الخميس، 17 مايو 2012

تصوير الأشعة في عيادة الأسنان: ضرورة أم رفاهية؟




عمان-  تعد صور الأشعة إحدى أهم الأدوات التي يمتلكها الطبيب بشكل عام في مختلف الاختصاصات والتي تساعده على تشخيص الحالة المرضية.
ويشهد علم الأشعة تطورا ملحوظا يسعى باستمرار لإنتاج صورة عالية الدقة وبجرعات أشعة أقل بكثير من الأجهزة السابقة، الأمر الذي يجعل استخدام أجهزة الأشعة الحديثة والرقمية تلقى إقبالا شديدا من قبل العديد من الأطباء اليوم، ولكن ما مدى أهمية صورة الأشعة في علاج الأسنان؟
على عكس ما قد يعتقده البعض، تعتبر صورة الأشعة في الكثير من الحالات المرضية التي تواجه طبيب الأسنان جزءا أساسيا من العلاج لا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال مهما بلغت خبرة الطبيب وكفاءته، بل بالعكس فالخبرة 
والمعرفة العلمية العالية هي التي تجعل الطبيب يختار الاستعانة بصور الأشعة التي لا يكتمل العلاج بالشكل الصحيح بدونها سواء لتشخيص الحالة ابتداء أو للكثير من الإجراءات العلاجية بحد ذاتها والأمثلة على ذلك كثيرة:
1. علاج العصب: يعتمد علم علاج قناة العصب السني بشكل كامل تقريبا على أخذ صور متعددة للسن المراد علاجه، وهي لا تعد كماليات كما قد يعتقد البعض، بل لا يمكن أن يتم العلاج بصورة صحيحة بدونها إذ يحتاج الطبيب إلى صورة الأشعة لتبين تفاصيل قنوات الجذور وأطوالها التي لا يمكن له تخمينها، وحتى مع وجود أجهزة حديثة تقوم بعملية قياس أطوال القنوات لكنها لا تعتبر كافية وحدها إذ هناك العديد من الأمور الأخرى التي لا يمكن التعرف عليها إلا من خلال صورة الأشعة كشكل القنوات ووجود الالتهابات وغيرها.
2.     الجراحة: لا يخفى على أحد أهمية أخذ صور أشعة للحالات الجراحية وهو أمر بديهي ولكن ذلك يشمل أيضا عملية الخلع العادية إذ من الضروري للطبيب أن يتعرف جيدا على وضع الجذور و شكلها و ما يحيط بها في العظم و مدى الالتهاب المصاحب لها  قبل البدء بعملية الخلع  لتجنب التعقيدات التي قد تطرأ و التي تعزى في كثير من الأحيان لعدم  معرفة الطبيب بالصورة الكاملة للحالة قبل البدء بالإجراء العلاجي مما يمكن أن يقوده بالتالي لتشخيص الخاطئ.
3. التقويم: معظم حالات التقويم، إن لم تكن كلها، بحاجة إلى دراسة شاملة مسبقة، ولا يمكن الحصول على تلك الدراسة دون الاستعانة بصور الأشعة التي تبين شكل الفك وعلاقته مع الأسنان وعلاقة الفكين مع يعضهما ومع باقي التكوين العظمي للوجه والأنسجة الأخرى والتي تساعد على إجراء تحليل دقيق للحالة مما يسهل الحصول على نتائج أكثر دقة في ما بعد.
4.علاج اللثة: تصبح صورة الأشعة بالغة الأهمية في بعض حالات أمراض اللثة المتقدمة؛ حيث تصل الالتهابات إلى مستوى العظم المحيط بالأسنان والأنسجة الرابطة. لذا فصور الأشعة تساعد على تشخيص مدى تقدم الحالة ومن ثم تحديد الخطة العلاجية الأنسب لها.
وبشكل عام لا بد من تصحيح بعض الأفكار المغلوطة عن صور الأشعة لدى أفراد المجتمع، فالبعض مثلا قد يعتقد أن عدم لجوء الطبيب لصورة الأشعة تعزى إلى الخبرة والكفاءة العالية مع أن العكس تماما هو الصحيح ففي النهاية مهما بلغت خبرة الطبيب وكفاءته لا يمكن له تشخيص الحالة المرضية بدون أدوات التشخيص الكاملة والصحيحة إذ ستبقى الصورة غير مكتملة للحالة الأمر الذي سينعكس سلبا على النتيجة النهائية للعلاج.
ومن الأفكار المغلوطة أيضا تخوف بعض الناس من صور الأشعة خصوصا عند الفئات المصابة بأمراض معينة كالسرطانات وغيرها، وهذا الأمر لا يبرر الاستغناء التام عن صور الأشعة إنما يجب اللجوء إلى رأي الطبيب المختص و إتباع البروتوكولات اللازمة لمثل هذه الحالات، حيث إن إجراء العلاج بدون تشخيص صحيح لهؤلاء المرضى يمكن أن يؤدي إلى فشل العلاج بعد حين، وقد يكون سببا يضطرهم إلى اللجوء إلى إجراءات أكثر تعقيدا فيما بعد، كما أن التطور الهائل في تكنولوجيا علم الأشعة الرقمية أدى إلى إمكانية الحصول على صور أشعة عالية الجودة والدقة وبأقل الجرعات الممكنة، علما بأن هذا العلم لا يزال في تطور مستمر مما يعد بمستقبل باهر لعلم الأشعة.

د. لينا دروبي/ طب أسنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com