الثلاثاء، 1 مايو 2012

راتب واحد لايكفي



صورة

كريمان الكيالي - لم تكن المرأة بمعزل عن العمل ، صحيح انها لم تكن تلتحق بوظيفة وتتقاضى راتبا ، لكنها كانت تشارك الرجل عمله الشاق في الارض منذ زمن بعيد، الى جانب مسؤولياتها الاسرية المتعددة .
 وبتطور المجتمع نشأت ظروف مختلفة دفعت المرأة للعمل .. واثبات الذات، لتحقيق استقلالية اقتصادية بعيدا عما يجود به الزوج ، كما سهل العمل العثور على فرص أفضل في الزواج ، حيث كلفة الحياة المرتفعة ما رجح ايضا كفة الفتاة العاملة ، ودفعت غالبية الشبان للبحث عن عروس «موظفة» تتقاسم معهم مسؤولية البيت والابناء، اضافة الى ان العمل تواصل مع العالم بكل تفاصيله، والنظرة للمرأة العاملة تكون مختلفة حتى من اقرب الناس اليها ..الاهل والزوج والصديقات ، فالجميع يحترمها ويقدر جهودها ويتعاطف معها. 
 فوائد مختلفة لعمل المرأة تلخصها دراسة عربية حديثة تؤكد بأن المرأة العاملة هي اكثر سعادة من ربة الاسرة التي لاتعمل ، فالعمل يمنحها قدرة اكبر على العطاء ، فما تكسبه المرأة تساهم به في نفقات البيت وبالتالي تحسين مستوى الاسرة ، الى جانب ان العمل افضل طريقة لاستثمار الوقت ، فالمرأة العاملة وقتها مشغول تماما ،لاتجد وقت فراغ ولاتشكو من الملل . 
اضافة الى ماجاء في الدراسة السابقة ، راتب واحد لايكفي هذه الايام في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الاسعار،وما تتقاضاه المرأة لم يعد ينفق على متعلقاتها الشخصية بل يسهم بدرجة كبيرة في نفقات الاسرة وتعليم الابناء ، وقد يعبر بكثير من الاسر شاطىء الامان..الموظفة « سيما 49 عاما « استطاعت بعملها ان تعيل خمسة ابناء وزوج مريض، تقول ..زوجي ليس موظفا ، بل كان يعمل بالمهن الحرة، بمعنى لايوجد دخل ثابت للاسرة وبرغم ذلك اقعده المرض منذ اكثر من خمسة عشر عاما ، لولا راتبي ربما لم نجد لقمة الخبز ولم يستطع ، ثلاثة منهم تخرجوا من الجامعة ، واثنين ما يزالا على مقاعد الدراسة ، اشعر بأن العمل عزز من رسالتي في الحياة كأم وربة اسرة..
 لاتختلف كثيرا ظروف موظفة أخرى وأم لثلاث بنات « ميساء44عاما» تقول .. توفي الزوج بعد سبع سنوات من الزواج فقط ، ولم يخلف اي تركة باستثناء مكافأة نهاية الخدمة وكانت مبلغا قليلا تشاركنا فيه مع اسرته لعدم وجود وريث ذكر، لولا عملي لم نتمكن من ان نعيش بكرامة وان تكمل بناتي تعليمهن ، راتبي هو المعيل لاسرتي، كان حماية لي من تدخل عائلتي وعائلة زوجي في حياتنا ، ونأى بنا عن مضايقات كثيرة لو كنا بحاجة الى معونة أي من الأسرتين، حقق لنا اكتفاء ذاتيا..!
 تضيف «نسرين 38عاما» ..راتب زوجي معقول الى حد ما ، لكنه لايغطي نفقاتنا الكثيرة، لدينا اربعة ابناء يدرسون في مدارس خاصة ، ندفع اقساط للشقة والسيارة ، لولا راتبي ما استطعنا ان نغطي كل هذه النفقات ، ما اتقضاه ليس لي وحدي ، انه ملك لأسرتي ، عمل المرأة اصبح ضرورة كبيرة برغم انها تدفع ثمن ذلك من اعصابها ووقتها وصحتها .
اما موظفة على وشك الزواج « تالا 29عاما» فتقول بالطبع اي موظف سواء كان اب او زوج لايكفي راتبه هذه الايام للانفاق على الاسرة ، فأنا اعمل واتكفل بنفقاتي الشخصية ومصروف سيارتي ، كما انني اقوم بشراء كثير من حاجيات البيت ، اضافة الى انني اساعد شقيقتي في تعليمها الجامعي ، فراتب ابي المتقاعد لايكفي لتغطية نفقاتنا التي تزيد يوما بعد يوم.
النماذج لن تنتهي ، واي منها يؤكد ان عمل المرأة ضرورة ،به تساهم وبقوة في تنمية اسرتها ومجتمعها ، ومواجهة ظروف حياة تزداد صعوبة يوما بعد يوم. !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com