الثلاثاء، 24 أبريل 2012

مفاتيح للتعامل مع أزمة منتصف العمر


مريم نصر

عمان- عندما ينتصف العمر على المرء، يمر بأزمة نفسية تدفعه للقيام بأمور لم يفكر بها مطلقا، وعندما يكون هذا الشخص متزوجا قد يمر بمشكلات مع الزوجة لاقترافه هذه الأفعال.
 اختصاصية العلاقات الأسرية جين فيندلمان تقول: على الأزواج مراعاة بعضهم خلال هذه الفترة للخروج منها بأمان.
فأزمة منتصف العمر، بحسب فيندلمان، هي فترة عصيبة يشعر المرء خلالها بالرغبة في العصيان والتمرد، وكأنهم يعيدون فترة المراهقة من جديد، ولكن في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر. ومساعدة المرأة لزوجها في هذه الفترة تعني أن ينفتح كل منهما على الآخر، ويخفف من حالة الخوف التي تصيب الزوج خلال هذه الفترة. 
والوقوف بجانب الزوج يجنبه القيام بأمور خطيرة تؤثر على العائلة كالقيام بصرف حساب التوفير، أو حتى إنهاء العلاقة الزوجية.
ولا يمكن للمرء إيقاف أزمة منتصف العمر، لأن الأمر لن ينفع ولن يغير من الواقع شيئا، فالمرء سيقوم بأمور مجنونة، وهذا أمر محتم، وما يمكنه القيام به هو محاولة التأقلم المؤقت مع الأمر أو المواجهة الهادئة. 
فمثلا إذا قرر الزوج شراء سيارة حمراء رياضية، فعلى الشريكة إما الرضا بالأمر والذهاب مع الزوج في رحلة بهذه السيارة، والاستمتاع بركوبها، أو اختيار وقت مناسب للتحدث مع الزوج حول ميزانية الأسرة ومدى الحاجة لضبط النفقات، بطريقة غير جارحة. 
وهنالك أشخاص لا يقومون بأفعال مجنونة، لكنهم يمرون بنوبات غضب غير مبررة، وعندما يحدث هذا، بحسب فيندلمان، فما يمكن فعله هو جعل التعبير عن المشاعر أمرا واجبا ويجب تشجيعه. 
فعندما يمر المرء بنوبة غضب، فهذا يعني أنه مستاء من أمر ما، إما وظيفته أو بسبب مسألة عائلية معينة، وهذا يعني أن الوقت حان للتغيير، وهذا أمر لا بأس به، وهو أمر صحي وقد ينقذ العائلة من التفكك.
وتقول فيندلمان "لا تخافوا من التغيير، بل يجب أن يعدل المرء على حياته بين الحين والآخر، والمهم للعائلة لتبقى متماسكة، هي أن تتحاور بعقلانية، وتدرس جوانب التغيير بشكل شمولي لتحقيق الفائدة". 
ويمكن للمرء استغلال هذه الفترة بصورة جيدة لتعزيز العلاقة الزوجية، بحسب فيندلمان التي تضيف "لنفترض أن الزوج يريد أن يعبر عن هذه الأزمة بالذهاب في رحلة للغوص أو التخييم أو أي مغامرة أخرى، وهنا لا بد من الحرص على سلامته والذهاب معه في هذه المغامرة ومشاركته هذه اللحظات". 
وأهم المفاتيح للتعامل مع أزمة منتصف العمر للعبور بالعلاقة الزوجية إلى بر الأمان، هو أن لا يظن المرء أنه يتصرف بهذه الطريقة لأسباب شخصية، وتقول فيندلمان "المرء يمر بأزمة منتصف العمر ويتصرف بهذه الطريقة لأمور في ذاته، وليس بسبب شريكه، وهذا أمر في غاية الأهمية، لأن شخصنة هذه التصرفات تقود إلى مشكلات خطيرة بين الزوجين". 
وتضيف فيندلمان "يجب على المرء أن يقاوم الرغبة في إرجاع الشريك إلى الشخص الذي اعتاد عليه، وعليه أن يراعي الظروف النفسية لشريكه، ويحاول أن يعيش معه في هذه اللحظات بسعادة، ولا يجب أن يحبس المرء ذاته في البيت وهو مستاء".
وتبين أنه في هذه الفترة الحرجة على المرء أن يملأ وقته بالأنشطة الترفيهية والتعليمية، والانخراط في رحلات وأنشطة مع الأصدقاء إلى أن تمر هذه العاصفة بأقل الأضرار.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com