الأحد، 16 ديسمبر 2012

ارتخاء الصمام الميترالي أحد أمراض القلب


عمان- الغد - القلب هو عبارة عن عضلة مجوفة مسؤولة عن دفع الدم ضمن جهاز الدوران بما يشبه عمل المضخة، ويتكون القلب من أربعة تجاويف: من الأعلى أذينان أحدهما أيمن والآخر أيسر ومن الأسفل البطينان الأيمن والأيسر يفصل بين كل أذين وبطين صمام، والصمام الميترالي موضوع الحديث هنا، وهو عبارة عن همزة وصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر.
إن مرض ارتخاء الصمام الميترالي، وهو أحد أمراض صمامات القلب، تم اكتشافه وتشخيصه في منتصف العام 1960، بواسطة طبيب من جنوب أفريقيا. وفي العام 1966، وصف العلماء "بارلو" و"بوسمان" أول حالة طبية لمريضة مصابة بارتخاء في الصمام الميترالي وتبلغ من العمر 23 عاما.
وللحديث أكثر عن الصمام الميترالي، وعن المقصود بارتخاء الصمام الميترالي، نبدأ أولا بالتعرف على تكوين الصمام الميترالي.
تكوين الصمام الميترالي
يفصل الصمام الميترالي بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، وهو يتكون من وريقتين أمامية وخلفية؛ متصلتين بحلقة الصمام من جهة، ومن جهة أخرى بأوتار تنتهي بعضلات تمنع انزلاق الوريقات أثناء انقباض القلب، مع العلم بأن الوريقة الأمامية أكبر من الوريقة الخلفية حجما وأكثر من الناحية الديناميكية أهمية، وتكون على اتصال من الناحية التشريحية بالصمام الأورطي وجذر الشريان الأورطي نفسه.
آلية حدوث ارتخاء الصمام الميترالي
يحدث هذا المرض بسبب طول وليونة وريقات الصمام الميترالي، وهذه الوريقات تتحرك إلى داخل الأذين الأيسر أثناء انقباض البطين الأيسر، مما ينتج عنه عدم قدرة الصمام الميترالي على الانغلاق الكامل في فترة انقباض البطين الأيسر، وقد يكون الارتخاء شديدا، مما يؤدي إلى ابتعاد الوريقات عن بعضها بعضا بدل أن تكون متقابلة ومحكمة الإغلاق وهذا ما يسمى بالارتجاع، مما يترتب عليه تسرب كمية من الدم عائدة من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر، وبالتالي قلة كمية الدم الإجمالية التي يضخها البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي ومن ثم إلى الدورة الدموية الكبرى.
ويذكر أن الحمى الروماتيزمية تصيب القلب ومرض الشريان التاجي وخلافه...، وتعد السبب الرئيسي للإصابة في حوالي 95 % من حالات الإصابة بهذا المرض.
تشخيص ارتخاء الصمام الميترالي
يتم تشخيص الصمام الميترالي المرتخي عن طريق الفحص السريري الإكلينكي، بالإضافة إلى فحص القلب وصماماته بالموجات فوق الصوتية والدوبلر والقسطرة القلبية وقسطرة الشرايين التاجية: وهذا النوع من الفحص يحتاج إليه المريض الذي تجاوز الأربعين من العمر، وذلك حتى يتم استبعاد أمراض تصلب الشرايين التاجية وتضيقاتها، كذلك إذا كان الارتجاع الميترالي بسبب احتشاء قلبي، فإن قسطرة الشرايين التاجية تكون لازمة، وذلك لتعيين مناطق الانسداد والتضيق في هذه الشرايين تمهيدا لإصلاحها.
أعراض ارتخاء الصمام الميترالي
تعتمد الأعراض المرضية على شدة الضيق والارتجاع، ومن أهم الأعراض التي تظهر على مريض ارتخاء الصمام الميترالي ما يلي:
- آلام مبهمة بالصدر.
- عدم انتظام ضربات القلب، وينشأ عادة كنتيجة لتسارع نبضات القلب أو اختلال نظمه، وخصوصا إذا حدثت حالة الارتجاف الأذيني، والتي تعد من المضاعفات المعروفة لمرض الصمام الميترالي.
- فتور وخمول عام بالجسم، وتدني القدرة على بذل الجهد، ويحدث ذلك نتيجة نقص كمية الدم الذي يضخه البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي والدورة الدموية.
- نوبات حادة من ضيق في التنفس قد توقظ المريض من النوم، وخصوصا إذا كانت حالة الارتجاع شديدة، وأداء البطين الأيسر لوظائفه الانقباضية متدنيا فيحدث الاحتقان، وإذا كانت حالة تضيق الصمام شديدة، فربما يحدث ضيق التنفس أثناء الراحة أيضا.
- نوبات من الدوار والدوخة ناتجة عن نقص كمية الدم التي يستطيع القلب ضخها.
- السعال الذي غالبا ما يصاحب ضيق التنفس.
- يشكو المريض في الحالات المزمنة من تورم القدمين والساقين، وآلام بالمنطقة اليمنى العليا من البطن بسبب احتقان وتضخم الكبد، وهذا أخطر مضاعفات قصور الجانب الأيمن للقلب.
- انتفاخ البطن الناتج عن الاستسقاء البطني، وقد يشكو المريض من سوء الهضم وتدني الوزن وعدم القدرة على بذل الجهد.
- البصاق الرغوي المختلط بالدم، وأحيانا ينفث المريض الدم، خصوصا مع السعال.
مضاعفات الإصابة بارتخاء الصمام الميترالي هناك العديد من المضاعفات التي تحدث، ومن أهمها:
- الالتهاب الشعبي والرئوي المتكرر.
- قصور القلب الاحتقاني على الجانب الأيسر، ومن ثم الجانب الأيمن إذا كان هبوط الجانب الأيسر مزمنا.
- هبوط الجانب الأيمن للقلب الناتج عن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي المزمن، وهذا ينتج عنه قصور مزمن بوظائف الكبد.
- وجود خفقان بالقلب، ومعظم نوبات الخفقان من النوع الحميد الذي لا يحتاج إلى أي نوع من العلاج، لكن هناك نسبة ضئيلة من المصابين بأنواع خبيثة من الخفقان قد تتعرض حياتهم للخطر، وهذه الحالات تكون في العادة مصابة بدرجات شديدة من الارتخاء ومصحوبة بقصور شديد وبضعف في عضلة القلب وقصور في أداء البطينين الأيسر والأيمن.
- الاحتشاء الرئوي الذي يحدث نتيجة لركود حركة الدم في الأوردة، وذلك في حالة الهبوط بالجانب الأيمن للقلب، وبالتالي تتكون الخثرات الوريدية وتنقل أجزاء منه للرئتين مع الدم الوريدي لتعمل عمل السدادة فتسد مجرى أحد الشرايين الرئوية ومن ثم تحدث حالة الاحتشاء الرئوي.
- إصابة الصمام بالتهابات بكتيرية، وخصوصا عندما يتعرض المريض لأنواع مختلفة من العمليات؛ مثل تنظيف الأسنان أو خلعها، مما يسبب دخول بكتيريا من الفم إلى الدورة الدموية واستقرار تلك البكتيريا على الصمام الميترالي مما يسبب نوعا من الالتهابات بالصمام والغشاء الداخلي للقلب، وهذا النوع من مضاعفات ارتخاء الصمام الميترالي قد يشكل خطورة على حياة المريض.
العلاج
معظم المصابين بارتخاء الصمام الميترالي لا يحتاجون لأي نوع من العلاج، وفي حالة وجود تسريب طفيف أو متوسط بالصمام، فإن المصاب يحتاج إلى وقاية لحماية الصمام من الالتهاب الجرثومي، وذلك بتناول مضاد حيوي عن طريق الفم في غالب الأحيان قبل إجراء أي نوع من العمليات، أو عند زيارة طبيب الأسنان لإجراء تنظيف أو خلع للأسنان، وذلك قبل فترة من إجرائها.
لكن هناك نسبة ضئيلة من المرضى قد يحتاجون لنوع خاص من العلاج، وذلك عن طريق:
- توسيع الصمام بالقسطرة البالونية.
- إذا كان تضيق الصمام مصحوبا بارتجاع بسيط وكان الصمام غير متكلس، فيمكن إصلاح الصمام جراحيا.
- إذا كانت الحالة مصحوبة بارتجاع شديد وحالة الصمام بصفة عامة سيئة نتيجة عجز في إغلاق هذا الصمام، فقد يحتاج هؤلاء المرضى لإجراء جراحة القلب المفتوح لإصلاح الصمام أو تبديله بآخر صناعي معدني أو نسيجي.
- عند النساء في فترة الحمل والولادة يتم تغيير الصمام بآخر بيولوجي، أو عن طريق إصلاحه جراحيا حتى يتم تفادي استعمال العقاقير المضادة للتخثر كعقار الكومادين (الوارفرين)، وذلك لتأثيره الضار على الجنين، وخصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
- إذا كان المريض مصابا بقصور في الجانب الأيسر أو الأيمن للقلب، فإنه عادة ما يحتاج لتناول مدرات البول الحلقية، وخصوصا في حالات الاحتقان الشديدة.
- يعالج المرضى المصابون بالخفقان الشديد والمتكرر والناتج عن اضطرابات كهربائية خطيرة والمصحوبة بأعراض مزعجة أو خطيرة؛ مثل الدوخة أو فقدان الوعي، بواسطة العقاقير الطبية الخاصة، أو بواسطة زرع بطارية كهربائية لتنظيم ضربات القلب، وذلك حسب نوعية الخفقان.
- يحتاج المرضى المصابون بأعراض ناجمة عن انسداد الشرايين الدقيقة للمخ أو العين كمضاعفات لارتخاء الصمام الميترالي، وزيادة تجمع وتكدس الصفائح الدموية على الصمام الميترالي المرتخي، يحتاج هؤلاء المرضى إلى الوقاية من تكرار ما سبق، وذلك بإعطائهم جرعة صغيرة من دواء الأسبرين لمنع تجمع الصفائح الدموية.
- يحتاج المرضى المصابون بتسريب في الصمام الميترالي مهما اختلفت درجة التسريب أو الارتجاع إلى إجراء بعض العمليات؛ مثل: خلع الأسنان أو تنظيفها، أو عمليات الجهاز الهضمي، أو عمليات للجهاز التناسلي لدى المرأة...، فهؤلاء يحتاجون إلى وقاية القلب والصمامات من الالتهاب الميكروبي للصمام عن طريق أخذ مضادات حيوية قبل إجراء العملية بفترة وجيزة

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لوسمحت بغيت استفسر هل ارتخاء في الصمام قاتل

    ردحذف
  2. لوسمحت انا اخذ حبوب عشان فيني ارتجاع في الصمام بسيط هل هذي الحبوب مفيده

    ردحذف

Tahsheesh.blogspot.com