الثلاثاء، 24 أبريل 2012

اضطراب الوهام: أنواعه وعلاجه


عمان - يعرف اضطراب الوهام "Delusional disorder"، وهو أحد أشكال الذهان، بأنه اضطراب يتسم بوجود أوهام أو اعتقادات راسخة لدى المصاب لا يمكن تغييرها أو زعزعتها رغم خطئها. 
هذه الأوهام لا تعد غريبة أو غير قابلة للحدوث في معناها الظاهري، فالمصاب لا يتوهم بأن هناك مخلوقات فضائية‎ ‎تزوره، على سبيل المثال، بل إن هذه الأوهام تكون حول شيء قد يقع بالفعل، كوجود أحد ما يطارده أو يتآمر عليه أو حتى غارق في حبه.
وغالبا ما تنتج هذه الأوهام عن وجود أخطاء في تفسير أمر أو تجربة ما.
وتفضي الأخطاء إلى نتائج غير صحيحة بتاتا أو نتائج مبالغ بها بشكل كبير.
ويشار إلى أن مصابي هذا الاضطراب عادة ما يكونون قادرين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، لا سيما حياتهم الاجتماعية، وذلك بعيدا عن الشخص أو الأمر الذي تدور أوهامهم حوله. إلا أن بعض المصابين قد ينغمسون في أوهامهم لدرجة تتسبب بتعطيل حياتهم.
وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب يعد نادر الحدوث منفردا، إلا أنه يكون أحيانا أحد أعراض اضطرابات أخرى أكثر شيوعا، من ضمنها الفصام، وهذا حسبما ذكر موقعا Psychology Today و WebMD‏.
أنواعه:
ينقسم هذا الاضطراب إلى أنواع متعددة، من ضمنها ما يلي:
- وهم العشق: إذ يتوهم المصاب به بأن هناك شخصا ما غارق في حبه. وعادة ما يكون ذلك الشخص شخصية مهمة أو مشهورة. ومصاب هذا النوع من الوهم قد يحاول الوصول إلى ذلك الشخص أو حتى يطارده.
- وهم العظمة: إذ يضخم المصاب به، وبمبالغة كبيرة، مما لديه من قوة ومعرفة وشخصية وغيرها. علاوة على ذلك، فإنه قد يتوهم بأن لديه موهبة خارقة أو بأنه قام باختراع عظيم، إلا أن ذينك لا يكونان صحيحين في الواقع.
- وهم الخيانة: أو ما يسمى بالغيرة الوهمية، إذ يتوهم المصاب به بأن زوجته غير مخلصة له.
- وهم الاضطهاد: إذ يتوهم المصاب به بأنه هو، أو أحد المقربين منه، يعامل معاملة سيئة أو أن هناك من يتجسس عليه أو ينوي إيذاءه. ومصابو هذا النوع من اضطراب الوهم كثيرا ما يتقدمون ببلاغات للسلطات الأمنية.
- الوهم الجسدي: إذ يتوهم المصاب به بأن لديه مرضا أو خللا وظيفيا ما.
- الوهم المختلط، إذ يكون لدى المصاب به نوعان على الأقل من الأوهام.
أعراضه:
فضلا عن الأوهام التي تجتاح المصاب، فإن أعراض هذا الاضطراب تتضمن المزاج التهيجي أو الغاضب أو الكئيب، وذلك بالإضافة إلى الهلوسة، وهي رؤية أو سماع أو أي إحساس آخر غير موجود في الحقيقة. وفي هذه الحالة يكون مرتبطا بالوهم الذي لدى المصاب. فعلى سبيل المثال، قد يشم المصاب رائحة كريهة إن كان مصابا بوهم جسدي يجعله يعتقد بأنه مصاب بفرط التعرق.
أسبابه:
كما هو الحال في ما يتعلق بمعظم الاضطرابات الذهانية، فإن السبب المحدد وراء هذا الاضطراب ليس معروفا تماما، إلا ان الباحثين يرون أنها قد تتضمن خليطا مما يلي:
- عامل الوراثة، فكون اضطراب الوهام يعد أكثر شيوعا بين من يمتلكون تاريخا عائليا للإصابة به أو بالفصام مقارنة بغيرهم، فهذا يثبت تورط الجينات في الإصابة به.
- العامل الحيوي، فالباحثون يقومون حاليا بدراسة تأثير وجود اضطراب في أماكن معينة في الدماغ على الإصابة بالاضطراب المذكور. 
ويشار إلى أنه قد وجد أن عدم توازن مستويات كيماويات دماغية، تسمى بالنواقل العصبية، يرتبط بالإصابة بأعراض هذا الاضطراب.
- العوامل البيئية والنفسية، فقد أثبتت الدلائل أن التعرض‎ ‎للضغوطات النفسية يثير هذا الاضطراب. كما وقد ظهر أن الأشخاص المنعزلين، كالمهاجرين من دولة إلى أخرى، والمصابين بضعف في السمع أو البصر يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة به.
علاجه:
عادة ما يعالج هذا الاضطراب بخليط من العلاج الدوائي والنفسي، ذلك بأنه مقاوم، وبشكل عال، للعلاج الدوائي إن استخدم وحده. ويقوم العلاج النفسي بالسيطرة على المضاعفات السلوكية والنفسية لهذا الاضطراب. علاوة على ذلك، فإن العلاج النفسي يعلم المصاب كيف يسيطر على ما لديه من أعراض وكيف يتوقع قرب حدوث انتكاسة وكيفية الوقاية منها.
ومن الجدير بالذكر أن مضادات الذهان تعد العلاج الدوائي الأساسي لهذا الاضطراب، كما أنّها قد تتصاحب مع الأدوية المضادة للقلق إن كان لدى المصاب قلق أو صعوبة في النوم. فضلا عن ذينك، فإن الأدوية المضادة للاكتئآب قد تعطى للمريض، ذلك بأن الاضطراب المذكور قد يتصاحب مع  الاكتئاب.
ويشار إلى أن المصابين بحالات شديدة من هذا الاضطراب أو من قد يتسببون بإيذاء أنفسهم أو غيرهم قد يلزمهم الدخول إلى المستشفيات إلى أن تستقر حالاتهم.
ليما علي عبد مساعدة صيدلاني وكاتبة تقارير طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com