الثلاثاء، 15 مايو 2012

مواهب الصغار كبيرة أحيانا



صورة

كريمان الكيالي - كثيرا ما تبرز بعض المواهب بين الطلاب والطالبات في سنوات الطفولة والصبا، في أكثر من مجال، القليل منها يجد رعاية واهتماما من الاسرة والمدرسة ، فيتطور ويكبر و تصبح الموهبة ذاتها هي الحرفة والمستقبل . 
 الكتابة حالة من الإبداع الجميل، و المبدعون الكبار كانوا موهوبين صغار .. شاعر أطفال معروف تنبأ له معلم اللغة العربية بمدرسته بمستقبل باهر في مجال الكتابة والشعر ، كان يرعى موهبته ويدعوه لإلقاء القصائد التي يكتبها في الاحتفالات التي تقيمها المدرسة بحضور المسؤولين والأهالي والطلاب ، فعزز ذلك من ثقته بنفسه وحفزه على مواصلة مشواره الابداعي .. وكاتبة شقت طريقها من خلال كتابة قصص وخواطر ومقالات في مجلات الحائط في المدرسة ، لتمتد الموهبة برعاية خاصة من والدتها ،وتتطور وتكشف عن إبداع جميل في كتابة القصة يحصد الجوائز والتقدير والقائمة لن تنتهي ..
 في ذات الطريق . .تسير الطالبة « تقى عمر المومنى- الصف العاشر - مدرسة ذات الصواري بالعقبة ، فهي تكتب القصص منذ كانت في الصف الخامس الابتدائي وتشارك بالمسابقات وتفوز بالجوائز ، والآن يتوج هذا الجهد الجميل بإصدارمجموعتها القصصية الأولى التي حملت اسم « ربيع بلا انتهاء» ، واللافت أن « تقى « استقت مواضيع قصصها من حياة الناس وظروفهم المعيشية الصعبة فكتبت عن الفقر والجوع والبطالة و المبادىء والقيم الاجتماعية التي بدأت تتغير وتتبدل...
 كثيرين قرأوا قصص «تقى» من خلال مجلة «حاتم «الموجهة للفتيان والفتيات وتصدرعن المؤسسة الصحفية الأردنية ، والتي خصصت لها مساحة كأي كاتب محترف ،حيث تنشر قصصها مع رسوم يكلف بها احد الرسامين المعتمدين لدى المجلة ، لتنضم إلى العديد من المواهب المتميزة التي ترعاها المجلة أبرزها الطالبة «ليانا طوقان- الصف التاسع - مدرسة الشميساني الغربي « التي تكتب وترسم سيناريو الأطفال الشيق «مغامرات لولي « ، وكذلك الطالب «أسامة أديب شقير – الصف الحادي عشر- كلية الحسين» الذي يواظب على كتابة المقالة الصحفية بالمجلة منذ سنوات باقتدار ..
 المجموعة القصصية ل» تقى» فتضم أربعة عشرة قصة تم تناولها بحرفية شديدة حتى ان من يقرأها يشعر انه أمام كاتب محترف وليس طالب مبتدىء يشق طريقه في حقل الكتابة والابداع.، و ثمة تساؤل أما يزال الوقت مبكرا على فتاة صغيرة لتتحمل عبء إصدار مجموعة قصصية ؟والجواب يأتي على لسان والدها الذي يقول بأن معظم قصص « تقى» دخلت مسابقات وحققت نتائج رائعة..»مادمت متأملة «فازت بجائزة القصة القصيرة بمسابقة نظمتها سلطة اقليم العقبة الاقتصادية ، و»رحلة مع جدي « فازت بمسابقة المعهد المروري التابع للأمن العام، و « طفلة « فازت بمسابقة جمعية العقبة للثقافة والتراث والفنون ، أما « رمثا المصائب ..والمجنون « فاحتلت المركز الأول على مستوى العقبة والثاني على إقليم الجنوب ضمن مسابقات الإبداع الأدبي التي تنظمها وزارة التربية والتعليم ، وفي المسابقةِ التي نظّمتها نقابةُ المهندسين بالتنسيقِ مع جمعيةِ العفافِ الخيرية جاءت قصتها « أخوهُ « في الترتيب الثاني على المملكةِ ضمنَ الفئةِ من 15 – 17 سنة.
 أما صاحبة المجموعة «تقى « فتقول بأن موهبتها وجدت تشجيعا كبيرا من الاسرة وبخاصة والديها والمدرسة سواء من خلال معلماتها او حتى صديقاتها ولولا ذلك لما استطاعت ان تخرج بهذه القصص التي تعتبرها البداية 
 « تقى «.. ليست طالبة موهوبة ،بل مشروع جميل لكاتبة ستكون متميزة ، لأن سر نجاح اي مبدع هو اقترابه من المجتمع والناس، واحساسه بمعاناة الاخرين ، وهذا هو محتوى المجموعة القصصية الأولى ل»تقى» ، لذا فهي تستحق وكل الطلاب الموهوبين الدعم من جميع الجهات المعنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com