الثلاثاء، 1 مايو 2012

كيف تنمي مهارة القراءة لدى طفلك؟




عمان- يكتسب الطفل في أول خمس سنوات من عمره الكثير من العادات والتصرفات، إذ تعد هذه المرحلة "الفترة الحرجة" وأهم فترة لنشأته واكتسابه المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة وايضا المهارات الاستقلالية. 
وتعد القراءة عملية معقدة ومتشعبة ومتداخلة فهي وسيلة التفاهم وتبادل الافكار، فمن خلالها يستطيع الإنسان الاطلاع على أفكار الآخرين ومحاورتهم، ما ينمي ذخيرته اللغوية، والقراءة عملية عقلية وانفعالية وفن لغوي وهي واحدة من أساليب النشاط الفكري في حل المشكلات من خلال التعرف على الرموز المطبوعة ونطقها نطقا صحيحا فهي معقدة لأنها تعتمد على تفسيرها للرموز المكتوبة، ثم الربط بين هذه الرموز ومدلولاتها والتي تتطلب من القارئ القيام بعمليات متداخلة يقوم بها حتى يصل من خلالها الى المعنى المراد، وهنا يأتي دور المدرسة في تعليم الاطفال وتدريبهم على تعرف الرموز اللغوية صورة وصوتا، والربط بينهما ربطا سليما يحقق المعنى والغاية المرادة من القراءة. 
وكي تتم عملية القراءة بصورة صحيحة وسليمة فلا بد من توافر الاستعداد العقلي والجسمي والانفعالي او الشخصي او العاطفي والاستعداد التربوي، وان اي خلل في ايّ منها فإن القراءة لن تتم بالصورة الصحيحة، فهي تتطلب من الفرد قدرا كافيا من النضج العقلي فالطفل الاقل ذكاء اقل قدرة على تعلم القراءة. 
والقراءة لا تعتمد على القدرة العقلية وحدها بل تحتاج الى سلامة الاعضاء الجسمية فهي تعتمد على حاسة البصر والسمع واي خلل فيهما يؤثر على القراءة، كما تلعب بيئة الطفل التي يبعث منها الى المدرسة دورا كبيرا في التأثير على أداء الطفل ايجابا ام سلبا، فهناك تفاوت بين الطلاب، فمنهم من يتكيف مع زملائه بسرعة ومنهم من ينقصهم مثل هذا التكيف فيكون استعدادهم للبدء بالتعلم اقل من زملائهم، وهذا يعود للعوامل النفسية التي تتأثر بالمشكلات العاطفية والشخصية التي تعد سببا رئيسيا في اخفاق بعض الاطفال في تعلم القراءة.
وايضا يقع على عاتق الاسرة مسؤولية كبيرة في تهيئة الطفل وتنمية الاستعداد للتعلم والاستعداد التربوي لديه، والتي تتضمن خبرات الطفل وقدراته التي اكتسبها في مراحل الطفولة وحتى دخوله الى المدرسة. فيتوجب على الاهل ان يقوموا بإثراء خبرات اطفالهم وذلك من خلال سرد القصص والحكايات لهم وأخذهم في نزهات وزيارات ورحلات والاختلاط باطفال الأسر الآخرين ممّا يثري خبراتهم وذخيرتهم اللغوية ويزيد من استعدادهم لتعلم القراءة. ويتفاوت الأطفال في تكوين هذه الخبرات وفي الاستعداد نظرا لتفاوت الاسر ثقافيا واجتماعية واقتصاديا.
ويمكن للمعلم الاستدلال على استعداد الطفل لتعلم القراءة من خلال ما يحققه المتعلم من نجاح، أثناء تعلم القراءة او من خلال اختبارات من شأنها قياس استعداد الطالب للتعلم، كالتي تقيس قدرة الطفل على فهم ما ترمز اليه الصور والتعبير عنها بوضوح وقدرته على الانتباه والاصغاء وترتيب الحروف لتكوين جملة مفيدة. 
وتتحمل الأم الجزء الاكبر من المسؤولية فيجب ان تستغل وقت الفراغ لدى الطفل لتنمية مهارات القراءة لديه دون ان تشعره بالملل، وذلك من خلال سرد القصص بأسلوب شيق وممتع مع تناغم بالاصوات تبعا للشخصيات مع تبادل الادوار او من خلال قراءته للصحف اليومية والاعلانات التي تملأ الطرقات او من خلال اعطائه فقرة يقرأها ومن ثم تعزيزه على قراءته ان اتقنها وايضاح مواطن الضعف لديه ان اخفق من دون احباطه، وذلك بعبارة: احسنت كنت رائعا وانت تستطيع ان تقرأ افضل من ذلك ايضا ان تدربت اكثر.


ياسمين الخطيب
اختصاصية تربية خاصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com