السبت، 19 مايو 2012

العالم يرفع قبعته احتراما لـ (مارك)



صورة

ليك أن ترفع القبعة للأمريكي  مارك تسوكربيرج مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيس بوك حتى لو كان  لديك تحفظات على تقييمه.
فعندما ذهب إلى حي المال في نيويورك (وول ستريت) على أمل إقناع دوائر  المال والأعمال الأمريكية بالاستثمار في أسهم شركته العملاقة فيس بوك  التي سيتم طرحها للاكتتاب الأولي اليوم أصر الرجل على ارتدائه  ملابسه البسيطة ورفض ارتداء الملابس الرسمية التقليدية المعروفة في  دوائر المال والأعمال.
ولم يكن ارتداء الرجل لهذه الملابس البسيطة سوى رسالة أراد توجيهها  للجميع وهي أنه رغم سعيه لبيع أسهم بقيمة تصل إلى 8ر12 مليار دولار اليوم فإنه سيواصل إدارته لموقع التواصل الاجتماعي بطريقته المعتادة  القائمة على الاستقلالية  التامة والالتزام برؤيته لعالم أكثر انفتاحا  والتي حققت له نجاحا جماهيريا كبيرا.   
وربما لا تكون هذه هي الرسالة التي يريد الأثرياء  ورجال المال سماعها  من تسوكربيرج  الذي أتم عامه 28 الاثنين الماضي. ولكن هذا الحالم  التكنولوجي استطاع تكوين ثروة ستصل إلى 20 مليار دولار عند طرح أسهم فيس  بوك للاكتتاب العام اليوم وهذه الثروة تعود بدرجة كبيرة إلى حقيقة أنه  غالبا من يتجاهل نصائح  العاملين في المجال المالي.
فقد نصحه هؤلاء المستشارون مرارا وتكرار ببيع شركة فيس بوك في مراحل  عديدة من مراحل تطور هذه الشركة إلى شركات إم.تي.في  وياهو وجوجل وغيرها  أو ترك إدارتها  لمسئولين أكثر خبرة ولكن تسوكربيرج كان يرفض هذه  النصائح دائما.
وفي عام 2007 قال تسوكربيرج في مقابلة  مع مجلة مدرسته الثانوية إنه لم  يكن يرفض بيع هذه الشركة أملا في الحصول على مزيد من المال «بالنسبة لي  ولزملائي  فإن أهم شيء هو أن نخلق تدفقا حرا للمعلومات  للناس.  وجعل  المؤسسات الإعلامية مملوكة لكيانات ضخمة ليست فكرة جذابة بالنسبة لي». ولد تسوكربيرج في 14 أيار/مايو 1984 في  بوبس فيري بنيويورك وكانت  والدته عالمة نفس  ووالده طبيب أسنان علمه أساسيات برمجة الكمبيوتر  في  سن مبكرة. وقد أدرك الأب بسرعة أن ابنه نابغة  فاستعان بمعلم  خاص  لتعليمه.
وكتب  خوسيه أنطونيو  فارجاس في صحيفة هوفتنجتون بوست يقول «بعض الأطفال  يمارسون ألعاب الكمبيوتر ولكن مارك يبتكرها».
وقبل التحاقه بجامعة هارفارد درس تسوكربيرج في مدرسة فيليبس  إكستير  أكاديمي الراقية.
وقبل إطلاقه موقع فيس بوك طور تسوكربيرج خدمة للمحادثة الفورية ومشغل  موسيقى طلبت  مايكروسوفت وأيه.أو.إل شرائهما. كما طور برنامجا لاختيار  زملاء الفصل الدراسي بناء على اختيارات الطلبة الآخرين. وأطلق على هذا  البرنامج اسم «فيس ماش» والذي أطاح لطلبة جامعة هارفارد ترتيب زملائهم  في الفصل الدراسي بمجرد نظرة واحدة. وفي تلك الفترة تعرض للوم لأنه نشر صور زملاء بدون إذن منهم وقدم اعتذارا  عمليا عن ذلك. ولكن هذه التجربة أثبتت نجاح شبكة التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت بين زملاء الحرم الجامعي وبعد ذلك أطلق موقع فيس بوك. وشهدت السنوات الأولى معارك ضارية مع فرق منافسة ومع المشاركين في تأسيس  موقع فيس بوك. ولكن تركيز تسوكربيرج وإصراره حققا له النجاح واستطاع  الاحتفاظ بالسيطرة على الشركة التي أسسها.
وقد جاء فيلم «الشبكة الاجتماعية» الذي يحكي قصة إنشاء موقع فيس بوك لكي  يصور هذه المعارك. وقد اعترض العديد من زملاء وأصدقاء تسوكربيرج على  الصورة التي قدمها له الفيلم كطالب ذكي اجتماعي.
ويقول ديفيد كريك باتريك مؤلف كتاب «تأثير فيس بوك» إن الفيلم يقدم 40%  فقط من الحقيقة. فتسوكربيرج لم يكن ساخرا بهذه الطريقة الحادة التي  قدمها الفيلم. في المقابل فإن تسوكربيرج بدا ساخرا ومرحا في حياته الخاصة وبالتحديد  عندما ظهر مع الممثل جيسي إيزنبيرج الذي جسد شخصيته في الفيلم في إطار  برنامج «ليلة السبت مباشر» على إحدى القنوات التلفزيونية. وعن تسوكربيرج قال ستيف جوبز رئيس ومؤسس إمبراطورية الإلكترونيات  الأمريكية آبل الراحل «أنا معجب بمارك تسوكربيرج.. لأنه لم يبيع الشركة  ولأنه أراد أن يؤسس شركة .. أنا معجب بذلك جدا».
(د ب أ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com