الأحد، 30 ديسمبر 2012

بتصيب ولا بتخيب ..!

صورة

روان سليمان المعاني -  حيث لا جدل بأن تعاليم  جميع الاديان واضحة في مسألة التنبؤات الغيبية إلا ان الحياة الاجتماعية لبعض المجتمعات والافراد تعمل على تعزيز ظواهرها بكافة اشكالها..


فنجان القهوة .... بداية الحكاية
لا احد منا ينكر وجود قارئة الكف او الفنجان وإن لم تربطنا بها صلة قرابة كانت صلة عشرة وصداقة ، وبات من الطبيعي ان تجد فنجان قهوة محمص ينتظر قراءة طالعه من باب الفضول.

علم قائم بذاته
يعرف علم الفلك بانه الدراسة العلمية للأجرام السماوية(مثل النجوم، والكواكب، و المذنبات، والمجرات) والظواهر التي تحدث خارج نطاق الغلاف الجوي (مثل إشعاع الخلفية الميكروني الكوني).وهو يهتم بالأجسام السماوية من حيث التطور، الفيزياء، والكيمياء، وعلم الأرصاد الجوية، والحركة، بالإضافة إلى تكون وتطور الكون.ويعد علم الفلك أحد العلوم القديمة.
هذا ويعرف التنجيم بأنه مجموعة من الانظمة المبنية على الاعتقادات و التقاليد حول الاوضاع النسبية للأجرام السماوية والتفاصيل التي يمكن ان توفر معلومات عن الشخصية ، هذا وقد ظهر التنجيم  في القرن السادس عشر  حيث لقب نوسترادموس نفسه بالطبيب المنجم لانه كان يعتمد على الحسابات الفكية لتحديد توقعاته المبطنة والغامضة لفترات زمنية متباعدة ومختلفة .

الى اين ؟!!
الاجندة السنوية لدولاب الحياة تعظم يومأ بعد يوم لما تحكمه الظروف المعيشية من مستجدات طارئة على جميع الصعد ، ولأن المستقبل غامض بحد ذاته يلهث بعض الناس الى طرق بابه بفنجان قهوة او قراءة الكف، مطالعة الابراج او انتظار التوقعات، تلك الوجبة الدسمة مع بداية كل عام جديد .

تخمين وتأولات 
د.حنا صابات من معهد الفلك وعلوم الارض في جامعة آل البيت ورئيس الجمعية الفلكية الاردنية يرى من وجهة نظر عملية ان :»هناك خلط واضح بين علم الفلك والتنجيم ، حيث علم الفلك مبني على دراسات وابحاث نظرية وعملية اما التنجيم فهو فن مبني على التخمين والتأولات تلك التي استمرت حتى وقتنا الحالي لاعتقاد البعض منهم بأنها يمكن ان تزودهم بالمجهول ، ورغبة الآخر بمعرفة ما يخفيه المستقبل لهم ، وجميعها من تنبؤات وتوقعات غير صحيحة ولا اساس لها علمياً 
العشرينية يسرى عمارين مع علم الفلك ودراساته وبحوثه لكنها ضد قراءة الابراج التي تتعامل مع هذا العلم لقراءة الطالع وتضيف كل شيء بأمر الله وليس للتنبؤات اي فائدة امام ارادته» .
ويضيف د. صابات:» ليس من علاقة بين مواقع الاجرام السماوية وشخصيات الافراد ومستقبلهم وما تسمية بعض المنجمين بالفلكيين إلا عبارة عن موروث ولقب ليس اكثر ، حيث يعتمد علم الفلك على الارصاد الفلكية لدراسة اجرام السماء وصياغة قوانين فيزيائية وبيولوجية لحركة الكواكب الطبيعية، ومنشأ التركيب الكيميائي للجرم واحتمالية حدوث الكسوف او الخسوف دون التطرق لأي شيء عدا ذلك» . 

حب الفضول
وعلى الرغم من عدم اكتراث العشرينية مرام الزيود لكلام الابراج ومتابعتها، الا انها تؤكد حرصها انتظار توقعات الفلكيين ليلة رأس السنة من باب «الفضول» دون ان تنتظر تحقيق ما افصح عنه، وتضيف: جميعها بعلم الغيب و»كذب المنجمون ولو صدقوا» .

توجيهات وتحذيرات
الفلكي محمود القريني يرى من وجهة نظره ان:» توقعات الابراج صحيحة وصادقة ان اخذت من مصدرها الموثوق وهو « المركز الفلكي العالمي والموجود في امريكا ، حيث يصدر ذلك المركز جدولاً فلكياً بناءاً على حركة وضعية الكواكب، ويتم صياغة مايحمله كل برج على حدا من قبل الفلكيين وتصوراتهم ، ويؤكد القريني وجود فلكيين عرب معروفين للأخذ بتوقعاتهم ويضيف : الانسان بطبيعته يسعى للبحث عن المجهول متمنياً على الافراد ان لا يتابعوا التفاصيل بشغف لانها بالنهاية عبارة عن توجيهات وتحذيرات وحتى لا تصبح حالة نفسية».

ليلة رأس السنة 
حيث تستغل بعض الفضائيات عطلة رأس السنة ، لتمرير بورصة وهمية لأهم الاحداث المتوقعة مع بداية كل عام وتوثيق ما مضى منها بالصوت والصورة كدليل ثقة ، يحرص بعض الافراد على انتظار تلك الليلة الحاسمة بتوقعاتها التي تضم دول ومشاهير وافراد بذاتهم ، لاسيما مع انشغال وسائل الاعلام مع اختلافها بتغطية هذه التوقعات . 
من جهته يرى الثلاثيني نادر السرحان ان:» تعايش الانسان مع ما تقوله الابراج لفترة من الزمن يجعله غير مستقر من الناحية النفسية حيث ترقبه الدائم لانتظار تحقيق شيء ما، كفيل لشحنه بانفعالات الغضب والتوتر التي ستيسطر على مزاجه اليومي، وهذا ما يلاحظه على اصدقائه المهتمين بذلك «

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com