الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

زوجات يخجلن طلب المال من أزواجهن


ديما محبوبه

عمان- تخجل كثير من الفتيات في بداية زواجهن من طلب "مصروف" أو مبلغ مالي من الزوج، لاسيما إن كانت المرأة غير عاملة وتحتاج للمال لشراء ما ترغب.
وتشعر غالبية حديثات الزواج، بحرج من طلب النقود من الشريك، كونهن لم يعتدن الأمر بعد وقد يكون غريبا.
كما يغفل بعض الرجال، بدون قصد في الغالب، عن المبادرة بإعطاء المصروف للزوجة، ظانين أنها إن احتاجت إلى أي مبلغ فستطلب بدون تردد كونهما شريكين ويعيشان تحت سقف واحد.
وبين خجل المرأة؛ لاسيما العروس الجديدة، وغفلة الرجل أو نسيانه، قد تتسع الفجوة بينهما، الأمر الذي يحتاج إلى أن تحاور الزوجة زوجها بعد فترة من مضي الزواج.
وتروي العشرينية مجدولين زهران، ما حدث معها بداية زواجها بهذا الصدد، قائلة "حين تزوجت سافرنا شهر العسل، وشعرت بالحرج من طلب مبلغ مالي من زوجي"، منوهة إلى أنها كانت تود لو اشترت هدايا لأهلها ولنفسها من المكان الذي توجها له، غير أن الشجاعة خانتها، وفق قولها.
وتتابع زهران "حاولت عدة مرات التلميح لزوجي بأن نجلب هدايا، ولكن بدون جدوى"، مبينة أنها عندما عادت إلى عمان وعند لقائها أهلها، قابلوها بسؤال "إن كان زوجي إنسانا بخيلا لأنه لم يجلب لها أي شيء من تلك البلاد الجميلة؟".
غير أنها أجابتهم أنها "شعرت بحرج كبير بأن تأخذ منه المال أو حتى تطالبه بما تحتاجه"، مضيفة أنه بعد إلحاح من والدتها بعد ثلاثة أشهر من زواجها أصبحت تخبر زوجها بما تريد.
وتضيف زهران أنها استطاعت أن تنطق وتطلب منه مالا؛ لأنها ستخرج للسوق، لتتفاجأ به يقدم لها مبلغا ماليا جيدا من دون أن يسأل أو يستفسر ماذا ستشتري، ومن يومها كسرت الحاجز.
من جهة أخرى، تبين علياء خليل، أنها في بداية زواجها كانت تدعى للعديد من المناسبات التي تقام لأجلها واحتفالا بها وبزواجها، وكانت تخجل كثيرا من طلب المال للذهاب إلى الصالون والاهتمام بمظهرها الخارجي، فتطلب من والدتها.
وللخروج من مأزق خجل علياء من طلب المال من زوجها، قامت والدتها بقص قصة مشابهة على مسامع زوج ابنتها لتحاول لفت انتباهه ليستدرك الأمر، ليقوم الزوج بعدها بفتح حساب باسم زوجته ووضع مبلغ من المال يزداد شهريا، وذلك لتأخذ ما تريد منه ومن دون حرج أو خوف وفي الوقت الذي تشاء.
الاختصاصي الأسري د.فتحي طعامنة، يشدد على أن تكون مسألة النفقة "واضحة جدا بين الزوجين منذ بداية حياتهما الزوجية"، وعلى المرأة أن تعرف أنها "لا تطالب بصدقة أو إحسان بل بحق من حقوقها".
لكن في الوقت نفسه، عليها مراعاة وضع زوجها المادي، وعدم الإسراف والإثقال عليه، وفق طعامنة، الذي يقول إنه يمكن للزوجة في أول أيام زواجها أن تأخذ معها احتياطا مبلغا من المال (بالطبع توفره من مهرها أو غيره) للأيام الأولى لعلها تحتاج إلى شيء ما أو شراء شيء خاص، لكن بالطبع هذا لا يعني أن تستمر في الدفع من مالها أو مال أهلها، بل يمكنها بكل بساطة أن تطلب من زوجها مباشرة ما تريده من المال موضحة له السبب.
من جهته، يبين الثلاثيني تيسير الخليلي، أن والدته قامت "بتفتيح عينيه" على كثير من الأمور التي تحبها الزوجة وتريدها من دون الطلب أو الإشارة إليها، ومنها موضوع المال على وجه التحديد.
وكون والدته أحبت أن يعيش ابنها حياة هانئة، وفق قوله، ساعدته على فتح الموضوع مع زوجته في مرحلة الخطبة والاتفاق على كل شيء، من دون حرج ولا كدر، وأنه سيضع بيدها المال متى أرادت، لكن حسب وضعه ومقدرته، لاسيما أنه يعمل في التجارة و"الأوضاع متقلبة بين الربح والخسارة"، وفق قوله.
اختصاصي الطب النفسي د.محمد الحباشنة، يوضح أن الموضوع المالي وتوزيعه على الأسرة من الأمور المهمة، وله ردود فعل قوية على الزوجين، وفي حالة الزواج تحتاج العروس إلى التأقلم مع المرحلة إجمالا وليس الموضوع المادي فحسب.
ويشير إلى أن على الزوج أن يعالج الأمر ويتنبه له؛ لأن مصدر الدخل اختلف تماما عند الأنثى بعد أن تزوجت؛ إذ كانت تتعامل بنمطية معينة لأخذ المال من أسرتها، واليوم بعد الزواج انكسر هذا النمط وتبدل الحال وجميع القواعد المعتادة عليها في أخذ المال اختلفت بما فيها المصدر وعليها حل الأمر سريعا حتى لا تبرز له فيما بعد جوانب نفسية سيئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com