الخميس، 27 ديسمبر 2012

قدرات تفيض بالطموح والرغبة في الابتكار

صورة

ناجح حسن-حققت السينما الاردنية الكثير من الانجازات على اكثر من صعيد خلال العام 2012 حيث قدمت تنوعا لافتا في حقل الابداع السينمائي الروائي والتسجيلي بشقيها الطويل والقصير. 
ولفتت الانجازات الاردنية اهتمام النقاد والمشاركين في الملتقيات والمهرجانات والتظاهرات السينمائية العربية والدولية، حين جالت افلام على غرار : (الجمعة الاخيرة) ليحي العبدالله ، (مغامرات الفيس بوك) لمحي الدين قندور، (عمو نشأت) لاصيل منصور، (لما ضحكت موناليزا) لفادي حداد، (على مدى البصر) لاصيل منصور، (حمى عائلية) لعمرو عبد الهادي، (الفرق 7 ساعات) لديما عمرو ، (الظلال بالخارج) لدارين سلام، (بحجم الشمس) لعبيدة الضمور، (الحان في سوق الخضار) لرنيم عابدين)، (خارج الاسوار) لاحمد الرمحي و(الساعة الاخيرة) لرؤى العزاوي وسواها كثير من الافلام التي عرضت في ارجاء المعمورة وحاز البعض منها على جوائز وشهادات تقدير.

لما ضحكت الموناليزا
جرى تصوير فيلم ( لما ضحكت الموناليزا) الذي كتبه وأخرجه فادي حداد في ارجاء العاصمة عمان، واتكأت عمليات انجاز الفيلم الذي جاء في 90 دقيقة على جهود الشباب الاردني الذين يمتلكهم الطموح في تقديم الوان من القصص والحكايات في افلام محلية بغية التعبير عن رؤى وافكار من داخل تفاصيل الحياة اليومية.
ناقش الفيلم الذي يعتبر اول اعمال مخرجه حداد الروائية الطويلة بعد ان قدم ثلاثة افلام روائية قصيرة، تلك العلاقة التي تجمع بين الفتاة الاردنية (موناليزا) والشاب (حمدي) العامل الوافد مصري الجنسية، مثلما يطرح ايضا جملة من العلاقات الاتية من داخل نسيج ثقافة المجتمع الاردني.
يستهل الفيلم احداثه برواية لحيثيات احداثه عبر اتباعه لاسلوبية السينما الصامتة واللجوء الى اللقطات الفوتوغرافية المتعاقبة مع نزول عناوين الفيلم، وفيها يرسم المخرج بمهارة ابداعية الملامح الرئيسة لشخوصه في مواقف مليئة بالدعابة والاحداث المتباينة باحساس فني لافت في قدرته على الربط بين احداث الماضي والحاضر .

على مد البصر
وشارك فيلم (على مد البصر)  في مسابقة المهر العربي بمهرجان دبي السينمائي وهو من النوع الروائي الطويل من كتابة وإخراج أصيل منصور. 
صور الفيلم في ضواحي العاصمة عمان واضطلع باداء الدورين الرئيسين فيه الممثلة ناديا عودة والممثل خالد الغويري.
 ويحكي الفيلم الذي يعد أول أعمال المخرج الأردني أصيل منصور الروائية الطويلة، وهو من النوع الدرامي التشويقي، قصة امرأة في أوائل العشرينات من العمر، تعيش أياماً صعبة يتحتم عليها إعادة النظر في خيارات اتخذتها خلال حياتها بعد لقائها المفاجيء ذات ليلة بلص سيارات يسعى لسرقة سيارتها، تنجح في توقيفه، ومع انتظار رجال الامن يبوح كل منهما بما يسري داخل حياته وما أفضى بهما إلى هذا الموقف بعد ان اتخذ كلاهما خيارات غير عادية. 
أنجز فيلم (على مد البصر) بدعم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام من خلال برنامج تدريبي للأفلام الروائية الطويلة لتشجيع صناع الأفلام الأردنيين ولتطوير الإنتاج السينمائي المحلي. 
كما حقق المخرج عمرو عبد الهادي المقيم بدولة الامارات العربية الفيلم الروائي القصير (حمى عائلية)، شارك فيه بمهرجان لوكارنو في سويسرا، وظفر بجائزة لجنة التحكيم النقاد الدوليين لافضل فيلم قصير في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وقدمت المخرجة ميس دروزة الفيلم التسجيلي القصير (موسم حصاد) الذي عاينت فيه جوانب من اشكالية العلاقة بين الفرد والعائلة والتصاقهما بمفهوم البيت ومدينة عمان على خلفية البحث عن الهوية والثقافة، وجاء الفيلم ضمن مشروع وثائقي انجزته قناة ارتي ايه الفرنسية .
وشاركت مجموعة من الافلام الاردنية القصيرة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي لسينما الاطفال من بينها: فيلم الرسوم المتحركة المعنون (مفقود) لطارق الريماوي.
كما جرى عرض ثلاثة أفلام سينمائية  قصيرة حققها مخرجون شباب ضمن برنامج تدريبي في مركز حرية الصحفيين: الأول بعنوان (دخان وأكثر) من إخراج ريم قطامي، والثاني (تحقيق) فكرة حليم  مرداوي وإخراج محمد سلامة وتمثيل رشيد ملحس وفادي فران، وفيلم (هون) من إخراج ريم قطامي، جميعها تسرد قصصا عن حرية التعبير عن الرأي قدمت باساليب درامية متباينة مثل  نوعية الرسوم المتحركة.
ونظمت الهيئة الملكية الاردنية للأفلام عرضا للفيلمين الأردنيين القصيرين: (الطيور العارية) للمخرج سلمان العواملة و(عبور) لمخرجيه ثريا حمدا ومحمد الحشكي .

الطيور العارية
ودارت أحداث فيلم (الطيور العارية) الذي تبلغ مدته ثلاثين دقيقة في مكان ثابت مطل على نهر، وهو يسرد قصة شاب التصق بهذا المكان الذي اعتاد فيه على رؤية فتاة أحلامه قبل أن تتخلى عنه لظروفه الصعبة.
يقدم الفيلم معالجته الدرامية في متاهة زمنية تدور على دفتي عالم الذكريات والواقع بدت فيه تلك الأحلام والتأملات القابعة في الخيال في مسعى لتفسير ما واجهه من معاناة وصد وعزلة.
وتضمنت فعاليات ايام السينما الأردنية التي نظمت على مدار ثلاث امسيات في متحف السينما (السينماتيك الجزائري) بمجموعة من عروض الافلام الاردنية الروائية والقصيرة، والتي نظمت بالتعاون بين الهيئة الملكية الاردنية للافلام والوكالة الجزائرية للاشعاع الثقافي وبمعدل فيلمين كل يوم من بين نتاجات السينما الاردنية الحديثة.
تنوعت موضوعات الافلام المشاركة بين القضايا الانسانية التي تسلط الضوء على قصص وحكايات من البيئة الاردنية، والتي انجزها صناعها باساليب سينمائية متنوعة طالما اثارت اعجاب النقاد والمشاهدين في اكثر من مناسبة.
شاركت في الاحتفالية ثلاثة افلام روائية طويلة هي: (مدن ترانزيت) لمحمد الحشكي، (الشراكسة) لمحيي الدين قندور، (كابتن ابو رائد) لامين مطالقة اضافة الى ثلاثة افلام قصيرة هي: (موت ملاكم) لناجي ابو نوار، (كعب عالي) لفادي حداد، (بهية ومحمود) لزيد ابو حمدان.
وجاء اختيار هذه الافلام الاردنية للعرض في الجزائر ضمن توجه الهيئة بتعريف عشاق السينما داخل وخارج المملكة بالمنجز السينمائي الاردني، ومن باب التواصل مع المؤسسات والمراكز السينمائية العربية ومنها الجزائر حيث جرى الاتفاق على اقامة عروض ايام سينمائية جزائرية بعمان ومثلها في الجزائر وحققت مثل هذه النشاطات هدفها باثراء ذائقة الكثير من المواطنين في الاردن والجزائر بالوان من المعرفة السينمائية، فضلا عن مناقشة لكثير من المفاهيم والقضايا الجمالية والدرامية .
واحتفل باطلاق عروض مجموعة جديدة من الأفلام الأردنية القصيرة ضمن ورشة متخصصة في صناعة الافلام حملت عنوان (عمان: مشروع أفلام 48 ساعة) التي اشرف عليها المنتج اللبناني المقيم بالولايات المتحدة محمد كمال.

«ول يا زلمة».
وجاءت الورشة المكثفة ضمن مشروع يهتم بطاقات وابداعات اصحاب المواهب الشابة بعد النجاح الذي تحقق في دورتيه السابقتين في كل من بيروت ودبي حيث احتفل بانجاز العديد من الافلام  القصيرة المتنوعة الموضوعات والاشتغالات وتفاوتت بين النوع الروائي والتسجيلي والرسوم المتحركة والتجريبي، من بينها الفيلم القصير «ول يا زلمة» للمخرجة وداد شفاقوج.
واحتفل برعاية سمو الاميرة ريم علي في مركز زها الثقافي بافتتاح فعاليات الدورة الثانية لاسبوع فيلم الطفل الذي تنظمه الهيئة الملكية الاردنية للافلام بالتعاون مع المركز الذي يتبع امانة عمان وهي محطة مميزة من المحطات الثقافية التي تعنى بثقافة الطفل وتوعيته.
وتستهدف الفعالية اطفال مدارس وزارة التربية والتعليم تماشيا مع توجهات المركز في توفير انشطة متنوعة للاطفال وابراز دور السينما والافلام كأداة للتواصل والمعرفة. 
وتضمنت عروض الاسبوع جملة من الافلام المتنوعة والموجهة لذائقة الطفل الاتية من انجازات مخرجين شباب من الاردن والبلدان العربية والعالمية، بحيث اتاحت الفرصة للاطفال لمشاهدة افلام ترفيهية وهادفة واطلعتهم على آفاق جديدة في تنمية قدراتهم في التلقي والتعبير والحوار.
ويندرج هذا النشاط في اطار جهود الهيئة الرامية الى توفير نافذة ترفيهية وتثقيفية استكمالا لمشروعات اخرى تقوم بها الهيئة كباص الافلام للصغار الذي يجول المحافظات فضلا عن تقديم العروض والبرامج واشغال الورش المشتركة حول صناعة الافلام للاطفال لتعريف المشاركين بالعناصر الاساسية لهذا الحقل الابداعي مع مراكز ونوادي افلام شبابية خارج العاصمة.

الساعة الأخيرة
وحصل فيلم (الساعة الأخيرة) الذي اخرجته رؤى العزاوي وانتجته لما ابو حسان ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير من معهد البحر الاحمر للعلوم السينمائية بالعقبة، بجائزة مهرجان جامعة زايد السينمائي الكبرى المسماة «الأفضل بين أفضل الأفلام»، مثلما نال جائزة مسابقة الفيلم الاردني ضمن مهرجان الفيلم العربي الفرنسي.
وتروي احداث الفيلم بقالب روائي قصة معاناة أهالي غزة الذين يعانون الحصار والانتظار وحوادث القصف العشوائية، حيث يعيشون يومهم بروتين يومي دون علم وادراك لما تختزنه احداث الغد من مفاجاءات التنكيل والقتل والدمار ، وفي وسط هذا كله تتولد مشاعر حب بريئة بين طفل وطفلة في سنوات عمرهما الأولى .
وانهت المخرجة شيرين دعيبس تصوير فيلمها الروائي الطويل (مي في الصيف) بتمويل من الصندوق الاردني لتمويل الافلام ومؤسسة الدوحة للافلام، وتدور احداثه في اجواء من الكوميديا حول قصة فتاة مقبلة على الزواج أجبرتها الظروف على تغيير مسار حياتها عندما التمّ شمل عائلتها وما عانته من مصاعب جسيمة جرّاء انفصال والديها.
وفاز مشروع الفيلم الروائي الاردني الطويل (المنعطف) للمخرج عمر عساف بمنحة الصندوق العربي للثقافة والفنون في مسابقة (افاق) المخصصة لصناعة الافلام الروائية الطويلة .
 ويتناول المشروع قصة حالة صراخ في احدى الليالي تصل الى مسامع رجل يعاني من حالة الرهاب الاجتماعي حيث يتجاوز وضعه المرضيّ ويضيء الأنوار في منزله الكائن في باص صغير من طراز قديم، ثم تجري حوادث عدة غير متوقعة في الطريق في استعادة الى ذكريات واوهام مفاجئة تنتابه في اشكال عديدة.
 مثلما اعلن عن فوز مشروع الفيلم الروائي (انا نفسي ومردوخ) العائد للمخرج يحيي العبدالله في ملتقى دبي السينمائي.
 وتواصلت دفعات جديدة من خريجي علوم وتقنيات السينما في معاهد وكليات وجامعات ومؤسسات اكاديمية الأفلام القصيرة حققها طلبة كل من جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا ومعهد البحر الاحمر للعلوم السينمائية وطلبة الفنون في جامعة اليرموك والجامعة الاردنية ومعهد الاس ايه أي الاسترالي والجامعة الألمانية الأردنية جرى الاحتفاء بنماذج منها في مقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام والمركز الثقافي الملكي ومركز الحسين الثقافي في اكثر من مناسبة.
 اقبل صناع تلك الأفلام على اختيار نوعية الفيلم القصير الموزعة على ثلاث خانات من فروع المرئي والمسموع والتسجيلي والدرامي ميدانا لحراكهم، على أمل أن يجري تنويع نتاجاتهم في حقل الفيلم الروائي أو التجريبي في مرحلة مقبلة من الدراسة أو عبر أسلوبية الإنتاج المستقل عقب تخرجهم .

تسجيلية متدفقة
بدا واضحا إن أعمال الطلبة تقترب من أركان الصنعة التسجيلية المتدفقة بحثا ومعاينة لأنماط من العيش السائد في تفاصيل البيئة الأردنية وتلتزم حدود معايير أسس وأحكام الفيلم التسجيلي بمقوماته الدنيا.
يكفي هؤلاء الشباب أنهم تحاشوا الوقوع في فخ أساليب التقارير الإخبارية التلفزيونية السائدة التي غدت سمة كثير من أعمال الشباب الجدد الطامحين في خوض غمار صناعة الأفلام لكنهم ما لبثوا أن وقعوا أسرى المتطلب التلفزيوني وشروطه.
 طافت مواضيع وهي تبحث في عوالم شخصيات وآماكن عن قدرات تفيض بالطموح والأمل عن طاقات الإبداع والابتكار من خلال عناوين بسيطة تغوص في هامش الحياة وتدفع باتجاه البحث عن بدائل جديدة في السلوك الإنساني.
تنضوي تلك الأفلام تحت بنود معالجات متباينة الأساليب تزخر بحراك إنساني وبيئي مثقلة بهموم الانتظار وقبول الآخر عبر التقاطات ذكية لأنماط بشرية في المحيط الاجتماعي الذي يدور من خلاله صناع تلك الأفلام.
على صعيد اخر واصلت مؤسسات اردنية تعنى بالتثقيف والتنشيط السينمائي على غرار الهيئة الملكية للافلام ولجنة السينما في مؤسسة شومان ومهرجان كرامة لحقوق الانسان والمركز الثقافي الملكي ومركز الحسين الثقافي وبيت السينما التابع لامانة عمان الكبرى ومنتدى الرواد الكبار ومديرية الفنون في وزارة الثقافة، جهودها في اثراء الذائقة السينمائية المحلية بعرض مجاميع من الافلام العربية والعالمية المختلفة ذات الاساليب السردية المتنوعة، حيث اقيمت فعاليات مخصصة لسينمات خليجية ومغاربية وفرنسية وفنزويلية وتشيلية واميركية ومصرية وصينية وهولندية وسويسرية .
اتخذ بيت السينما من حديقة في وسط مجمعات سكانية قريبة من شارع الشهيد وصفي التل والمجهزة بشاشة عرض كبيرة مزّودة بنظام صوت عالي التقنية، عروضا دورية لمختارات من الأفلام العربية والعالمية من بين التي حققت شهرة إبداعية ونالت قبولا من النقاد ورضى عشاق السينما .
يهدف بيت السينما إلى تعزيز ثقافة وتذوق لغة السينما وتحفيز الشباب الأردني وخصوصا أصحاب المواهب منهم إلى خوض غمار هذا الحقل التعبيري وإشراكهم في دورات وورش تدريبية ومساعدتهم في فهم مباديء العمل السينمائي، واستضاف بين حين وآخر وحسب الإمكانيات المتوافرة صناع أفلام محليين لإثراء النقاش مع الحضور عقب عروض اعمالهم .

منصات ابداعية 
 ونظمت تلك الجهات سلسلة مناقشات وحوارات دارت حول تلك التجارب والقضايا والتيارات السينمائية في مناقشة هموم وتطلعات انسانية، وغدت من بين المناسبات اللافتة في الحياة الثقافية الاردنية لما تتسم بابداعات درامية وجمالية وفكرية . 
وازداد الدور الذي تضطلع به تلك المؤسسات الى جوار كليات ومعاهد وجامعات اكاديمية في تدريس تقنيات صناعة الافلام وهو ما رفد المشهد السينمائي الاردني بقدرات وجهود الشباب الاردني وتعزيز اشتغالاتهم في حقل السينما المستقلة، ومن بين الامور اللافتة في هذا الاطار كان عقد دورة ناجحة لمهرجان الاردن لافلام الصور المتحركة في فضاءات جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا، وتضمن المهرجان مجموعة من الندوات والحوارات وورش العمل المفتوحة وعروض افلام لمشاركين ومتخصصين ومهتمين في حقل ثقافة وصناعة أفلام الرسوم المتحركة، كما عرض أفلاما متنوعة من نوعية الرسوم المتحركة والتجريبية والأبعاد الثلاثية والدمى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com