الاثنين، 31 ديسمبر 2012

كيف تحافظ على هدوئك عند فقدان وظيفتك؟


علاء علي عبد

عمان- إن فقدان المرء لوظيفته من الممكن أن يصيبه بالإحباط الشديد خصوصا في حال كان المسؤول عن إعالة عائلته أو ربما والديه.
 لكن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به العالم حاليا يجعل فقدان الوظيفة أمرا محتملا، ويجب أن يتم وضعه بعين الاعتبار مهما كانت درجة كفاءة المرء وحاجة العمل له.
يرى موقع dumblittleman أن مسألة فقدان الوظيفة تكون في كثير من الأحيان خارج سيطرة المرء، فحتى لو قام بكل ما تحتاجه الوظيفة فإن من المحتمل أن يصله كتاب إنهاء خدماته. لكن وعلى الرغم من هذا فإنه يجب على المرء الحفاظ على هدوئه ورباطة جأشه ولضمان الوصول لهذا الأمر يجب القيام بما يأتي:
• القبول ومواجهة الواقع: تنتج غالبية المعاناة التي تصادف المرء، سواء أكانت ذهنية أو عاطفية، بسبب عدم القدرة أو رفض تقبل الواقع. فلو لم تكن تملك القدرة على تقبل امتحانات القدر، سواء كانت تلك الامتحانات على شكل فقدان وظيفة أو غيره من الأشكال، فإنك ستسجن نفسك في الماضي وستسلبها القدرة على التقدم. علما بأن فقدان القدرة على تقبل الأمر الواقع سيؤثر سلبا على كافة جوانب حياتك سواء الجسدية أو الذهنية أو العاطفية.
لتجنب ذلك السجن ينبغي عليك أن تعتاد تقبل الحياة على حقيقتها. تقبل بأنك فقدت وظيفتك، وأنه قد يستحيل استرجاعها، من الصعب والمؤلم التفكير بهذه الطريقة عن أي شيء نفقده، لكنها مع الأسف الحقيقة التي يجب التعامل معها.
• الحرص على تفريغ مشاعر الحزن: من الطبيعي لمن يفقد وظيفته أو أي شيء يحبه أن يمضي بعض أو ربما الكثير من الليالي وهو يبكي، لكن لا بأس فالبكاء، دون مبالغة، ما هو إلا تفريغ صحي للمشاعر ويعد أفضل بكثير من كبت المرء لمشاعر الحزن داخله. فمجرد محاولة كبت مشاعر الحزن داخل النفس يمكن أن يؤدي للانفجار، بينما تفريغها يمكن أن يمنحك القليل من الراحة.
لكن من المهم أن تعلم متى ستنتهي فترة الحزن تلك، فالاستمرار بالبكاء لشهور عديدة لن يخدمك وسيؤدي أيضا لسجن نفسك في الماضي.
• تعلم الدروس من المحن: تعلمنا الطبيعة بما تحويه من أسرار الكثير من الدروس، ولعل أحد أهم تلك الدروس هي أن الترياق الوحيد لسم الأفعى موجود في نفس السم. هل يمكن أن تتعلم شيئا جديدا من هذه الحقيقة؟
من المتوقع أن تكون الفترة الأولى لفقدان المرء لوظيفته فترة صعبة ومليئة بالأفكار السلبية مثل التفكير في كيفية تأمين الاحتياجات المختلفة لعائلتك ولمن تقوم بالإنفاق عليهم، وهذا وحده يعد كفيلا بإصابتك بالإحباط لكن لا تسمح لهذا أن يحصل وحاول أن تجعل من هذا الامتحان فرصة لإظهار قوتك الحقيقية، فعائلتك ومن تحب يمكن أن لا يحصلوا بالفعل على احتياجاتهم لكن هذا لن يحدث إلا لو سمحت أنت بحدوثه، هل وصلت الفكرة؟
كل ما عليك أن تستخلص من مخاوفك "الترياق" لها بشكل يجعلك تقلب الأمور في صالحك قدر الإمكان، وذلك من خلال تحويل كابوس فقدان الوظيفة لدافع قوي يجعلك تبحث عن وظيفة أخرى او مصدر دخل مناسب عن طريق البدء بمشروعك الخاص.
• تغيير طريقة التفكير: تتزايد حدة تأثيرات فقدان الوظيفة عندما تكون أفكار المرء تميل بوضوح نحو السلبية. فالأفكار المحبطة التي تتعلق بالمستقبل من الممكن أن تجعل من يفقد وظيفته، أو عند تعرضه لأي من تجارب الحياة الصعبة، أن يفقد أعصابه وقدرته على التعامل بهدوء مع ما يصادفه.
لذا فإنه من الضروري التعود على ضبط النفس والتفكير الإيجابي الذي يقود المرء لتجاوز أزماته. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يسهل قوله ويصعب تنفيذه، لكن ربما يساعدك أن تعلم بأن وضع المرء ما هو إلا انعكاس لأفكاره، فمن يفكر إيجابيا يمكن أن يحافظ على استقراره في شتى نواحي الحياة والعكس صحيح أيضا.
• عدم نسيان ثرواتنا: عند فقدان شيء ثمين في حياة المرء، فإن الغالبية يقومون بالتركيز عليه ويتجاهلون أي شيء آخر. حاول أن لا تتعامل بنفس الطريقة وفكر، قدر الإمكان، بما تملك.
من المفهوم أن وظيفتك التي خسرتها تعد من أساسيات حياتك، لكن هل فكرت بعائلتك؟ بأصدقائك، بصحتك؟ بمنزلك؟ بسيارتك؟ لو كنت تملك كل أو بعض تلك الأمور فأنت تملك ثروة بالفعل لا يجب أن تتجاهلها.
حاول أن تكتب قائمة بالأشياء التي تملكها وستجد بأن لديك قائمة أطول مما كنت تعتقد. وتذكر دائما أنه عندما يغلق باب أمامك فإن نافذة جديدة تفتح لك، وكمعلومة إضافية تذكر بأن عدد نوافذ المنزل يفوق عدد أبوابه.

ala.abd@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com