الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

القراءة.. غذاء روحي و وجداني للشعوب

صورة

نداء صالح الشناق - يبحث الغالب من الشعوب عن المتعة لقلوبهم والغذاء لروحهم والوصول إلى النفع والأمان لذاتهم ، فقد تتعد الاختيارات أمامهم لتحقيق ذلك ، لكنهم لا يجدون أمامهم سوى الكتاب الذي قيل فيه بأنه « المؤنس في الوحشة ،والصاحب بالغربة ،والمعين في الضراء ،والسلاح على الأعداء «. 
فالقراءة تعد الأنيس والصاحب والمعين والسلاح ، كيف لا وقد بدأت رسالة المولى للهادي سيدنا محمد –صلى الله علية وسلم بكلمة (اقرأ) ، فهي مفتاح العلم وغذاءه، و ففيها متعة للنفس والعقل والروح ، لمساهمتها في إنماء العقول واستقامة الأفئدة ونضوج الفكر ، بالإضافة لقدرتها على تحقيق التقدم الحضاري والثقافي للمجتمعات . 
فالقارئ يشعر بنوع من الإزالة لفوارق المكان و الزمان فيعيش مع الناس جميعًا أينما كانوا وأينما ذهبوا، ينتقل معهم بين الحاضر و الماضي ويقف ويتفكر في آمال المستقبل ، وهنا تبرز حاجة الأفراد للقراءة لما لها من قدرة على زيادة التفكير الايجابي المعقول لديهم الذي يسهم بدوره في تحقيق طموحاتهم وصقل شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ، وتزيد من إدراكهم بما يجري حولهم من القضايا وتمنحهم ذكاءً ونباهة ً وحكمة في تقدير الأمور ، فالقراءة تجعل افراد المجتمع أكثر فصاحة وبلاغة ولغتهم أقوى ، فهي تساعدهم على اتخاذ القرارات الصائبة . 
فمن خلال القراءة والمطالعة يستطيع الناس أن يعرف ما ينفعهم وما يضرهم في هذه الحياة، يكتسبون التعلم الذاتي إلى جانب التعلم الأكاديمي , ففي التعلم نواكب التطورات العصرية في المجالات العلمية والتقنية والسياسية والأدبية وكافة المجالات الأخرى ،فتقدم أي أمة من الأمم يقترن بتقدير شعوبها لأهمية القراءة التي تعد المفتاح الوحيد و الرئيسي للعلم وحفظ ونشر العلوم والمعارف كافة ، فمن خلالها نستطيع معرفة الحقائق والتزود بالمعلومات . 
فنحن لا نستطيع أن نغفل عن دور القراءة في تمكين افراد المجتمع لمهارات الاتصال والحوار مع الآخرين وأن يكونوا أكثر لباقة فلولا القراءة لم يتعلم احد ولم تجعل من أبناء المجتمع منظم ومفيد لوطنه فهي التي غرست في نفوسهم القيم والمثل والأخلاق الحميدة . 
فعلى المجتمع أن يعود نفسه وقلبه على القراءة ، والبدء بقراءة الكتب المفيدة لينطلق إلى آفاق ليست لها حدود لبناء حياته بالشكل الأجمل ، فهنا يبرز دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمكتبات العامة والهيئات المعنية بالشباب ومختلف القطاعات الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني بأن تنمي حب القراءة لدى افراد المجتمع ، و أن يكون للأسرة والجهات المعنية دور في زرع حب القراءة في قلوب الرجال والنساء والشباب والأطفال ، فالقراءة هي عادة حميدة ومهارة مكتسبة ، يجب الحث عليها ، فالقراءة إذا مارسها أبناء المجتمع وتأصلت فيهم فسيصبح المجتمع ينبوع لا ينضب من العلم والمعرفة . 
فنحن ندعو مجتمعاتنا للقراءة لما لها من أهمية عظيمة في تغذية العقول وتوسيع المدارك فهي الغذاء الروحي والوجداني للشعوب فنحن لا نستطيع أن نحصر هذا الكم الهائل للقراءة في كلمات فقد يكون المتنبي قد عبر عنها في قوله :
« اعز مكانا في الدنيا سرج سابح ....وخير جليس في الزمان كتاب» .
وتقول الشابة ناديا سعيد أنها تقرأ بشكل يومي ومستمر ، وتضع برنامجا بينها وبين ذاتها للقراءة وتوازن بين ما تقرأه للثقافة وبين دراستها ، فهي تقرأ الروايات والشعر العربي بكثرة والمجلات العلمية والثقافية إلا أن المواضيع الاجتماعية والأبحاث المتعلقة بذلك تأخذ القسط الأكبر من طبيعة ما تقرأ والتي يكون أغلب مصدرها دراسات نشرت على الانترنت أو ما ينشر في المجلات فهي مشتركة بالعديد من المجلات الثقافية والاجتماعية .
وتضيف سعيد ان معدل ما تقرا وتتطالع فيه يتفاوت حسب وقت فراغها ' إلا انها تضع وقتا للقراءة اقله يكون ثلاث ساعات يوميا .

برنامج كتاب الأسبوع 
حول أنشطة تشجيع القراءة بين مدير المكتبة الوطنية محمد يونس العبادي 
أن المكتبة لديها برامج وأنشطة متنوعة منها (كتاب الأسبوع ) حيث يتم استعراض كتاب في كل أسبوع بوجود شخص يقوم بالتعليق على هذا الكتاب من خلال أمسية وهذا جزء من عملية تشجيع القراءة ، وفي نهاية كل أمسية من هذه الأمسيات يتم توزيع عنوان من العناوين التي تصدرها وزارة الثقافة .

حملة صديقك 
وأشار العبادي إلى حملة صديقك التي أطلقتها المكتبة منذ بداية العام في المحافظات بدءا في محافظة العاصمة بمعدل كل شهر في محافظة انتهاء بمحافظة اربد في 17/9/2012 في قرية ججين الواقعة غرب اربد ، مرورا بمحافظات العقبة ومعان والكرك والبلقاء والمفرق ، هذه المحافظات التي تم فيها حملة صديقك والتي يكون فيها توزيع الكتب بالمجان وخصوصا كتب الأطفال ، مضيفا انه تم توزيع حتى الآن اثني عشر ألفا (12.000) ومن ضمنها كتب للأطفال وهذه الحملة تمت بالتعاون مع جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية واتحاد الناشرين الأردنية وهذا جزء من عملية تشجيع القراءة ، وتشجيع عادة اقرأ واستمتع لدى القارئ الأردني

تزايد في اعداد القراءة 
وبين مدير دائرة المكاتب العامة في أمانة عمان حاتم الهملان : أن هناك تزايدا في أعداد القراء وتزايدا ملحوظا على عدد رواد المكتبة قبل شهر رمضان المبارك وبعده إلا أن هذه النسب بدأت تنخفض أثناء الشهر الفضيل فمعدل الإقبال على المكتبة كان ضئيلا إلا انه عاد وارتفع بعد شهر رمضان المبارك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com