الثلاثاء، 15 مايو 2012

تاريخ ميلادك يخبرك .. بالاضطراب النفسي الذي سيصيبك



صورة

هل أنت من هؤلاء الذين اعتادوا السخرية على علاقة الأشهر بالمزاج والشخصية؟ أم تراك من المتابعين المتحمسين للأبراج وعلاقتها في تكوين شخصيتنا؟ 
في كلا الحالتين على ما يبدو فإن الشهر الذي نولد فيه له تأثير كبير على الاضطرابات النفسية التي قد نعاني منها عندما نكبر، بحسب دراسة كبيرة وحديثة.
لقد أثبتت دراسات سابقة عديدة أن الفصل الذي جرت فيه الولادة يمكن أن يؤثر على كل شيء من البصر وعادات الأكل إلى العيوب الخلقية والشخصية خلال الحياة. ومع ذلك فإن هذا الدراسات السابقة اقتصرت على بحث عدة آلاف من الأشخاص، حيث من الممكن حينها اعتبار الربط بين شهر الميلاد والصحة العقلية نوع من الخداع الإحصائي، كما اعتمد البحث في كثير من الأحيان على بيانات من دول مختلفة مما يعقد تحليل البيانات.
وبغية تحديد أدق حول ما إذا كانت هناك صلة بين الفصل الذي تتم فيه الولادة والصحة العقلية، قام مجموعة من الباحثين في جامعة كوين ماري في لندن بتحليل عدد كبير من الولادات في نفس البلد.حيث تحرى العلماء عن الارتباط بين الشهر الذي تمت فيه الولادة وخطر الإصابة بالفصام والاضطرابات ثنائية القطب والاكتئاب المتكرر، حيث شملت الدراسة 58.000 مريض نفسيّ في بريطانيا وأكثر من 29 مليون شخصا ً من التعداد السكاني العام.
ووجد الباحثون في الدراسة أن الاضطرابات النفسية أظهرت توزعا ً موسميا ً، حيث أظهر الفصام والاضطراب الثنائي القطب نسبا ً عالية ذات دلالة إحصائية لدى الذين ولدوا في شهر كانون الثاني، وهبوطاً كبيرا ً في شهر تموز وآب وأيلول. كما أظهر الاكتئاب ذروة لدى الذين ولدوا في شهر أيار، ونقصا ً كبيرا ً في معدل الاكتئاب لدى الذين ولدوا في تشرين الثاني.
يقول أحد الباحثين في الدراسة مفسرا ً بعض العوامل التي قد تلعب دورا ً في الارتباط بين شهر الولادة والاضطرابات النفسية: «على سبيل المثال، فإن التهابات التي تصيب الأم كالأنفلونزا تزداد خلال فصل الشتاء ، فهل يؤثر ذلك على زيادة خطر الاضطرابات النفسية؟ كما أن النظام الغذائي يتغير بحسب الموسم ، بحيث تكون بعض الأطعمة كالفاكهة والخضراوات متاحة في بعض الفصول وغير متاحة في فصول أخرى ، وهذا كله يؤثر على تطور نمو الجنين» ويضيف «وأحد العوامل المحتملة أيضا ً هو فيتامينD ، والذي يرتبط دوره بمقدار التعرض للشمس ، وخلال الشتاء وبسبب قلة أشعة الشمس، فإن الأمهات قد يعانون من نقص في فيتامين D».
حيث يمكن أن تكون الاختلافات في الاضطرابات النفسية نتيجة لعوامل مختلفة، أو لعامل واحد مهم ولكن في فترات مختلفة من الحمل،حيث يعقب الباحث الرئيسي على ذلك بقوله «يمكن أن يكون للعامل نفسه دور مختلف في مراحل مختلفة من الحمل ، فعلى سبيل المثال فإن مستويات الفيتامين D ممكن أن تكون عاملا ً مهما ً في المرحلة الثالثة من الحمل لمرضى الفصام والاضطرابات ثنائية القطب ًبينما تكون عاملا ًمهما ً في المرحلة الثانية من الحمل لدى مرضى الاكتئاب».
ويختتم الباحث الرئيسي في الدراسة بقوله :»إن أهم تأثير لهذه الدراسة أنه في حال استطعنا فهم أسباب العوامل التي تؤثر على الاضطرابات النفسية فإننا نستطيع التدخل لمنع حدوث المرض» ويضيف: « لكن هذه الدراسة لم تشمل على تفاصيل عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو الانتماء العرقي، والتي قد تؤدي إلى تشويش نتائجنا كما، أن هناك حاجة إلى أبحاث كبيرة للولادات ومتابعة الأفراد لفترات طويلة من الوقت».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com