الأحد، 16 ديسمبر 2012

اكتئاب النظام الغذائي الصارم ..لماذا؟!

صورة

ترجمة:مريم خنفر -  تؤكد  الدراسات الطبية المعاصرة ، التي أجراها باحثون كنديون أن اتباع نظام غذائي صارم يجعل العديد من الأشخاص الخاضعين للحرمان من وجباتهم المفضلة يشعرون بالاكتئاب، لأنه عند الاستغناء عن الأطعمة الدسمة يتم تغيير بعض الأنشطة المتعلقة بالسعادة في المخ. 
وأشار مجموعة من الباحثين بجامعة مونتريال الكندية إلى أن «مشاهدة أشخاص آخرين يستمتعون بالوجبات الدسمة المحببة والمليئة بالسعرات الحرارية تكون كافية لجعل الخاضعين لأنظمة الرجيم يشعرون بالاكتئاب والضيق». 
بالاضافة الى ذلك، أكد العلماء أن التخلص من نظام غذائي عالي الدهون يؤدي إلى حدوث تغيرات كيميائية فعلية في المخ والتي يمكن أن تجعل الناس يدخلون في حلقة مفرغة من تناول الطعام بصورة أقل، لافتين إلى أنه كما تسبب الأطعمة الدهنية والسكرية تغيرات كيميائية حتى قبل الإصابة بالسمنة، فالقيام بنظام غذائي صارم أشبه بانسحاب المخدرات من أجهزة الجسم بالاضافة إلى زيادة الحساسية تجاه المواقف العصيبة.
 
 ..والغضب  مع الريجيم يصعد   القلق !
  أظهرت الأبحاث الطبية أن الملايين الذين يعانون من نوبات قلق مزمن قد يتعرضون لتزايد حدة هذه النوبات بسبب مشاعر الغضب التي قد تعتريهم بين الحين والآخر، عدا عن خضوعهم لبرامج رياضية او دايت - نظام ريجيم-، قد يصعد من حالتهم العصبية باتجاة المزيد من القلق واشكاليات الغضب. 
وكانت الأبحاث الطبية أجريت على أكثر من 380 شخصا يعانون من نوبات قلق مزمنة، حيث تم متابعتهم مع مراقبة انفعالاتهم ومواقفهم الاجتماعية. 
وأشارت المتابعة إلى أن «الأشخاص الذين يعانون من نوبات قلق كانوا أكثر عرضة للمعاناة من الغضب بنسبة 23 في المئة مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من القلق بصورة مستمرة».
 الى ذلك ؛  ينصح الاطباء الآباء، في  المرحلة التي ينوي اي ابن او ابنة اللجؤ الى الريجيم ، بتوجيه الأبناء إلى طاقات وأنشطة اجتماعية، ممارسة هوايات كالرياضة والفن والأدب، تشجيعهم على القراءة، تخصيص أوقات للمناقشة معهم، تربيتهم على حب المعرفة والاطلاع واحترام الرأي الآخر، مع ضرورة عدم إثارة قلقهم أو تخويفهم بالعقاب أو الحرمان من التنزه، اذا ما تجاوزوا برنامج الريجييم او لم يلتزموا به.
و على الآباء ترعويد  أنفسهم على عدم القلق او الشعور بالغضب او الكابة  على أبنائهم بأسلوب مبالغ فيه وإخفاء قلقهم كي لا تنتقل عدواه إلى المراهق، التقليل من عبارات التحذير والانتقاد لسلوك الأبناء، والامتناع عن الأساليب الخاطئة في التربية كالتأنيب والاستهزاء والسخرية».
  أن انفعالات الخوف- من عدم نجاح برامج الدايت او عدم الاكل الزائد _ تؤدي إلى سيطرة القلق على المراهق، وربما يتحول بمرور الوقت إلى قلق مزمن وخوف مرضي يرافقه إحباط واكتئاب وسلبية وضعف الثقة بالنفس، وغياب قيم الاحترام والتعاطف.
 وتؤشر   الانفعالات السلبية إلى نمطية  التربية الخاطئة،  من مثل افتقاد الطفل أو المراهق إلى الرعاية والدفء الأسري، قبل الوقوع في مشكلة البدانة مثلا،مع  غياب الدور المدرسي عن توجيه طاقات التلامذة إلى أنشطة إيجابية تحد من بدانتهم بطريقة لا تخطع الى برامج محددة، عدم الاهتمام بالجانب النفسي، وربما يكرّس عقاب المعلم الخوف في نفس التلميذ ويدفع أقرانه إلى السخرية منه، وتكون النتيجة انطواء المراهق وعدم قدرة على اتخاذ قرار». 
  أن المراهق يفتقد في بعض الحالات إلى القدوة المثالية، وربما يتسبب شجار الوالدين بإصابة الأبناء بأمراض نفسية وعصبية كالاكتئاب والقلق، مشدداً على ألا بديل عن الاستقرار العائلي والتربية الأخلاقية للأبناء، وحمايتهم من المضاعفات المرافقة للخوف ودخولهم في مرحلة متأخرة من المرض.
  أن التربية الصحيحة تعني تعامل الآباء مع الأبناء وفق مراحلهم العمرية وما يتوافق مع قدراتهم الذهنية والجسمانية، وأن تسود بينهم لغة الحوار والصداقة القوية، فيتحرر الأبناء من انفعالات الخوف، لا سيما في مرحلة المراهقة التي تتشكل خلالها شخصية المراهق، واجتيازها بأمان يحميه من الإصابة بأمراض نفسية، علماً أن ثمة حالات لازمتها تلك الانفعالات السلبية لأنها ظلت من دون علاج، ومشكلة البدانة والالتزام ببرامج الريجيم ، من اخطر ما يهز الصداقات والاسرة و..حتى قضايا الاطفال التربوية والعصبية والنفسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com