الأحد، 16 سبتمبر 2012

المخاض ومضاعفاته

صورة



مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم

 الدكتور سميح خوري-  المخاض ؛وصف يؤدي بنا الى ما يحدث من تقلصات عضلات البطن والحجاب الحاجز وهو يحدث بطريقة انعكاسية نتيجة للاثارة التي يقوم بها الجزء المتقدم من العناصر العصبية المغروسة في عنق الرحم, النسيج المحيط بالرحم وعضلات قعر الحوض, وتحدث هذه التقلصات بصورة غير ارادية الا ان الماخض بامكانها التحكم بها الى درجة ما.
ويرتفع أثناء المخاض الضغط الداخلي للبطن. ان ارتفاع الضغط داخل الرحم (تقلصات عضلات الرحم) وداخل البطن في آن واحد يؤدي الى أن محتوى الرحم يسعى الى الفرار بالاتجاه الذي تكون فيه المقاومة أقل.
تتقلص عضلات الرحم طيلة مدة الحمل على فترات غير منتظمة تحدث كل 15 الى 20 أو 30 دقيقة, وتستمر لحوالي 25 ثانية.
ومن المحتمل ان تشعر الحامل بهذه التقلصات من دون ألم. تصبح هذه التقلصات أكثر وضوحاً كلما اقتربت الحامل من الوضع, بحيث قد تكون مزعجة, ولكن غير مؤلمة أبداً, ثم تصبح عند بدء المخاض أكثر انتظاماً وقوة وعنفاً.
فبدء المخاض هو بدء الشعور بتقلصات الرحم المنتظمة غير المريحة, وتحدث هذه التقلصات كل 15 – 20 دقيقة, وليس بالضرورة ان تكون مؤلمة. يصاحب هذه التقلصات تصلب في الرحم يمكن التأكد منه بكل سهولة, وذلك بوضع اليد على جدار البطن, وتستمر حوالي 40 ثانية أو أكثر.

 بوادر وبداية الولادة:
 ومن الامور التي تعتبر  بوادر:
1 – يهبط في نهاية الحمل (عادة بـ 2 – 3 أسابيع قبل الولادة) قعر الرحم, وبناء على ذلك تلاحظ المرأة أنها اصبحت تتنفس بصورة أسهل.
2 – يهبط الجزء المتقدم من الجنين, فيلتصق رأس الجنين, عند من حملن لأول مرة, بصورة محكمة بمدخل الحوض.
3 – يلاحظ بوضوح قبيل الولادة علامات نضوج عنق الرحم, يصبح طرياً وأقل طولاً نوعاً ما, وأن قناة العنق تسع لمرور إصبع واحد عند متكررات الولادة.
4 – يلاحظ قبيل الولادة في أحيان كثيرة خروج افراز مخاطي لزج من المهبل, تفرزه غدد عنق الرحم.
5 – ان كثيراً من النساء تبدأ تشعر بتقلصات الرحم, التي تأخذ قبل الولادة طابع آلام متبلدة في منطقة العجز وأسفل البطن.

 علامات المخاض:
يبدأ المخاض عادة باحدى ثلاث طرق مميزة:
1 – ابتداء انقباضات رحمية قوية ومنتظمة.
2 – إنفجار جيب المياه.
3 – البشارة أو العلامة.
تبدأ المرحلة الأولى من المخاض بحدوث انقباضات رحمية منتظمة (شد يظهر في أخمص البطن) ولهذه الانقباضات نظام معين حيث تستطيع اليد الموضوعة على الرحم ان تكشف قدوم الانقباضة قبل ان تشعر الام بوجودها. تزداد الانقباضة (شد البطن) قوة حتى تصل الى قمة تستوي عليها وتمكث على هذا النحو لحوالي 30 – 50 ثانية ثم تختفي بعدها بسرعة. تختلف درجة تحمل الألم من ماخض الى أخرى, اذ تلاحظ معظم النسوة وجود الانقباضة بفترة وجيزة بعد بدئها, الا أنهن لا يشعرن بعدم الارتياح منها الا بعد حوالي 10 ثوان من بدئها.
ان الانقباضات التي تظهر في أسفل البطن عند نهاية الحمل والمصحوب أحياناً بألم بسيط خفي, أثر كبير في تقصير وتوسيع عنق الرحم بطريقة هادئة وخفية, بحيث ما أن يأتي الوقت الحقيقي لبدء المخاض, الا وتكون قناة عنق الرحم قد اختفت تقريباً, بل وتوسعت الى حوالي 1 – 2سم.
يحدث في نفس الوقت التي تظهر فيه الانقباضات الرحمية ألم الظهر في المنطقة السفلية والوسطى منه, ويدوم بدوام هذه التقلصات. يحدث هذا     بشكل منتظم كل عشرين الى ثلاثين دقيقة ليستمر حوالي 30 الى 40 ثانية. قد يستمر ألم الظهر هذا الى عدة ساعات ليقود في النهاية الى المخاض الحقيقي. وعندما يبدأ المخاض الفعلي يصبح ألم الظهر أكثر ازعاجاً. وفي هذه المرحلة تشاهد الحامل مادة لزجة ممزوجة بالقليل من الدم تسقط من عنق الرحم, وهذا ما يسمى بالبشارة.
كلما أخذت الانقباضات الرحمية بالقوة, أصبح الشعور بعدم الارتياح في المنطقة السفلية من البطن أكثر فأكثر, وهذا مما يدل على أن المخاض قد استقر.
قد يستمر عدم الارتياح الى مدة تقارب الساعتين أو الثلاث ساعات, ينقبض فيها الرحم كل 15 دقيقة. يأخذ الرحم في هذه المرحلة في التلاشي. يزداد تكرار الانقباضات تدريجياً لتحدث مرة كل حوالي 10 دقائق, بحيث بعد ساعتين يمكن الشعور بها في كل انحاء الرحم كل خمس دقائق, وفي هذه المرحلة يتسع العنق الى حوالي 3 سم, يستمر الاحساس بالتقلصات الرحمية في كل جوانب البطن والرحم ويزداد حدوثها تدريجياً حتى تصل الى انقباضة في كل ثلاث دقائق, ليصبح التوسع في هذه المرحلة حوالي 6 سم, وتتكرر التقلصات كل دقيقتين حتى يتلاشى عنق الرحم.
ينفجر جيب المياه في مرحلة ما من مراحل المخاض, وسوف تشعر الحامل بتدفق الماء يخرج عن طريق المهبل.
في المرحلة الثانية من المخاض لن تكون التقلصات الرحمية مزعجة كما كانت في المرحلة الأولى. سوف تشعر الحامل بضغط في قعر الحوض وبرغبة جامحة للدفع الى الخارج.

 مضاعفات المخاض:
المخاض الطويل: هو ذلك المخاض الذي يستغرق 48 ساعة فأكثر من دون أي تقدم للولادة (لا هبوط لرأس الجنين ولا اتساع لعنق الرحم). وتعود أسباب المخاض الطويل الى عدة عوامل: منها: شذوذ في الانقباضات الرحمية, أو وضع غير طبيعي للجنين, أو شذوذ في أرضية الحوض.
هناك نوعان من الشذوذ في الانقباضات الرحمية هما:
1 – الانقباضات الضعيفة الحدة (عطالة الرحم), حيث يلاحظ في مثل هذه الحالة ان الانقباضات الرحمية تحدث على فترات تتراوح ما بين كل عشر دقائق وحتى كل عشرين دقيقة, ولا تقوى على توسع عنق الرحم بسرعة مرضية وبالتالي تطول مدة المخاض. يمكن التغلب على هذا الشذوذ في الانقباضات الرحمية بتفجير جيب المياه, الذي يقود الى تقلصات أقوى وأكثر انتظاماً وبالتالي الى تقدم أسرع للمخاض, أو باعطاء كمية بسيطة من مادة سنتوسنون  بواسطة محلول عن طريق الوريد. هذه المادة تساعد الرحم على التقلص بشكل عادي ومنتظم وتحوله من حالة الخمول الى حالة النشاط العادي, وبالتالي تقصر مدة المخاض.
2 – الانقباضات القوية الحدة: في هذه الحالة يتقلص الرحم بعنف وقوة ولكن لمدة وجيزة لا تتعدى الثواني في كل مرة. وهذه الانقباضات القصيرة والحادة, لا تتمتع لا بالقوة ولا بالفعالية كالانقباضات العادية, ولهذا السبب تطول مدة المخاض.
تعود أسباب الانقباضات الحادة والقصيرة الى سيطرة الخوف على الحامل. وتعالج هذه الحالة باعطاء المهدئات أو مخفضات  الألم.
أما بما يتعلق بوضع غير طبيعي للجنين, فهناك عدم هبوط الرأس في الحوض بسبب عدم انحناء الرأس انحناءً كاملاً. واذا صدف وكان ظهر الجنين باتجاه ظهر أمه, عندها سوف لا يتمكن رأسه من اتخاذ وضع الانحناء الصحيح, ولهذا يبقى رأسه في وضع انحناء غير كامل, مما يعطيه قطراً أكبر في أثناء مروره عبر قناة الولادة. ووضع كهذا يطيل المخاض ويستدعي استعمال ملقط الولادة أو الشفاطة لاتمام الولادة.
وقد يطول المخاض أيضاً في حالة تأخر توسع عنق الرحم نتيجة كونه كثير الصلابة أو لاحتوائه على أكثر من المعتاد من الأنسجة الليفية, وفي حالة عدم تناسب حجم رأس الجنين مع سعة الحوض العظمي, تطول الولادة مما يستدعي هذا العملية القيصرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com