السبت، 22 ديسمبر 2012

إجعلوا للطفل حدوداً.. واحفظوا خصوصية المراهقين


صورة

هاشم سلامة-كثير من الآباء والامهات يتصورون ان طفلهم في السنوات الاولى من عمره.. ما هو الا حيوان صغير لطيف لا يدرك.. لهذا يتركونه وشأنه يمزق ويحطم.. بل كثيراً ما يبدون احتفاء وبهجة بأفعاله التخريبية باعتبارها دليل حيوية مبكرة دون ان يدركوا ان هذا سيجعل منه طفلاً عدوانياً في الكبر.
 وفي هذا الصدد ليس المطلوب من الابوين، ردع الطفل بالصراخ والضرب, بل المطلوب ان يتم تقويمه وتصحيح مساره حتى لا يستفحل في الاتجاهات الخاطئة, والمسألة هنا تعتمد على التعليم والتوجيه في السن المبكرة, فالطفل قابل جداً للتوجيه والتعليم حتى قبل ان يتم عامه الثاني. فعلى الأهل ان يضعوا حدوداً امام الطفل وهو يلهو لهوه البريء, فيضعون امامه ما يمكن ان يحطمه ويمزقه دون ضرر او خسارة وبنفس الوقت ان يزجروه بلطف عما لا ينبغي له تمزيقه او تحطيمه.
 وان يمارس طاقته في ركن محدد للعب بعيداً عن حاجات واغراض المنزل الضرورية, ولتفريغ طاقته, يجب توفير العاب من النوع القابل للتفكيك والتركيب حتى يفرّغ طاقته بها فهو يرتاح جداً لتفكيك لعبة ما ظناً منه انه قوي ويستطيع فرض سيطرته عليها.

 اعادة تركيب  اللعبة
   هنا يكون التدخل مفيداً،   يقوم افراد الاسرة  باعادة تركيب هذه اللعبة او تلك, ثم يقوم هو بتفكيكها ومحاولة اعادة تركيبها, وشيئاً فشيئاً فان طاقته ستتحول الى سلوك ايجابي, يمنحه فرصة التعلم. فهو سيشعر بسعادة اكثر اذا فكك وركّب اللعبة بنفس الوقت.. وتحت المراقبة والتوجيه.. ان امتصاص طاقة هذا الطفل بالالعاب الهادفة غير الضارة وغير الصلبة يصبح ممكناً بالصبر والمراقبة للطفل الذي يتحول عندها من طفل شرس مخرب, الى طفل يجنح للاكتشاف والاستنتاج, وبالتالي بدء تكوّن الخبرة وزرع بذرة الابداع لديه من خلال هذه الالعاب التي يجب اختيارها بحكمة, ولا بأس من استشارة اختصاصيي العاب الأطفال لذلك.
واما المراهق, فان عالمه عالم شديد الخصوصية والحساسية بالرغم مما يبدو عليه احياناً من غلظة وتمرد وعدم اكتراث.

  ..كأشياء فُرضت عليه!
فالمراهق ما بين سن الثانية عشرة والسادسة عشرة ،يتعلق تعلقاً شديداً بممتلكاته, ولا يشمل هذا التعلق الثياب او الحاجيات التي يختارها له ابواه قسراً لأنه لن ينظر اليها كأمور تخصه, بل ينظر اليها كأشياء فُرضت عليه, فهو والحالة هذه سيكون اشد حرصاً على الحاجيات التي عمل على الحصول عليها بنفسه, او التي قُدّمت له كهدايا او ابتاعها هو بمحض اختياره ورغبته, فيعمل على حفظها بمكان سري بعيداً عن اعين الاهل, والمراهق السعيد هو الذي يمتلك غرفة خاصة توفر له هذه الخصوصية, وهو يعتبر نفسه مستقلاً في هذه الغرفة, وتثور ثائرته اذا جاءت امه وبأمر فظ لترتيب فراشه, وترتيب اغراضه, واجراء التنظيف اللازم لغرفته, وفي هذه الحالة يجب ان يعالج الاهل هذا الموضوع بحكمة بحيث يحافظون على اسرار المراهقين واغراضه الخاصة التي يعتبرها كنوزاً بالنسبة له, واضعين في اعتبارهم حفظ خصوصيته بلا سخرية, بل بتقدير وحساسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com