الثلاثاء، 1 مايو 2012

72 ساعة في اسطنبول



صورة

جميل حمد - مضت ثلاثة أيام و أنا أحدّق في شوارع اسطنبول بحثا عن رئيس وزراء تركيا «رجب طيب اردوغان»، الى ان أعياني البحث . فسألت مرافقي التركي: أين أردوغان ؟ و بدا مستهجنا، ولم يفهم سؤالي، فقلت: أين صور الزعيم أردوغان ؟
كنا حينها نمر بجوار (تقسيم) أشهر ميادين اسطنبول , فأشار بيده الى نصب تذكاري يتوسط الساحة وقال: كمال اتاتورك ،  تلك الاشارة اللطيفة من محدثي - والتي جاءت عرضا - علمتني الدرس الاول، فعندما نتحدث عن النموذج التركي في السياسة ، فاننا نستحضر بداية صورة أردوغان ونغيّب التاريخ على اتساعه بدءا من علمانية كمال اتاتورك التي أخضعت البلاد لحكم العسكر والجنرالات والانقلابات ووصلت حد الإطاحة بأربع حكومات على مدى نصف قرن الى تورغوت اوزال، الرئيس الثامن لتركيا 1989-1993 الذي مثل الوسطية بتأكيده على علمانيته وادائه لصلاة الجمعة واستضافته لاحتفالات صوفية دينية في قصر الرئاسة بمناسبة المولد النبوي الشريف، وصولا الى أردوغان باعتداله وتأصيله لنموذج التصالح بين علمانية الدولة وإسلامها.
اما الدرس الثاني فيعود الى الخطوط الجوية التركية التي نظمت رحلاتنا في اسطنبول وجوارها، فاصطحبتنا في جولات على اهم معالم المدينة واسواقها وشوارعها وخصصت لنا اربعة ادلاء سياحيين من ضمنهم الانيقة أمل كنات، وكنت أعجب من اين لها هذا الجلد حتى تحافظ على ابتسامتها طوال الوقت رغم التعب والارهاق..!
واللافت أن الأدلاء الأربعة لا يتجاوزون الخامسة والعشرين ولكنهم وباقتدار لم يتهيبوا من عرض تاريخ بلادهم بكفاءة امام 23 صحافيا من دول عربية وأجنبية , ومن صحف يومية وأسبوعية , ووكالات أنباء .
وليس غريبا على دولة متصالحة في الداخل أن تسوّق مهند ونور وفاطمة وكريم , كما تسوّق متاحفها وجوامعها وشوارعها وسياساتها وساستها ، فلا نفط ولا غاز في هذا البلد الذي يتجاوز اقتصاديات دول نفطية غنية ويحتل المرتبة 17 على قائمة الاقتصاديات الكبرى في العالم , ولكن في تركيا وسطية وتصالحا بين مكونات ماض تربع على ثلاث قارات , وحاضر ان دعوناه ب(العصر التركي) فلا نبالغ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com