوقة ، واستغربت كثيراً ان هناك فعلاً دراسات علمية « محترمة» حول الزعرور منشورة في أماكن مختلفة وبلغات مختلفة .
وخلاصة ما توصلت إليه ما يلي :
1) الزعرور مفيد للقلب ويستعمل لعلاج أمراض القلب منذ قرون عديدة.
2) الزعرور يحتوي مواد مضادة للأكسدة و موسعة للشعيرات الدموية وحتى للشرايين المتوسطة الحجم مما يزيد من تدفق الدم الى اعضاء الجسم .
3) هناك دراسات تفيد ان الزعرور مفيد لمرضى هبوط القلب حيث يزيد من قدرتهم على المشي ويخفف من شعورهم بضيق التنفس ،ولكن ليس هناك دراسات على التقليل من احتمال الوفيات لدى هؤلاء المرضى .
4) الزعرور يخفف من ألآم الصدر عند مرضى تصلب الشرايين عن طريق توسيع الشرايين وزيادة وصول الدم الدم الى عضلة القلب ولكن هناك نقطة هامة جداً جداً وهي انه لا يزيل الانسدادات ولايفتح الشرايين كما يعتقد الكثير من الناس اي انه يقوم بجعل الدم اكثر تدفقاً عن طريق توسيع الشرايين غير المسدودة ولا يقوم بازالة ما تراكم في الشرايين اي انه ليس سائل تنظيف المواسير كما وصفه بعض المرضى لي .
5)يساهم الزعرور في تخفيف الكولسترول بنسبة متوسطة قد تكون كافية اذا كان الارتفاع بسيطاً ،ولكن الارجح هو استعماله بالاضافة الى ادوية الكولسترول التقليدية.
6) ليس هناك دراسات تقول ان الزعرور افضل من فتح الشريان بزراعة الشبكات (الدعامات) او جراحة القلب.
7) هناك اعراض جانبية للزعرور ، رغم انه طبيعي (أعشاب) الا انه يؤدي الى اعراض تشبه اعراض الادوية الموسعة للشرايين مثل الصداع ،هبوط الضغط ،الدوخة،الغثيان، طفح الجلد ،وهناك تداخل بينه وبين الادوية مثل الفياجرا والنيترات وبعض ادوية القلب .
8) يشترط لاستعمال الزعرور ان يستعمل كدواء وليس (كعشبة) اي انه يخضع لما يخضع له الدواء الموجود في حبوب أو كبسولات من الصيدلية من دراسة وتتبع للفاعلية والاعراض الجانبية ولا يجوز استخدام كأس كبير من نقيع الزعرور لانك لا تعرف كم كمية الدواء الموجود فيه.
9) لا يعتبر الزعرور بديلاً عن اي دواء للقلب بل هو مساعد ومكمّل ولا يجب الاستهزاء به ولكن لا يجب المبالغة في تمجيده فهو يساعد و لا يشفي من أمراض القلب .
10) الدرسات المنشورة (المحترمة)استعملت كمية مقننة من الزعرور ولم تستعمل نقيع أو مغلي بل اشترطت وجود كمية معروفة من المكونات الاساسية لمعرفة اثرها واعراضها الجانبية .
11) يجب على اطباء الطب الحديث (الغربي) ان يقوموا بدراسة الوصفات الشعبية(العربية أو الصينية ) التي يقوم مرضاهم بتجربتها ،وان يراجعوا ما نشر عنها ويقوموا بنشر المعلومات الصحيحة بينهم عن طريق المحاضرات والمقالات لكي تقرر كل مجموعة اختصاص ما هو المقبول استعماله ،وكم الجرعة المسموحة ؟وما هي الاختلاطات الدوائية ،وما هي الاعراض الجانبية ؟
أي يجب ان يتعامل الزعرور وكل ما يندرج معه من اعشاب كما نتعامل مع اي دواء جديد يصل الى الاسواق ، وعندما نبدأ بأخذ الاعشاب بحرية ودراسة وتقنين وتمحيص ، عندها يمكن ان نستعمل بعضها عن معرفة واطلاع ،ونمنع استعمال بعضها الآخر ايضاً عن معرفة واطلاع دون الغاء لدور» العطارين» ولكن دون الاستخفاف بعقول الناس والتسهيل على الدجالين ممارسة دجلهم دون حسيب ولا رقيب
كثيراً ما يدور حوار بين مريض وطبيب ينتهي بالوصول الى استنتاج خاطئ من الطرفين ، وفي حالة الحوار حول العلاج بالاعشاب يكون الطرفان غير ملميَن بتفاصيل الأمر فالمريض يطرح السؤال على الطبيب آملاً ان يكون هناك أمل جديد أو خيار طبيعي يساعده على تجاوز المرض وقد يؤدي الى شفاء سحري .
والطبيب عادة لا يعرف الكثير عن الاعشاب لانه لم يدرسها في كلية الطب ولم يهتم بدراستها بعد التخرج ويؤدي هذا الى اعتقاد سائد لدى اطباء الطب الحديث (الغربي) ان طب الاعشاب هو دجل «وعطارة» ونصب واحتيال .
لماذا الزعرور ؟
يقوم الكثير من مرضى القلب وخاصة مرضى تصلب الشرايين التاجية – بغلي اوراق الزعرور وبشرب مائها بشكل يومي ولفترات متفاوتة ، وغالباً ما يقومون بذلك بناءً على نصيحة صديق جربها هو او جرّبها أحد اقاربه « ونجحت نجاحاً باهراً جعله يوقف كل الأدوية قبل أيام قليلة من وفاته»
وعندما سألني احد المرضى أخيراً : يادكتور ، هل الزعرور مفيد للقلب أم لا؟ قلت له سوف ابحث عن الاجابة وأوافيك بها في المرة القادمة ، لذلك توجهت الى مصادر البحث الطبية الموثوقة ، واستغربت كثيراً ان هناك فعلاً دراسات علمية « محترمة» حول الزعرور منشورة في أماكن مختلفة وبلغات مختلفة .
وخلاصة ما توصلت إليه ما يلي :
1) الزعرور مفيد للقلب ويستعمل لعلاج أمراض القلب منذ قرون عديدة.
2) الزعرور يحتوي مواد مضادة للأكسدة و موسعة للشعيرات الدموية وحتى للشرايين المتوسطة الحجم مما يزيد من تدفق الدم الى اعضاء الجسم .
3) هناك دراسات تفيد ان الزعرور مفيد لمرضى هبوط القلب حيث يزيد من قدرتهم على المشي ويخفف من شعورهم بضيق التنفس ،ولكن ليس هناك دراسات على التقليل من احتمال الوفيات لدى هؤلاء المرضى .
4) الزعرور يخفف من ألآم الصدر عند مرضى تصلب الشرايين عن طريق توسيع الشرايين وزيادة وصول الدم الدم الى عضلة القلب ولكن هناك نقطة هامة جداً جداً وهي انه لا يزيل الانسدادات ولايفتح الشرايين كما يعتقد الكثير من الناس اي انه يقوم بجعل الدم اكثر تدفقاً عن طريق توسيع الشرايين غير المسدودة ولا يقوم بازالة ما تراكم في الشرايين اي انه ليس سائل تنظيف المواسير كما وصفه بعض المرضى لي .
5)يساهم الزعرور في تخفيف الكولسترول بنسبة متوسطة قد تكون كافية اذا كان الارتفاع بسيطاً ،ولكن الارجح هو استعماله بالاضافة الى ادوية الكولسترول التقليدية.
6) ليس هناك دراسات تقول ان الزعرور افضل من فتح الشريان بزراعة الشبكات (الدعامات) او جراحة القلب.
7) هناك اعراض جانبية للزعرور ، رغم انه طبيعي (أعشاب) الا انه يؤدي الى اعراض تشبه اعراض الادوية الموسعة للشرايين مثل الصداع ،هبوط الضغط ،الدوخة،الغثيان، طفح الجلد ،وهناك تداخل بينه وبين الادوية مثل الفياجرا والنيترات وبعض ادوية القلب .
8) يشترط لاستعمال الزعرور ان يستعمل كدواء وليس (كعشبة) اي انه يخضع لما يخضع له الدواء الموجود في حبوب أو كبسولات من الصيدلية من دراسة وتتبع للفاعلية والاعراض الجانبية ولا يجوز استخدام كأس كبير من نقيع الزعرور لانك لا تعرف كم كمية الدواء الموجود فيه.
9) لا يعتبر الزعرور بديلاً عن اي دواء للقلب بل هو مساعد ومكمّل ولا يجب الاستهزاء به ولكن لا يجب المبالغة في تمجيده فهو يساعد و لا يشفي من أمراض القلب .
10) الدرسات المنشورة (المحترمة)استعملت كمية مقننة من الزعرور ولم تستعمل نقيع أو مغلي بل اشترطت وجود كمية معروفة من المكونات الاساسية لمعرفة اثرها واعراضها الجانبية .
11) يجب على اطباء الطب الحديث (الغربي) ان يقوموا بدراسة الوصفات الشعبية(العربية أو الصينية ) التي يقوم مرضاهم بتجربتها ،وان يراجعوا ما نشر عنها ويقوموا بنشر المعلومات الصحيحة بينهم عن طريق المحاضرات والمقالات لكي تقرر كل مجموعة اختصاص ما هو المقبول استعماله ،وكم الجرعة المسموحة ؟وما هي الاختلاطات الدوائية ،وما هي الاعراض الجانبية ؟
أي يجب ان يتعامل الزعرور وكل ما يندرج معه من اعشاب كما نتعامل مع اي دواء جديد يصل الى الاسواق ، وعندما نبدأ بأخذ الاعشاب بحرية ودراسة وتقنين وتمحيص ، عندها يمكن ان نستعمل بعضها عن معرفة واطلاع ،ونمنع استعمال بعضها الآخر ايضاً عن معرفة واطلاع دون الغاء لدور» العطارين» ولكن دون الاستخفاف بعقول الناس والتسهيل على الدجالين ممارسة دجلهم دون حسيب ولا رقيب
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق