السبت، 19 مايو 2012

الثورة في مجال الاخصاب بإنضاج البويضات مخبرياً



صورة

د. سليمان ضبيط
استشاري الأمراض والجراحة النسائية والتوليد
سجلت الثورة العلمية التي انطلقت بولادة الطفلة لويزا براون في 28 تموز عام 1978 بعمليّة قيصرية أول انتصار عندما نجحت عمليّة الإخصاب خارج الجسم بمسمى أطفال الأنابيب وكان ذلك لسيدة بريطانية حرمها القدر من بناء العائلة المثالية ودعائمها الأطفال، فبزغت شمس الأمل على قدر واسع ومنتشر من سكان البشرية الذين حرموا من نعمة الحمل والإنجاب. 
واستمر تطور الانجازات والتغلب على الصعاب بعد دثر المستحيل في متحف الزمن، حتى أصبحت ثورة الربيع العلمي تبرمج الحلول لمعاصي القدر، وهذه الثورة العلمية في مجال الإخصاب والعقم تطورت بشكل سريع لخلق طريقة جديدة آمنة وأقل تكلفة وموازية لتحريض الاباضة توازي بكفاءتها الطرق المتبعة في برامج تحريض الاباضة، وتتمثل بإنضاج البويضات مخبريا.
وتتمثل فنون البرنامج  بسحب البويضات غير الناضجة بدون تحفيز المبيض أو بإعطاء كمية قليلة جداً من الهرمونات المنشطة عن طريق إبرة رفيعة لمساعدة جهاز الأمواج فوق الصوتية بتحديد البويضات وبعد تجميعها في مختبر الإخصاب يقوم أخصائي الأجنة بوضع هذه البويضات خارج المبيض مما يتطلب الكثير من الحذر لإعطاء نفس الظروف التي تتعرض لها البويضات عند نضوجها في جسم السيدة من هرمونات ومواد مغذية ودرجات حرارة ثابتة ودرجة حموضة ملائمة لتهيئة الظروف ذاتها الموجودة في مبيض الأنثى، وبعد مرور 24-48 ساعة من هذه الخطوات لإنضاج البويضات تتم عملية الحقن المجهري للبويضات الناضجة بحيوانات منوية منتقاة بعناية من السائل المنوي للزوج وتكتمل هذه الخطوات بإرجاع الأجنة إلى رحم الزوجة.

الأزواج يسألون وما نسب النجاح ؟
وهنالك الكثير من الأسئلة التي يتم طرحها على الطبيب الأخصائي من قبل الأزواج الذين ينون القيام بهذا البرنامج من حيث نسب النجاح ومدى اختلافها عن طرق الإخصاب المسبقة ولماذا من الأفضل لنا الخضوع لمثل هذه الطريقة. 
قد لا يملك الطبيب مفتاح الإجابة بقدر العشم ليجتهد بالقول بأنه عند تحفيز المبيض بالحقن الهرمونية في برامج الإخصاب هناك نسبة قليلة لحدوث تضخم لهذه المبايض خصوصا عند السيدات اللواتي يعانين من مرض تكيس المبايض مما يؤدي إلى شعور الزوجة بأعراض غير مريحة مثل انتفاخ البطن وتجمع السوائل في منطقة الحدوث وربما يتطلب الأمر في بعض الأحيان لتدخل الطبيب ليسحب هذه السوائل المتجمعة أو إدخال السيدة للمستشفى بهدف دقة المراقبة وللحد من هذه الأعراض ينصح بدخول برنامج إنضاج البويضات مخبريا حيث لا تعاني الزوجة من هذه الأعراض. فالبرنامج بقالبه المادي يعتبر اقل تكلفة من برامج الإخصاب الأخرى وذلك لأنه لا يتطلب من الزوجة شراء الحقن الهرمونية التي تعد الأكثر سعرا في هذه البرامج ومدة هذا البرنامج اقصر فعدد مراجعات المركز سوف تكون تلقائياً أقل.
ويمتد مدى فئة الأزواج المستهدفة بالبرنامج والإفادة منه لتغطي شريحة كبيرة من أصحاب الحاجة والذين يسخرون الوقت والمال للتغلب على عثرة الزمن الغادر، فهناك السيدات اللواتي يعانين مرض تكيس المبايض والمعرضين لتضخم المبايض أثناء برامج تحريض الاباضة المتوفرة بالرغم من سياسة الحذر، وهناك السيدات اللواتي يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية وهم في مقتبل العمر أو اللواتي يعانين من سرطان وسوف يتعرضن للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي ويودون تجميد بويضات قبل دخول هذه المرحلة، إضافة للسيدات اللواتي تقل أعمارهم عن 35 عام وعندهم مخزون جيد من البويضات. لقد تم تسجيل 1400 حالة لولادات أطفال أصحاء حول العالم من طريقة إنضاج البويضات مخبريا حتى الآن ويعد الأردن الدولة الوحيدة في العالم العربي التي سجلت عددا من الولادات في السجل العالمي لحالات الإخصاب بهذه الطريقة،  حيث سجل مركز الخالدي الطبي سبق الريادة الوطنية بأول ولادة عام 2006 وولادة متكررة في عام 2012 لنفس السيدة، بواقع يعكس حرصنا على مواكبة الجديد والأحدث بمجال الريادة في الاخصاب، على أن الهدف من هذا السجل العالمي تدوين كافة المعلومات عن صحة وسلامة الأطفال المولودين بهذه الطريقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com