د. عدنان الطوباسي - هل اصبح المعلم الفعال في كثير من مدارسنا ندرة هذه الايام؟ , خاصة ونحن نشهد تذبذبا واضحا في مستوى الثقافة والعلم والتحصيل الدراسي عند العديد من طلبة المدارس وفي غياب المتابعه والمراقبة سواء من قبل الادارة المدرسية او من قبل الاهل اصبح واضحا تدني المستوى العام لطلبة المدارس عند دخولهم الى الجامعات
ويقول : « ابو طارق» احد اولياء امور الطلبة انه يتفاجأ يوما بعد يوم بتدني ثقافة طلبة المدارس وانحدار مستواهم الدراسي وغياب التفكير الناقد والابداعي لديهم , ويرجع سبب ذلك الى ان المعلم في بعض مدارسنا ارهقته الايام واصبح لا يفكر الا بقوت يومه  
  ويشير الطبيب « ابو فراس» الى ان هناك خللا واضحا في النظام التعليمي حيث غاب الوعي بادخال التفكير الجاد والابتكاري الى غرفة الصف ورغم كل التقدم التكنولوجي والمعرفي الا ان اسلوب التلقين مازال هو المسيطر على الكثير من المعلمين في العديد من المدارس 
    ويطالب الطبيب ابو فراس باعادة النظر بالمناهج الدراسية وتفعيل اسلوب العصف الذهني في المدارس ودفع الطلبة الى البحث عن المعلومة سواء كانت من المكتبات او الانترنت ومناقشتهم بها ووضع علامات على ذلك حتى يصبح الطالب قادرا على البحث والتفكير والابداع والمحادثة وتعزيز ثقافته الذاتية
    ويؤكد علماء النفس على ضرورة توافر انماط تعليمية سلوكية محددة على المعلم القيام بها لانجاز العمل التعليمي على النحو الافضل كما ان النتاج التعليمي هو افضل وسيلة لاختبار فعالية المعلم ونجاح التعليم لانه يمكننا من معرفة الانجازات التي حققها المتعلم في المجالات النفسية والحركيه والانفعالية والمعرفية
    ويعتبر استاذ علم النفس التربوي الدكتور عبد المجيد النشواتي المعلم عنصرا اساسيا في العملية التعليمية – التعلمية , وتلعب خصائصه المعرفية والانفعالية دورا هاما في فعالية هذه العملية  لان هذه الخصائص تشكل احد المدخلات التربوية الهامة التي تؤثر بشكل او باخر في الناتج التحصيلي على المستويات النفسية والحركية والانفعالية والعاطفية والمعرفية , والمعلم القادر على اداء دوره على نحو فعال والذي يكرس جهودة لايجاد الفرص التعليمية الافضل لطلابة , يستطيع ان يؤثر في مستويات تحصيلهم وامنهم النفسي
لقد غدا التعليم مهنة تتطلب بالاضافة الى بعض الخصائص المعرفية والانفعالية مهارات وكفايات معينة يجب توافرها لدى المعلم ليكون تعليمه فعالا , وقد تكون الجهود المستمرة  لتطوير برامج اعداد المعلمين خير دليل على ذلك 
  ان للمعلم دورا هاما في تحديد فعاليات التعليم ونجاحه فحصيلة المعلم المعرفية وقدراته  والاساليب التي يتبعها في استثارة طلابه هي من العوامل الهامة التي يجب اخذها في الحسبان عند البحث في الخصائص المعرفية للمعلم الفعال  كما ان كمية المعلومات التي تتوفر لدى المعلم عن خصائص طلابه المختلفة تشكل متغيرا هاما من متغيرات الخصائص المعرفية للمعلم الفعال والمعلم المتفوق في ميدان تخصصة والمؤهل مهنيا على نحو جيد يغدو اكثر  فعالية من المعلم الاقل تفوقا واعدادا اذا قيست هذه الفعالية لمستوى تحصيل طلابه  وقد يعود سبب ذلك الى كون العوامل التي تجعل الطالب متفوقا هي ذاتها التي تجعله معلما فعالا كالقدرة العقلية والجد والمثابرة والميل الى القراءة وسعة الاطلاع والبحث عن المعلومة وحل المشاكل بطرق ابداعية خلاقة 
   ويؤكد الدكتور النشواتي ان فعالية التعليم ترتبط ايجابيا بعدد من العوامل المعرفية كالقدرة العقلية العامة ومستوى التحصيل الاكاديمي والقدرة على حل المشكلات والمهارات الخاصة باعداد المادة الدراسية وتنفيذها والمعلومات ذات العلاقه بالنمو والتعلم