الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

صناعة الكهرباء النظيفة !

صورة

د. أيوب أبودية -  تتطور صناعة توليد الكهرباء في العالم من مصادر نظيفة وآمنة واقتصادية ومتجددة للطاقة، بحيث أصبحت المصدر الإستراتيجي الوحيد للطاقة الذي يستحق أن يدعى كذلك. والدليل هو زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتوافرة في الطبيعة مجاناً والتي لا يمكن أن تحجبها أي قوة بشرية عن دولة أخرى بقوة السلاح، والتي لا يمكن أن تقوم نزاعات مسلحة بشأنها كالطاقة النووية أو النفط، ولا يمكن كذلك أن تدمرها أي قوة مارقة في العالم كما حدث عند حرق بعض آبار النفط في الخليج العربي.
 ومن اللافت مساهمة الطاقة الكهربائية النظيفة المتجددة المستمدة من طاقتي الرياح والشمس في عام 2008 بنسبة تزيد عن 20% من استهلاك الكهرباء الكلي لبعض الدول الأوروبية، ومن هذه الدول التي يزيد إنتاجها للكهرباء من طاقة الرياح عن 20% أيرلندا والدنمارك وهولندا والبرتغال وإسبانيا واليونان وألمانيا وبريطانيا؛ أما الدول التي يزيد إنتاجها من الطاقة الكهربائية المولدة عن طريق الخلايا الكهروضوئية عن 5% فهي ألمانيا وإسبانيا واليونان وإيطاليا وقبرص؛ أما الدول التي يتراوح حصة إنتاجها من الكهرباء المنتجة بواسطة المرايا المركزة ما بين 3 إلى 5% فهي إسبانيا وقبرص والبرتغال.
 ويتضح مما سلف أن دول جنوب أوروبا تتقدم على دول شمال أوروبا في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، بينما دول شمال أوروبا تتقدم بإنتاج الكهرباء المولدة من طاقة الرياح؛ لماذا؟
 يعود السبب في ذلك إلى زيادة شدة تركيز الإشعاع الشمسي كلما تحركنا باتجاه الجنوب في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، وهذا يعني أن الاستثمار في الطاقة الشمسية في بلادنا أكثر ربحية مقارنة بأوروبا وذلك لزيادة شدة الإشعاع الشمسي عندنا وفي شمال إفريقيا على الأقل مرتين مقارنة بالمعدل الأوروبي للمناطق الواقعة بين شمال ألمانيا وجنوب أوروبا الواقعة على البحر الأبيض المتوسط؛ ولذلك شرعت أوروبا في الاستثمار بتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في شمال إفريقيا من خلال ما يسمى بمشروع ديزرت تك.
 وبما أن شدة الإشعاع الشمسي عندنا أكثر من ضعف تلك الموجودة كمعدل في أوروبا فإن هذا يعني أن مشاريع طاقة الشمس في بلادنا سوف تكلف أقل مقارنة بتكلفتها في أوروبا، وذلك من حيث شدة الإشعاع الشمسي ومن حيث تدني أسعار المواد الأولية والأيدي العاملة، فلماذا الانتظار في حين بدأت أوروبا تعتمد على انتاج أكثر من ثلثي حاجتها من الكهرباء على الطاقة النظيفة؟
 فمن اللافت أن حصة انتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية من كلي انتاج الكهرباء في الاتحاد الأوروبي بعد كارثة فوكوشيما النووية في اليابان قد وصل الى 68% من مجمل الحمل الكهربائي الكلي المنتج في عام 2011، حيث كانت حصة الرياح 21% وحصة الطاقة الشمسية 47%، وذلك بزيادة مقدارها 37.7% مقارنة بعام 2010، ويكافىء ذلك 30 جيجاواط من الكهرباء، أي أن أكثر من عشر مرات حاجة الأردن الى الكهرباء قد تم انتاجها في أوروبا من الرياح والطاقة الشمسية خلال العام المنصرم وحده!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com