السبت، 19 مايو 2012

استخدامات الليزر في علاج أمراض العيون




عمان- يعرف الليزر بأنه عبارة عن تجميع وتضخيم للأشعة الضوئية على نمط يجعل منها قوة ذات فعالية حارقة أو قاطعة، ويستخدم بشكل مبسط في علاج العديد من أمراض العيون والجلد والحنجرة وغيرها من أجزاء الجسم.
وتستخدم أشعة الليزر لعلاج العديد من الحالات المرضية للعيون بكثرة؛ حيث يستخدم الليزر في شكلين أحدهما حارق ويدعى الارجون أو الكريبتون أو ديود ليزر. والنوع الآخر ذو قوة قاطعة أي بمعنى أن هناك حزمتين من الإشعاع تلتقيان في نقطة واحدة، وعندما تكون قوتهما كافية فإنه يحصل قطع في النسيج الذي وجهت إليه الأشعة، وتدعى هذه الأنواع بالياج ليزر"YAG laser" وهو ليزر بارد. كما أن هناك أنواعا أخرى من الليزر مثل الاكسيمرليزر المستخدم في تصحيح الأخطاء الانكسارية.
والواقع ان أشعة الليزر المستخدمة في علاج أمراض العيون، هي أشعة غير مؤلمة ولا يحتاج الإنسان في أغلب الأحيان إلى أكثر من قطرة مخدرة لسطح العين قبل إجراء عمليات الليزر. 
الحالات التي يمكن أن تعالج بأشعة الليزر الحارقة:
أولا: علاج اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري وهو على نوعين:
1 - علاج جزئي حيث يتم به قفل الأوعية الدموية غير الطبيعية، والتي تتسبب في إفراز بروتينات تتكدس في أجزاء من الشبكية، والتي تؤثر في حدة الإبصار، في بعض الأحيان وقبل إجراء هذا العلاج بأشعة الليزر لابد من إجراء تصوير بالصبغة للشبكية لمعرفة أماكن الضعف في الأوعية الدموية كي يسهل كيها بالليزر بشكل دقيق.
2 - العلاج الكامل لجميع أجزاء الشبكية... ويستوجب هذا العلاج عندما يكون هناك نمو لأوعية دموية إضافية وغير طبيعية على سطح الشبكية، وغالبا ما يكون هناك نزيف من الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية، كما تتواجد تليفات على سطح الشبكية أو بين الشبكية والسائل الزجاجي.
وتتلخص العملية في كيّ العديد من الخلايا الخاملة في أطراف الشبكية، كي تتمكن الأوعية الدموية الضعيفة من نقل الدم وتغذية الأماكن الحساسة في الشبكية مثل بؤرة الإبصار (البقعة الصفراء)، وهذا هو الشأن بالنسبة لخلايا الشبكية فإنه ليس هناك ما يكفيها من الدم جميعا. لذا فإنه يلزم إتلاف الخلايا غير المهمة وإبقاء الغذاء للخلايا المهمة فقط والتي تتمثل في البقعة الصفراء (Macula) وما حولها. 
ثانيا: استخدام أشعة الليزر الحارقة في علاج بعض أنواع الجلوكوما (الماء الأزرق): وتستخدم أشعة أرجون وما يماثلها في علاج بعض أنواع الجلوكوما ذات الزاوية المفتوحة، وذلك بتسليط أشعة ليزر ذات قوة حرق ضعيفة على النسيج الشبكي لزاوية العين المسؤولة عن تصريف سوائل العين، وذلك لتوسيع الفتحات الموجودة في ذلك النسيج الشبكي. وذلك لا يعني أن استخدام الليزر ضروري لعلاج الجلوكوما وإنما قد يفيد في أنواع محدودة فقط بناء على الحالة المرضية. 
ثالثا:  تستخدم أشعة الليزر الحارقة لتلحيم الأجزاء الضعيفة من الشبكية عند وجود فتحات أو ثقوب بها، والتي تكون في الغالب سببا لحصول الانفصال الشبكي.
استخدام أشعة الليزر القاطع:
وتستخدم هذه الأشعة في العديد من أمراض العيون مثل:
1 - عمل فتحة صغيرة في أطراف القزحية عند وجود جلوكوما حادة نتيجة لضيق زاوية العين الخارجية، وتعمل هذه الفتحة على تصريف سوائل العين إلى الحجرة الأمامية للعين، وهذه العملية مأمونة جدا وتجرى في العيادة الخارجية باستخدام تخدير موضعي للعين.
2 - تمزيق الغشاء الخلفي لعدسة العين والذي يترك أثناء عمليات المياه البيضاء، لكي يحافظ على عدم تحرك السائل الزجاجي إلى الأمام، وحتى يحافظ على توازن العدسة الصناعية داخل العين في الأسابيع الأولى لعمليات الماء الأبيض، وهذا الغشاء قد تتغير شفافيته بعد مدة من إجراء العملية ويضعف النظر نتيجة لذلك، ممّا يستوجب عمل فتحة في وسط هذا الغشاء كي يتحسن النظر وهي عملية بسيطة ومأمونة النتائج، ولا تحتاج إلى راحة أو أي احتياطات بعد العملية.
3 - يستخدم دايود ليزر لعلاج بعض أنواع الجلوكوما المستعصية وذلك لإضعاف الجسم الهدبي الذي يفرز السوائل التي تسبب ارتفاع ضغط العين أو ما يسمى بالجلوكوما أو الماء الأزرق، كما يستخدم في علاج اعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدج.
رابعا: استخدام ليزر Co2 لعلاج حالات انسداد مجرى الدمع:
حيث بدأ العمل في الآونة الأخيرة بالتقنية الحديثة بالليزر وهي ليزر Co2 لعلاج انسداد مجرى الدمع, إذ تكثر الإصابة بهذا المرض ويوفر هذا الجهاز خدمة أفضل للمرضى، حيث لا يخدر المريض تخديرا عاما وإنما تخدير موضعي ولا تستخدم فيه المشارط الطبية، وإنما تكون العملية عن طريق إدخال أنبوب صغير الحجم عن طريق الأنف لفتح الانسداد في مجرى الدمع بواسطة الليزرco2.
خامسا: استخدام أشعة الاكسيمرليزر:
تستخدم أشعة الاكسيمرليزر في عمليات تصحيح قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم، كما يستخدم هذا النوع من الليزر في إزالة عتامات القرنية السطحية، وذلك لمقدرة هذا النوع من الليزر على تبخير وإزالة الأنسجة السطحية للقرنية التي يلامسها ويقوم هذا الليزر بتحوير سطح القرنية حسب نوع العلاج المطلوب؛ فمثلا اذا كان المطلوب علاج قصر النظر فإن الليزر سوف يقوم بتسوية مركز القرنية لتقليل تحدبه، وإذا كان العلاج لطول النظر فسيقوم الليزر بتحوير سطح القرنية لزيادة التحدب في مركز القرنية، وهذا التحوير يكون من خلال برامج حاسوبية بالغة الدقة وتعطي نتائج شبه مضمونة، خصوصا إذا كانت برمجة تلك الأجهزة دقيقة وصيانتها منتظمة. وهذا النوع من أنواع الليزر مأمون جدا وقد ثبت نجاحه على نطاق واسع وتطورت الأجهزة المستخدمة لكي تعطي أدق وأسلم النتائج.
ويعد المشرط الضوئي أحدث ابتكار لعملية الليزك، وتعتمد فكرة المشرط الضوئي على حقيقة علمية، هي أنه إذا تم تسليط أشعة الليزر لمدة قصيرة جدا فإن الأشعة لا تقوم بحرق الأنسجة، ومن هنا جاءت فكرة استخدام أشعة الليزر، وهو ليزر الأشعة تحت الحمراء والتي بمقدورها أن تعالج الأنسجة بدقة عالية وبحرارة أقل، بخلاف ما يتولد عن المعالجة بالليزر العادي، وهو ما يعد مكسبا مهما في عالم جراحة العين بالليزر.
ويقوم جهاز الليزر بإطلاق نبضة ليزر صغيرة جدا لا يتعدى امتدادها المائة ملليمتر من أشعة الليزر تحت الحمراء وذلك لمدة قصيرة جدا هذه المدة مقدارها فيمتوثانية؛ أي واحد من مليون بليون جزء من الثانية، فقد وجد أن نبضة الليزر رغم قوة الطاقة الموجودة بها إلا أن تسليطها داخل القرنية لهذه المدة القصيرة يجعلها تتحول إلى فقاعة صغيرة جدا، تقوم بفصل الأنسجة عن بعضها بعضا من دون أن تحدث أي أضرار للأنسجة المجاورة. ويستطيع جهاز الليزر أو بعبارة أدق جهاز "ليزر فيمتوثانية" أن يصنع أي قطع نريده كجراحين، فبالإمكان تحديد شكل القطع سواء أكان دائريا أو مربعا أو بيضاويا أو غير ذلك.
كما يمكن تحديد عمق القطع وتحديد مكان الثنية وموقعها وحجمها، وأن القطع الناتج قطع متساو وذو سماكة واحدة، وعلى الأقل نظريا يجب ألا يوجد فرق بين السماكة التي حددها الجراح والسماكة الناتجة بعد القطع بالمشرط الضوئي من دون وجود أي آلام، وذلك بعكس المشرط الآلي الذي تكون السماكة الناتجة عن القطع مختلفة وأحيانا بشكل كبير عن السماكة المحددة.
وذلك من خلال استخدام جهاز فيزكس فهذا الجهاز تعود ملكيته لشركة (AMO) الأميركية الرائدة في صناعة العيون والبصريات، وهو الوحيد المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية منذ العام 2001 التي تمتلك جهاز فيزكس الذي يقدم تصحيح الإبصار بالطريقة التقليدية وبالطريقة المخصوصة أو الشخصية التي تعارف الكثير على تسميتها بالبصمة.
إن قطع القرنية بواسطة جهاز الانتراليز وإطلاق الليزر بواسطة جهاز الفيزكس باستخدام البصمة يسمى "آي ليزك"، وهي التقنية التي وافقت وزارة الدفاع الأميركية لطياريها الحربيين باستخدامها كبديل عن النظارة عند قيادة الطيارات الحربية، كما أنها هي نفس التقنية التي تسمح بها وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لرواد الفضاء باستخدامها عند قيادة المركبات الفضائية.
ومن الجدير بالذكر أن هناك استعمالات أخرى لليزر غير عمليات الليزك، أهمها استخدامه في زراعة الحلقات داخل القرنية لمريض القرنية المخروطية واستخدامه في عمليات زراعة القرنية.


الدكتور إياد الرياحي 
المدير الطبي لمركز العيون الدولي 
info@eiadeyeclinic.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com