الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

شقاوة الأطفال الزائدة وحبهم للمغامرة يربكان الأهل


منى أبو صبح

عمان- مُزاح طفل أم عمر ذي الثلاث سنوات، تسبب بإرباكها وغضبها بالوقت نفسه، حيث بدأ الموقف عندما اقتنص الصغير فرصة انشغال والدته ببعض المهام في شرفة المنزل، وسارع بإغلاق الباب، حينها لم يكن أمام والدته سوى محاورته وتدليله لفتحه.
حاول الصغير تلبية مطلب والدته لكنه فشل في الأمر، وبالوقت نفسه قام أخوه ذو العامين بإسقاط شقيقته الصغرى من "الكوت" أرضا لتنهمر بالبكاء، هنا فقدت الأم أعصابها واستغاثت بأحد الجيران، لكن بدون مجيب.
تقول "لحظات عصيبة ومرعبة، توقف تفكيري ماذا أفعل، وفجأة رأيت أحد المارة وهما رجلان في الطريق وشرحت لهما الموقف"، مضيفة أنهما استجابا لإنقاذها وأطفالها وقاما بكسر الباب الخارجي ونجحا في ذلك.
الأطفال بهجة المنزل وسر فرحته، غير أن الأمر يغدو مرعبا ومركبا عندما تتضاعف شقاوتهم ويقبلون على فعل تصرفات تفقد الأهل صوابهم، لاسيما إن كان سلوكها باعثا على الخطر.
ما حدث مع الأربعينية أم أحمد يشبه ما جرى مع سابقتها، فأثناء انشغالها بإعداد الطعام افتقدت صوت صغيراتها، لتسارع للبحث عنهن في غرف المنزل غير أنها لم تجدهن، ارتعبت وبعد عناء وسؤال الجيران، خطر ببالها الصعود لسطح المنزل، وهنا كانت الصاعقة.
تقول "فوجئت بأن صغيراتي الثلاث يجلسن على "درابزين السطح" وأرجلهن متدلية للخارج، كدت أفقد الوعي من هول ما أرى، لكني بدأت بالدعاء لله تعالى أن يلهمني حكمة التصرف جراء ذلك، فاقتربت منهن وبصوت خافت تحدثت معهن بأن يبقين ثابتات لأتمكن من إنزالهن".
وتضيف "تحليت بالشجاعة والقوة وتمكنت من ضم فلذات كبدي جميعهن، وبحرص شديد بدأت بإنزال واحدة تلو الأخرى"، مؤكدة أن المشهد "مرعب جدا"، منوهة إلى أنها بعد أن تمكنت من إنقاذهن "وبختهن حتى يدركن خطورة ما أقدمن عليه ولا يعدن ذلك التصرف".
الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد يرى أن شقاوة الأطفال تختلف من أسرة إلى أخرى، ولكن هناك تصرفات يرتكبها الأطفال تثير ضيق أولياء الأمور وترهق أعصابهم، مثل؛ تكرار الصغار لعملية إيذاء إخوتهم الأصغر سنا، أو تخريب الأثاث والرسم على الجدران وغيرها.
ويشير لأهمية اكتشاف أن الصغير يتصرف بعصبية ويتعمد ارتكاب أعمال تتسم بالشقاوة الزائدة من خلال البيئة المحيطة به، فهناك الكثير من الأسر لا يدركون بأنهم بالدوافع الحقيقية وراء هذه التصرفات مثل؛ غيرته من إخوانه الصغار أو هناك مشاكل بين الوالدين أو تأثره بأبناء الجيران أو زملائه في المدرسة.
ويضيف، وفي بعض الحالات تكون هذه الشقاوة نتيجة مرض "فرط النشاط الزائد لدى الأطفال"، وتصدر منه سلوكيات مزعجة وقد ترعب الأهل، وهؤلاء الأطفال قد تستدعي حالتهم علاجا دوائيا.
تصف أم زيد طفلها الذي يبلغ من العمر عامين بأنه "شقي بل انتحاري"، ففي أكثر من مرة يتسبب بأذى نفسه عندما يقفز من أعلى السرير برأسه أرضا، ولا يتعلم من خطئه وهذا السلوك يغضبها، وتستعجب لماذا يفعل هذا.
وتقول "أشعر بأنني لا يمكنني السيطرة عليه، فمثلا عندما أذهب لأحد المولات للتسوق، يترك يدي ويركض بعيدا، وفي ذات المرات ضاع مني، وأصبت برعب شديد أثناء بحثي عنه، لأتمكن بعدها من العثور عليه مختبأ وراء "المانيكان" في زاوية لمحل ألبسة".
وتتابع "يثير زيد قلقي، خصوصا عندما أقارنه بشقيقته الأكبر، فرغم أنها نشيطة لكنها لا تتصرف مثله ولا تؤذي نفسها، وحاولت استشارة اختصاصية علم نفس الأطفال للتعرف على الأسباب والحلول".
من جهتها تبين الاختصاصية الأسرية والإرشاد التربوي سناء أبو ليل أهمية دور الأم في تفريغ طاقات طفلها كثير الحركة، من خلال ترك مساحة للعب وإشراكه بنادي للتايكوندو أو تشجيعه على الرسم والتلوين أو الأشغال اليدوية مثلا.
وتوضح، أن الطفل قد يلجأ لمثل هذه الأفعال للفت الأنظار، لذا يجب التعرف على الأسباب، إن كانت عارضة أو خلال طاقة لدى الطفل يرغب بتفريغها، وفي هذه الحالة يجب على الأم أن تتحلى بضبط الأعصاب، وبحكم أنها أم يجب أن تكون قد اعتادت مواقف عدة.
وتضيف، يجب عليها أن تدرب نفسها على ذلك وتحسن التصرف، فيمكن صراخها الزائد يخيف طفلها، وتأتيه أفكار سيئة كردة فعل، فيجب عليها البحث عن الحلول بعد الخروج واحتضان الموقف بتوعية طفلها كيف يعيد تفكيره، وتبين له العواقب في طريقة تفكيره الخاطئة، لتعلمه كيف يفكر بشكل جيد ليستنتج الصواب بنفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com