الاثنين، 17 ديسمبر 2012

أصل سكان الإمارات يعود لأنباط الأردن

صورة

غدير سالم - أكد سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة أن اصول سكان دولة الإمارات العربية المتحدة تعود إلى الأنباط الذين حضروا اليها من منطقة شرق الأردن قبل نحو 4000 عام، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الادنية بترا.
 من جهته قال رئيس مجلس أمناء بيت الأنباط الدكتور «باسم طويسي» تحدث تعقيباً على هذا الخبر قائلاً :» لم أفاجأ من هذه التصريحات على الرغم أنها تدخل الباحث الأكاديمي في حيرة ، بسبب الفجوة الزمنية حيث أن الأنباط المعروفين لدينا ظهروا على مسرح التاريخ في جنوب الأردن ، في القرن الخامس قبل الميلاد وازدهرت على مدى 9 قرون وانتهت في بداية القرن الثاني على يد الرومان ، بينما ما تحدث به سمو حاكم الشارقة ، فهو يتكلم عن فترة أقدم من ذلك ، وتعود إلى نحو 4000 عام من الوقت الحاضر ، أي ما يقارب 2000 قبل الميلاد «.
وأضاف استنادا الى عشرات البحوث المتخصصة التي اشرف عليها د. الطويسي ، المتعلقة بتاريخ الأنباط وسكانها:» في هذه المرحلة التي يقصدها حاكم الشارقة تختلف القراءات التاريخية عن أحوال شرق الأردن ، فبحسب القراءات التقليدية لتاريخ شرق الأردن لم يكن الأنباط قد ظهروا ،ولكن منذ 10 أعوام بدأت تظهر قراءات وكتابات مختلفة في التحولات الإجتماعية التي شهدتها منطقة المشرق العربي ، تحديداً الممر التاريخي الممتد من سيناء ومروراً بجنوب فلسطين وجنوب الأردن ، وصولاً إلى عمق الصحراء الشرقية ، وهذه القراءات تقدم منظوراً جديداً ومختلفاً للتكوين التاريخي لمنطقة المشرق العربي ، وتهز بقوة الفرضيات التقليدية التي سادت في الكتابات التقليدية ، حيث يبدو هناك ضعف في الفرضيات مثل قصة انهيار سد مأرب التقليدية ، أو هجرة العرب من بعض أطراف الجزيرة العربية نحو الشمال والشرق والغرب وهي الهجرات التقليدية التي كانت المصادر الإسلامية تتحدث عنها «.
ولفت ل» ابواب- الراي» :» في إعادة قراءة المشهد التاريخي من زاوية جديدة تقوم على فرضيات جديدة وهي أن الهجرات قد جاءت من الشمال نحو الجنوب والشرق وليس العكس، بمعنى أن منطقة المشرق أو الممر التاريخي العربي (الصحراء الشرقية ، جنوب الأردن ، وجنوب سيناء) هي الموطن الأصيل والأول للقبائل العربية ، وفي هذا السياق يمكن أن يفهم أن سكان بعض إمارات الخليج في أصولهم قد جاءوا من شرق الأردن «. وفي نهاية حديثه قال :» هناك فرضيات تتكلم عن موجات أولى من القبائل العربية ، وهم من الأجداد والأباء الأوائل للأنباط والذين أسسوا دولة في حدود 2000 قبل الميلاد ، وهؤلاء تكلمت عنهم الكتابات المصرية القديمة ، حتى أن بعض الإشارات تربط بين هذا الشعب القديم الذي اتخذ من البتراء مركزاً وعاصمة لدولته ، وأنجز وبنى دولة استطاعت أن تهزم الإمبراطورية المصرية القديمة بكل قوتها ، هنا نكتشف أن ما تعارف عليه باسم «الهكسوس» الذين هزموا الدولة المصرية القديمة ، والذين جاءوا من الشرق هم أجداد الأنباط الأوائل والموجة الأولى منهم «.
 الى ذلك ،أبرزت الصحف الإماراتية ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي قول سموه «ان أول منطقة تطورت بتاريخ البشرية هي منطقة شرق الأردن قبل حوالي 6000 عام عندما كان سكانها الأنباط يأكلون مما يزرعون ويعملون على تربية الحيوانات في الوقت الذي كان فيه الإنسان يجمع طعامه مما يجده من تحت الشجر وما يصطاده من الحيوانات».
 ووفقاً لما جاء في أبحاث ودراسات حاكم الشارقة فإن دولة الامارات العربية المتحدة كانت خالية تماما من السكان عندما حضر اليها الأنباط من شرق الأردن وكونوا أول تواجد بشري فيها لتتشكل منهم العشائر التي بقيت موجودة حتى اليوم.
واشار الشيخ سلطان الى الشواهد التاريخية التي تؤكد صحة المعلومات ومنها القبور رباعية الحجرات التي تتواجد في منطقة شرق الاردن العائدة إلى الأنباط وكذلك اللهجة الواحدة التي بقيت آثارها موجودة.
وقال «توجد في المنطقة الشرقية في الامارات القبور الرباعية وتحوي لحدا للميت وقبرا للمأكل وقبرا للمشرب وقبرا لجلوس أهل الميت، وهذا القبر له ذات الشاكلة في بلاد الشام ما يدل على وجود ارتباط بينهم».
وأضاف «تبين أن هناك أفلاجا صممت على اساس كونها مجاري مائية وأنابيب تقطع الجبال والمرتفعات والوديان تسمى (فلج داؤودي) توجد في المنطقة الشرقية وبلاد الشام».
وبين «انه قبل أربعة آلاف سنة من هذا التاريخ عبرت هذه الأعداد من دولة الأنباط على طول ساحل جبال الحجاز حتى وصلت إلى دولة الامارات وعُمان»، مؤكداً ان أصل سكان دولة الإمارات العربية المتحدة وهؤلاء الناس من هذه الدولة التي تسمى دولة الانباط.
ولفت إلى «أن الأنباط عندما حضروا إلى الإمارات جاءوا بأمور كثيرة كانت موجودة في تلك المنطقة ونقلوها الى هذا المكان الذي كان خاليا من البشر»، مؤكدا أن عشائر الشحوح والحبوس والظهورين هم أصل أهل دولة الإمارات العربية المتحدة الذين حضروا اليها قبل 4000 سنة عندما كانت المنطقة خالية من السكان.
وقال الشيخ سلطان «ان الأنباط احتفظوا بلغتهم القديمة وهي اللغة العربية القديمة، وهي نفسها التي يتحدثون بها فيها واستطاعوا الحفاظ عليها بسبب انعزالهم»، مشيرا الى ان من اتوا من اليمن هم من العرب ايضا.
واشار الى انه «يقال في التاريخ أن عرب عُمان «استنبطوا» أي صاروا أنباطا ومنها يأتي الشعر النبطي غير الموجود أصلاً في الدول العربية او الألسن العربية الأخرى بينما هو لسان آخر يسمى النبطي ولا يوجد هذا الشعر في الجزيرة العربية».
وتحدث عن اصول تسمية عشائر إماراتية عائدة الى الأنباط، مؤكداً ان هذه العشائر هي اساس الحضارة البشرية في الدولة وهم كذلك أساس الجنس البشري.
ومن العشائر التي تحدث عنها سموه (الحبوس) التي اتت من الحبس أي انهم بقوا محبوسين في الجبال ولم يعجزهم ذلك من تكوين مجتمع له زراعته ومصادر مياهه وحياته الخاصة، ينزلون من اعلى الجبال في اوقات الهدوء.

 هز الفرضيات التقليدية !

 د. باسم طويسي اكد استنادا الى عشرات البحوث المتخصصة المتعلقة بتاريخ الأنباط وسكانها.. في هذه المرحلة التي يقصدها حاكم الشارقة تختلف القراءات التاريخية عن أحوال شرق الأردن ، فبحسب القراءات التقليدية لتاريخ شرق الأردن لم يكن الأنباط قد ظهروا ،ولكن منذ 10 أعوام بدأت تظهر قراءات وكتابات مختلفة في التحولات الإجتماعية التي شهدتها منطقة المشرق العربي ، تحديداً الممر التاريخي الممتد من سيناء ومروراً بجنوب فلسطين وجنوب الأردن ، وصولاً إلى عمق الصحراء الشرقية ، وهذه القراءات تقدم منظوراً جديداً ومختلفاً للتكوين التاريخي لمنطقة المشرق العربي ، وتهز بقوة الفرضيات التقليدية التي سادت في الكتابات التقليدية ، حيث يبدو هناك ضعف في الفرضيات مثل قصة انهيار سد مأرب التقليدية ، أو هجرة العرب من بعض أطراف الجزيرة العربية نحو الشمال والشرق والغرب وهي الهجرات التقليدية التي كانت المصادر الإسلامية تتحدث عنها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com