الجمعة، 28 ديسمبر 2012

نبات الدفلى زينة ... وخطر سام قاتل.!


صورة

الصيدلي إبراهيم علي ابورمان - الدَفلىَ ؛من نباتات الزينة التي تنتشر زراعتها في الشوارع العامة والحدائق والمنتزهات في بلادنا وفي الكثير من مدن العالم لجمال أزهارها وتنوع ألوانها , ولكنها للأسف تحمل في اوراقها مواد شديدة السمية للإنسان والحيوان, وتتميز بطعمها ومذاقها شديد المرارة الذي يمنع الحيوان من تناوله والمواد الموجودة في النبات عبارة عن مركبات جليكوسيدية شديدة المرارة تستخدم في علاج امراض القلب حيث تعتبر مقوية لعضلة القلب وتتشابه بذلك مع نباتات الديجتاليس التي يؤخذ منها مركبات الديجوكسين المقوية لعضلة القلب.

 اهم المخاطر من تناول اوراق الدفلى
لذا فان من اهم المخاطر من تناول اوراق الدفلى هو تسمم عضلة القلب لذا يجدر الانتباه عند زراعتها في المنازل مخافة أن ياكلها الاطفال، ولو بكميات قليلة لسميتها لاحتوائه على المركب الجليكوسيدي أولياندرين ويؤدي تناول بذورها أو قشور فروعها الخضرية إلى حدوث الغثيان والقيء وقلة ضربات القلب وشلل في الجهاز التنفسي ثم الموت .
عرفت الدفلى منذ القدم منذ ايام الإغريق والرومان والعرب حيث استعملوا زهورها وأوراقها بحذر شديد في علاج بعض الأمراض .
اسم جنس الدفلى Nerium مشتق من الكلمة اليونانية Neros ومعناها «رطب» إشارة إلى طبيعة المنطقة التي تنمو فيه شجيراتها وهي المناطق الرطبة وحين يتوفر الماء بشكل كافٍ.
يطلق اسم الدفلى باللغة الدارجة على الشيء الشديد المرارة كما انه في المعجم الوسيط الدفلى هي :جنيبة من حرائر الزهر للتزيين ,وتسمى الدفلى أيضاً الدفلة وهي بالإنجليزيةOleander واسمها العلمي :Nerium oleander .
وهناك أنواع أخرى للجنس العلمي للدفلة Nerium تتبع الفصيلة الدفليةApocyanaceae .
تزرع النبتة كنبات للزينة على الاطراف وعلى الارصفة والمتنزهات وتعيش في الوديان والسهول ولكنها من النباتات غير المرغوبة للمزارعين ولا ينصح بزراعتها كنبات للزينة.

 وصفها النباتي
شجيرة دائمة الخضرة يصل ارتفاعها نحو مترين شديدة التفرع ,وأوراقها رمحية الشكل جلدية, وتغطي ساقها قشيرةCuticle سميكة على شكل دوائر ,وتوجد في كل دائرة 3 أو 4 أوراق, وأزهارها كبيرة الحجم لونها متنوع وهو قرمزي أو أحمر أو أبيض تتجمع في نهايات الفروع على شكل نورات لها رائحة عطرية خاصة وثمارها جرابية يتراوح طولها بين 10 و16 سم ويوجد في داخلها عدة بذور مزودة كل منها بذؤابة تساعدها على الانتشار بواسطة الرياح .
- الأجزاء الطبية من النبات
نبات الدفلى من النباتات التي يمكن استخلاص منها ادوية تفيد في علاج امراض القلب ويطلق على هذه المواد جليكوسيدية قلبية Cardiac glycosides.
وهي تؤثر على القلب ولها بعض الإستعمالات الطبية الأخرى, والمركبات الفعالة الرئيسة فيها هي أولياندرينOleandrin وديجتاليم فيريمDigitalium verum ومركب أو لياندرين يتركب منOleandrigenin (16-acetyl gitoxigenin ) ول- أوليانروزL.Oleandrose,كما توجد فيها مركبات هامة أخرى لها تأثيرات على عضلة القلب ومختلفة في تركيبها الكيماوي مثل جليكوسيدات أوزارجنينUzarigenin ولها نشاط أقل ,وكذلك أداينرجينين uzarigenin وجليكوسيدات دلتا -16 ثنائي هيدروكسي نيرجنين Delta -16 dehydroxynerigenin ,وهي تشمل داجينوز Diginose وديجتالوز Digitalose وهما غير فعالين طبياً, كما تحتوي أوراق الدفلى على جليكوسيدات جيوكسيجنين Gitoxigenin و ديجيتوكسجينين digitoxigenin ,وعزل العلماء المركبين السابقين من النوع النباتيN.oderum للدفلى بالإضافة إلى مركبات أخرى مثل أوليدندرجنين Oleandrigenin وجينتيوسيللوأندرين gentiosylolleandrin .

 استعمالاته في الطب القديم
قال ديسقوريدس وهو عالم أغريقي ذاع صيته في طب الأعشاب عنه :قوة زهر هذا النبات وورقه قاتلة للكلاب والحمير والبغال وعامة المواشي,
اما جالينوس فقال عن هذا النبات :إذا وضع على البدن من الخارج يحلل تحليلاً بليغاً , وإذا تناوله إنسان فهو قتّال مفسد ,
وجاء في كتاب «القانون في الطب لابن سينا ذكرٌ للفوائد العلاجية لهذا النبات :»محلل جداً ويرش بطبيخه البيت فيقتل البراغيث ,ويجعل ورقه على الأورام الصلبة وهو شديد المنفعة فيها ,جيد للحكة والجرب والتفشي وخصوصاً عصير ورقه لوجع الظهر العتيق والركبة ضماداً «,وذكر الملك المظفر يوسف بن عمر الغساني التركماني في كتابه «المعتمد في الأدوية المفردة «كلاماً مشابهاً.
يستخدم مغلي الأوراق بالماء خارجياً على شكل محلول في تخفيف الاحتقانات في الجلد.
يستعمل الزيت المستخلص من قلف جذور الدفلى في علاج بعض أمراض الجلد والصدفية .
يستعمل مغلي أوراق النبات في الجزائر كمحلول غرغرة في الفم لتقوية اللثة والأسنان وكنقط الأنف.
الدفلى لمرضى القلب
تتشابه المكونات الفعالة وهي جليكوسيدات قلبية Cardiac glycosides موجودة في كل من الدفلى وأوراق نبات ديجتالس المستخدم في الطب في إنتاج عقار دايجوكسين الشهير ويستعمل في علاج أمراض القلب ,ويفيد استعمال مستحضرات دوائية من بنات الدفلى على شكل جرعات دوائية في تقوية عضلة القلب وتنظيم ضرباته كما تفيد في إدرار البول , ومن مستحضرات نبات الدفلى العقار نيرويولينNerioline وهو محلول أورلياندرين في الكحول بنسبة 70% وله فعالية تشبه جليكوسيدات ديجتالس لكنه أسرع وله صفات تراكمية أقل داخل جسم المريض ,كما يوجد مستحضر كارنيرين Carnerine وهو أسرع فعالية وأقل تجمعاً من فيريولين داخل أنسجة الجسم.

نبات مشابه للدفلى
اكتشف العلماء وجود نبات يشابه الدفلى يسمى دفلى أصفر «ثيفتيا» وهو من نفس فصيلته النباتية -الدفلية-, واسمه العلميThevetia neriifolia : ويحتوي على مركب جليكوسيدي قلبي يسمى بيروفوسيدPeruvoside وهو يرتبط بمركب ثيفتين- أThevetin a ,ويوجد بشكل كبير في بذور هذا النبات ونتيجة التحلل المائي لجزيء ثيفتين- أيفقد وحدتين من سكر الجلوكوز ويتكون مركب بيروفوسيدPeruvosid ويعرف أطباء القلب الفوائد العلاجية له , وهو يشمل بدوره على مركب ل-ثيفوتوز يرتبط بأجليكون كانوجنين Aglycone cannogenin ,ويستعمل مركب ثيفتين أو بيروفوسيد في علاج حالات القصور القلبي الخفيفة في حدتها , وفي علاج حالة قصور القلب المحتقنCongestive heart disease وللمرضى الذين لا يتحملون العلاج بمركبات نبات ديجتالس أو ما يسمى الحساسية الدوائية منها .
واخيرا لا نتوقع من شخص محب ان يقوم باهداء من يحب ضمة ورد بها زهور من نبات الدفلى وبخاصة اذا علمنا أن من أسماء الدفلى الدارجة على لسان اهل الغور هو ورد الحمير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com