الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

دراسة تكشف عن أسباب الإصابة بالهبات الساخنة


عمان- يقترب العلماء شيئا فشيئا من التعرف على الأسباب المؤدية لإصابة النساء بالهبات الساخنة، وهي تلك العواصف الشديدة من الحرارة والتعرق التي تصيب العديد من النساء في منتصف العمر.
فقد قام باحثون من كلية الطب في جامعة أريزونا بإجراء دراسة على الجرذان أدت إلى نجاحهم بتحديد منطقة دماغية صغيرة معينة تنحرف عن مسارها الطبيعي أثناء الإصابة بالهبات الساخنة، الأمر الذي يدل على أن هناك مجموعة من الخلايا العصبية التي تلعب دور مفتاح تحكم ظاهري لهذه الحالة عند هبوط مستويات هرمون الإستروجين، وهذا بحسب موقع m.medlineplus.gov الذي أوضح أن ما يصل إلى 70 % من النساء، علاوة على بعض الرجال، يصابون بالهبات الساخنة.
وأضاف موقع www.mentalhelp.net على لسان الدكتورة ناوومي رانس، وهي اختصاصية في علم الأمراض العصبية في الجامعة المذكورة والقائمة على هذه الدراسة، أن الهدف وراء هذه الدراسة هو إيجاد علاجات للهبات الساخنة تختلف عن تلك الموجودة حاليا. وهذا يتطلب معرفة الأسباب المؤدية لهذه الهبات. 
وأضافت أن هذه الدراسة تعد الدليل الأول الذي يظهر أن الخلايا العصبية المذكورة تلعب دورا في تنظيم الحرارة. لكن نتائج هذه الدراسة ليست مؤكدة حتى الآن، ذلك بأن ما يظهر لدى الحيوانات ليس بالضرورة أن يكون مماثلا لما هو الحال لدى البشر.
ويشار إلى أن الدكتورة رانس وزملاءها قاموا خلال الدراسة المذكورة باختبار مجموعة من الجرذان بعد أن عملوا على إصابتهم بالهبات الساخنة عبر إعطائهم مادة معينة توقف نشاط مجموعة من الخلايا العصبية لديهم.
وبعد إيقاف نشاط الخلايا العصبية المذكورة، بدأت درجات حرارة جلد ذيول الجرذان بالانخفاض، ما يشير إلى أن الخلايا العصبية المذكورة تسيطر على عملية توسيع الأوعية الدموية، والتي تسبب الهبات الساخنة عبر زيادة تدفق الدم في الجلد.
ويذكر أن درجات حرارة ذيول الجرذان عادت إلى الارتفاع بعد قيام الباحثين باستئصال المبايض لهن.
وأوضحت الدكتورة رانس أن الهبات الساخنة هي عبارة عن حدوث توسع في الأوعية الدموية بشكل دوري. وأضافت أن هذا الأمر يبدو واضحا، فعند الإصابة بالهبة الساخنة، يتحول لون سطح البشرة إلى الأحمر في محاولة للتخلص من الحرارة الزائدة.
أما عن العلاجات الموجودة حاليا للهبات الساخنة، فهي تتضمن العلاج التعويضي للإستروجين، إلا أن استخدامه يعد موضعا للجدل نتيجة لما قد يسببه من أعراض جانبية قد تكون شديدة، منها زيادة احتمالية الإصابة ببعض أشكال السرطان.
كما وأن هناك علاجات أخرى للهبات المذكورة، منها المثبطات الانتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين
SSRIs، وهي مجموعة دوائية تستخدم بشكل رئيسي في علاج الاكتئاب.
وبالرغم من أن الدراسة المذكورة ساعدت على التعرف على السبب الحيوي الرئيسي للهبات الساخنة، إلا أن عملية إنشاء علاجات جديدة مبنية على هذه الاكتشافات قد تأخذ وقتا لا بأس به. لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الدراسة قد فتحت الأبواب لاختبار ما توصلت إليه على البشر، الأمر الذي يجرى التحضير له منذ أعوام طويلة.
وقد أوضح موقع m.breastcancer.org أن السبب الرئيسي لهذه الهبات هو التغيرات الهرمونية التي تحدث بسبب انقطاع، أو قرب انقطاع، الحيض. كما أنها قد تحدث نتيجة لأسباب أخرى، منها الإصابة بمرض ما أو استخدام أدوية معينة. وقد قدم بعض النصائح لمصابات هذه الهبات، منها ما يلي:
- تجنبي الضغوات النفسية.
- مارسي أحد أساليب الاسترخاء.
- تجنبي المأكولات الحارة والساخنة وما يحتوي على الكافين (البنين).
- تجنبي التدخين.
- تجنبي التواجد في الأماكن الحارة، سواء داخل البيت أو خارجه.
- تجنبي ارتداء الملابس الصوفية واحذري من الملابس المصنوعة من الحرير
- قومي بارتداء الملابس المصنوعة من القطن أو الكتان.
- قومي بممارسة التمارين الرياضية بعد استشارة الطبيبة لتحديد نوع ومقدار النشاطات الملائمة لك، خصوصا إن كنت مصابة بأمراض قلبية أو متعلقة بالأوعية الدموية. فالنشاطات الجسدية لا تقلل من الهبات الساخنة فحسب، وإنما تحسن أيضا مما يرتبط بها من مضاعفات.
- تحدثي مع طبيبتك بشأن الفائدة من استخدام فيتامينات معينة.


ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني 
وكاتبة تقارير طبية
lima1422@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com