الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

"التعلق الارتكاسي": أعراضه وعلاجه


عمان- عرف موقعا www.mayoclinic.com و m.medlineplus.gov اضطراب التعلق الارتكاسي Reactive attachment disorder بأنه اضطراب نادر يصيب الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة. ويتسم هذا الاضطراب بعدم نشوء روابط صحية بين هؤلاء المصابين وبين أهلهم أو من يقومون برعايتهم نتيجة لتعرضهم للإهمال أو الإساءة أو كونهم يتامى. 
وينشأ هذا الاضطراب نتيجة لعدم حصول المصاب على الاحتياجات الأساسية الجسدية والنفسية، منها الراحة والعاطفة والرعاية، فضلا عن عدم نشوء روابط من الحب والاهتمام. ويؤدي ذلك إلى إحداث تغيرات دائمة في دماغ الطفل الذي ينمو، ما يؤثر سلبا على قدرته على إنشاء علاقات اجتماعية مستقبلا.
أعراضه وعلاماته
تبدأ أعراض وعلامات هذا الاضطراب بالظهور قبل سن الخامسة. وتتضمن لدى الرضع ما يلي:
- الانسحابية والحزن والفتور.
- فشل الآخرين بإضحاكه.
- عدم تتبع الآخرين بالنظر كما يفعل معظم الرضع.
- عدم الرغبة في اللعب مع الآخرين أو بالألعاب.
- القيام بسلوكات التهدئة والاسترخاء الذاتيين، منهما الهدهدة والقيام بحركات منتظمة بالذراعين.
أما أعراض وعلامات هذا الاضطراب لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة والأطفال الأكبر سنا والمراهقين، فتتضمن ما يلي:
- الانسحابية.
- تجنب أو رفض العبارات والإشارات التشجيعية من الآخرين.
- التعامل بعدوانية مع الأقران.
- متابعة الآخرين عن قرب من دون الاختلاط الاجتماعي بهم.
- الفشل في طلب المساعدة أو الدعم من الآخرين.
وتجدر الإشارة إلى أنه مع تقدم سن الطفل المصاب، فإن ما لديه من أعراض وعلامات قد تنقسم إلى واحد من النمطين التاليين:
- السلوك المثبط، والذي يتسم بقيام الطفل بتجنب نشوء علاقات أو ترابط مع الآخرين. وهذا النمط يصيب الأطفال الذين لم يحصلوا على فرصة إنشاء أي ترابط مع أهاليهم أو من قاموا برعايتهم وهم رضع.
- السلوك الخارج عن الضوابط الاجتماعية، والذي يتسم بمحاولة الطفل الحصول على انتباه الجميع حتى الغرباء. كما وأنه يطلب مساعدة الآخرين بشكل متكرر ويتصرف بشكل طفولي أصغر من سنه، فضلا عن ذلك، فإنه قد يكون مصابا بالقلق. وهذا النمط يصيب الأطفال عندما يكونون قد حصلوا على رعاية أكثر من شخص أو جرى استبدال من يقومون برعايتهم وهم رضع.
أسبابه
يحدث هذا الاضطراب نتيجة تعرض المولود أو الطفل إلى إهمال أو إساءة لاحتياجاته الجسدية والعاطفية، حيث تتضمن أسبابه ما يلي:
- عدم تكوين الأهل أو من يقومون برعاية الطفل لروابط عاطفية معه.
- عدم القيام بإنشاء روابط مع الطفل عبر التلامس الجسدي، منه الإرضاع طبيعيا والاحتضان.
- عدم الاستجابة لاحتياجات الطفل الجسدية من طعام ودفء وغير ذينك.
- عدم  إشعار الطفل بالأمان.
مضاعفاته
تتضمن مضاعفات هذا الاضطراب ما يلي:
- التأخر في التعلم أو وجود اضطرابات به.
- التأخر في النمو الجسدي.
- انخفاض الشعور بقيمة الذات.
- السلوك اللااجتماعي أو الجانح.
- اضطرابات في الطعام، والتي قد تؤدي في الحالات الشديدة إلى الإصابة بسوء التغذية.
- الإصابة بالاكتئاب أو القلق أو كليهما.
علاجه
يتطلب علاج هذا الاضطراب توظيف خليط من العلاج النفسي والدوائي، فضلا عن إرشاد أهل المصاب أو من يقومون برعايته وتثقيفهم في ما يتعلق بهذا الاضطراب. وتتضمن أهداف العلاج المساعدة على تأمين بيئة آمنة ومستقرة للطفل ومساعدته على إنشاء روابط صحية مع أهله أو من يقومون برعايته. ويهدف العلاج أيضا إلى تعزيز قيمة الذات لدى الطفل ومساعدته على إنشاء صداقات مع أقرانه.
نصائح عامة
ينصح كل من ينتظرون مولودا جديدا ومن لديهم مواليد أو أطفال، وخصوصا النساء، بأخذ ما يلي بعين الاعتبار:
- إن لم تكن لديك تجربة سابقة حول تربية الأطفال، فقومي بالتطوع لفترة بأحد دور الأيتام أو الحضانات لأخذ بعض الخبرة.
- تفاعلي مع طفلك بدفء وعناية. وتعد أوقات إطعامه واستحمامه ووضعه في الفراش ضمن الأوقات المناسبة لذلك.
- تعلمي كيف تفسرين إشارات طفلك، منها نمط بكائه، وذلك لتسهيل الاستجابة الصحيحة والسريعة لاحتياجاته.

ليما علي عبد مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية
lima1422@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com