الأحد، 16 سبتمبر 2012

جهود البشرية لحماية طبقة الأوزون

صورة

لا يكاد يمضي يوم دون نقاش  عن التغير المناخي وعن التعطش العالمي للنفط وتحول العالم من طاقة النفط  والفحم إلى الطاقة المتجددة.
ولكن الهدوء أصبح يلف قضية ثقب الأوزون في الآونة الأخيرة،ذلك الثقب  الذي اكتشف لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي،واستمر الجدال بشأنه حتى  مطلع التسعينيات.
غير أن الأمر أصبح وكأن هذه الطبقة بدأت في التعافي تدريجيا،وذلك بفضل  ما يعرف  ببروتوكول مونتريال الذي اعتمده العالم قبل 25 عاما بالضبط.
ولكن الخطر لا يزال محدقا ولم يحدث ما يستدعي إطلاق  صفارة الأمان.
لقد نجح المجتمع الدولي في السادس عشر من أيلول عام 1987 في  مدينة مونتريال الكندية فيما لم ينجح فيه منذ أعوام وحتى الآن فيما  يتعلق بحماية المناخ حيث توصلت الدول إلى اتفاقية ملزمة لحماية طبقة  المناخ.
اتفقت الدول ضمن هذه المعاهدة على الحد بداية من إنتاج مادة الفريون  (الكلوروفلوروكربون) ثم التوقف نهائية عن صناعتها.
ووقعت 197 دولة حتى الآن على هذه الاتفاقية والتزمت بها بشكل تام. وعن ذلك يقول ماركوس ريكس من معهد ألفريد فاجنر لأبحاث القطبين وأبحاث  البحار في مدينة بوتسدام شرق ألمانيا:»هذا نجاح مبهر للغاية حققته  السياسة البيئية الدولية،لولا حظر الفريون لبدا الأمر محزنا اليوم..  لولا هذا الحظر لفنيت طبقة الأوزون تماما بحلول عام 2050 ولعانينا من  مشكلة هائلة مع الأشعة فوق البنفسجية».
وتشير أجهزة الرصد إلى أن هناك انتعاشا تدريجيا منذ بعض الوقت في طبقة  الأوزون،ولكن حالتها ليست جيدة بأي حال من الأحوال «فلقد وصلت الطبقة  إلى أدنى درجة لها..هناك ثقب يتسع في الشتاء فوق منطقة قارة  الأنتاركتيكا في القطب الجنوبي،لن يتغير شيء في ذلك خلال السنوات  المقبلة،فمركبات الكلوروفلوروكربون تعيش طويلا جدا وتدمر أوزون طبقة  ستراتوسفير» حسبما أوضح ريكس.
وأضاف ريكس أنه من المنتظر حسب تقديرات العلماء أن ينغلق ثقب الأوزون  بشكل تام فوق قارة أنتاركتيكا في عام 2060 إلى 2070 .
كما أنه من غير المتوقع أن تتحسن طبقة الأوزون في المستويات الوسطى التي  رقت بها الطبقة بنسبة 3 إلى 5% مقارنة بما كانت عليه عام 1980 قبل منتصف  القرن الجاري.
ولكن وضع طبقة الأوزون في منطقة القطب الشمالي يثير القلق أكثر حيث ظهر  هناك ثقب لأول مرة عام 2011، والذي كان مشابها لثقب الأوزون فوق قارة  أنتاركتيكا ويمثل خطرا علينا أيضا لأنه يؤدي إلى تأرجح كتل الهواء فوق  القطب الشمالي ووصولها إلى وسط أوروبا في أواخر الشتاء أو بداية  الربيع،مما يعني أن هناك بعض أيام في السنة يكون فيه هذا الثقب فوق  رؤوسنا مباشرة.
لهذه الأسباب فإن حماة البيئة يرون أن معاهدة مونتريال غير كافية «كان  من الممكن أن تصبح هذه المعاهدة نصرا لولا تحايل قطاع الصناعة» حسبما  رأى فولفجانج لوبك،خبير منظمة السلام الأخضر «جرينبيس» الذي أشار إلى أن  صناعة الكيمياء طرحت في الأسواق مركبات فريون أقل هلجنة من الفريون  المحظور ولكنها أيضا مركبات ضارة بطبقة الأوزون،ورغم ذلك فهي ليست  محظورة «حيث تحكم هذه المركبات فترات انتقالية من سنوات ولذلك فإن هذه  المركبات لن تحظر بشكل تام قبل عام 2040».
كما أن الجيل الثالث من المواد الفلوركربونية يمثل مشكلة بالنسبة لطبقة  الأوزون،فعلى الرغم من أن هذه المواد تحافظ على طبقة الأوزون إلا أنها  تعد في الوقت ذاته ضمن الغازات الانبعاثية الشديدة التي تتسبب في ارتفاع  درجة حرارة الأرض «وليس هناك أي أمل في حظر هذه المواد».
وهناك جدل دولي منذ سنوات بشأن حظر هذه المواد سواء في إطار معاهدة  مونتريال أو بروتوكول كيوتو الخاص بحماية المناخ أو في إطار اتفاقية  خاصة.
د.ب.ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com