الاثنين، 24 سبتمبر 2012

يحتجن لتأهيل نفسي .. يعشن عالم خاص .. يرفضن متابعة الدراسة!

صورة

سهير بشناق - ..«الرعاية» و«الحماية».. مرادفات تصلنا الى دلالة واهمية «الاحتياج الى الامن النفسي»؛ ذاك السهل الممتنع احيانا!.
عادة؛ تركن البشرية ..و قبل توفير الاحتياجات الاساسية للأنسان كالمأكل والمشرب - وهي تتوفر عادة في الاسر التي ترعى الاطفال - الى البحث عن الصفاء ودهشة الامن ..فاين ما نصبو اليه؟.
 ان الامن النفسي غائب عن فتيات بعض دور الرعاية ،ليس بسبب قصر في الرعاية لهن فحسب، بل بسبب الاوضاع الاسرية السيئة التي تعرضن اليها وهن في عمر المراهقة «اقل من عمر الثامنة عشرة».

رفض للمكان والزمان 

العنف الاسري؛اشكاله كافة لا يمكن الا ان تترك اثارا نفسية سلبية على حياة كل واحدة منهن يتمثل ذلك في رفضهن للمكان والزمان الذي اوصلهن لدار الرعاية اضافة الى رفضهن الحياة التي لا يتعاملن معها الا من خلال التنفس فقط .
ولعل هروب ثلاث فتيات الاسبوع الماضي من مركز الفيحاء للرعاية الاجتماعية -وهن ضحايا العنف الاسري،- بعد ان تم نقلهن من دار الحنان للرعاية الاجتماعية في محافظة اربد، الى مركز الفيحاء في محافظة مادبا لخير دليل على الاوضاع غير السوية التي تعيشها فتيات دار الحنان باربد .
وزارة التنمية الاجتماعية التي بادرت بتشكيل لجنة تحقيق كاجراء روتيني عقب اي حادث في مراكزها اشارت الى ان هؤلاء الفتيات ضحايا اساءة المعاملة ويحتجن للرعاية والحماية الشديدة التي يمكن ان لم تتوفر و ان تعرض حياتهن للخطر .
الوزارة التي تسعى لتوفير الحماية لهؤلاء الفتيات وجميع الفتيات في دور الرعاية وخاصة دار الحنان لم تتمكن الى الان من تعديل سلوك الفتيات وتغيير نظرتهن للحياة لتصبح نظرة ايجابية خالية من التمرد على كل شيء .

حياة لها مفهوم خاص
 الفتيات في دار الحنان اغلبهن لا يذهبن الى المدارس ويرفض فكرة التعليم ويعشن حياة لها مفهوم خاص في عالمهن الخاص بهن لا يعترفن (...) لا بالانظمة ولا بتعليمات، فهن قضية وزارة التنمية التي بحسب مصادر مختصة بها حاولت الكثير لاصلاحهن ،الا انها لم تتمكن من النجاح كون الفتيات لا يستجبن ؟ 
 المصادر ذاتها ؛ قالت ان الفتيات لم يعرضن لاي اساءة في التعامل من قبل القائمين على رعايتهن ،
و ان الظروف الاسرية والعنف- سابقا- الذي تعرضن اليه يقف دائما وراء تقدمهن ،سواء اكاديميا او فكريا والاهم من ذلك في الجوانب النفسية والاجتماعية .
..والسؤال الذي يواجهنا:
-كيف يمكن ان يكون مستقبل فتيات ،لا ينجزن سوى تناول وجبات الطعام ومشاهدة التلفاز والانخراط في مشاكل فيما بينهن ويحملن اثارا وصور العنف الذي تعرضن اليه ليشعرن ،انهن بلا قيمة وفائدة بالحياة ؟ انه مستقبل مظلم يحتاج الى اكثر من مجرد اشعال شمعة تنير دروبهن، يحتجن الى ان تفتح نوافذ قلوبهن من جديد (...)وتعلمهن ان الحياة لا تتوقف عند حدود الاساءة !.
 تقرير لجنة التحقيق والتقييم لمراكز الرعاية الاجتماعية ،الذي أطلق مؤخرا ، أوصى بأهمية نقل الفتيات الموجودات في دار الحنان إلى دور رعاية أخرى مع إعداد برامج تعديل سلوك وادماجهن ضمن خطة متابعة تضمن إحداث تغيير إيجابي في تنشئة الفتيات ،مع التأكيد على تغيير الإدارة الحالية، واختيار أمهات على سوية عالية من التأهيل لجعل دار الحنان، بعد التغيير المطلوب، نموذجا مستقبليا يمكن القياس عليه إذا ما نجحت الفكرة الجديدة.

اعادتهن الى مسار الحياة الطبيعي 
 حياة هؤلاء الفتيات يجب ان تخرج من اطار توصيات تقرير لجنة التحقيق والتقييم لمراكز الرعاية الاجتماعية؛ لتصبح قضية راي عام و ضمن واقع، يجب الا يحتمل التاجيل.
 القضية ، ليست في عدم استجابة الفتيات فحسب، بل ضحض التعامل معهن وايجاد مؤهلات في التاهيل النفسي، قادرات على معالجة جروحهن واعادتهن الى مسار الحياة الطبيعي ،الذي لا يتوقف عند مشكلة معينة وان لامست قلوبهن وعقولهن لا البقاء في دائرة ضحد الاتهامات الموجهة للتنمية الاجتماعية والاكتفاء بالموجود فدور الرعاية وخاصة المتخصصة للفتيات ليست سجونا وانما وجدت لحمايتهن اولا ولرعايتهن وتاهيلهن وهو الجانب الاهم والغائب على ارض الواقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com