الأحد، 29 أبريل 2012

مختصون: توخي النظافة يمنع الإصابة بعدوى التهاب ملتحمة العين




منى أبو صبح

عمان- شعر الطالب أحمد العبيات (الصف الثامن) من مدرسة الرويم في الطفيلة، بأعراض حساسية وحكة شديدة سببت له احمرارا في عينيه، وذلك بعد عودته من الرحلة المدرسية لحمامات عفرا، ليظهر بعد تشخيص حالته إصابته بالتهاب ملتحمة العين.
كان العبيات، واحدا من بين 172 طالبا أصيبوا في هذا المرض الفيروسي، من سبع مدارس في محافظة الطفيلة وهي: ارويم الثانوية للبنين، والطفيلة الأساسية، 
وأنس بن مالك، والشيخ أحمد الدباغ الأساسية، وعمورية الأساسية المختلطة، وأسامة بن زيد الأساسية للبنين، وابن تيمية الأساسية للبنين، وذلك بحسب مصادر تربوية.
وتلقى العبيات العلاج، بعد أن تفاقمت الإصابة، وبادر والده لمراجعة طبيب العيون في المستشفى، بأخذ القطرات اللازمة لعلاجه من مرض ملتحمة العين، ولكن انتشار الحالات واتساعها، دفع بفريق طبي من عمان للذهاب إلى مدينة الطفيلة لأخذ عينات من الطلاب المصابين بالتنسيق مع أطباء من وزارة الصحة.
ومرض التهاب ملتحمة العين، يصيب الغشاء الذي يبطن السطح الداخلي للجفون ويغطي الجزء الأبيض من العين، ويكون هذا الالتهاب إما فيروسيا أو نتيجة حساسية العين لمواد معينة. والمرض، وفق أطباء عيون له عدة أنواع وأخطرها فيروسات تدخل مجرى العين، وتؤثر على الرؤية، وتكمن خطورته في اصابة القرنية بالعمى إن لم يتم العلاج بسرعة.
ويبين مدير مدرسة الرويم في الطفيلة عبد المجيد السوالقة، أن الحضور الطبي كان مع  بداية انتشار المرض  في المدرسة، حيث تم أخذ أربع عينات للطلاب المصابين لفحصها.
وبدأ الكشف عن انتشار مرض التهاب ملتحمة العين اثناء الطابور الصباحي في المدرسة الطابور، بحسب السوالقة، حيث لوحظ اصابة 20 من الطلبة بهذا المرض، ليتم حينها تبليغ مديرية التربية والتعليم في الطفيلة.
ويشير إلى أنه تم تشكيل فريق طبي لمتابعة المرض، لافتا أن مديرية الصحة باشرت بالتعاون مع الخدمات الطبية بالإشراف على علاج الطلاب، "كون المرض معديا ويمكن أن ينتقل إلى طلاب آخرين بحسب ما أكد لنا أطباء، ولكن يمكن علاجه باستخدام القطرات العينية والمراهم"، وفقا لقوله.
ويؤكد أنه تم منح الطلبة المصابين في المدرسة إجازات طبية لمدة اسبوع بعد تلقيهم العلاج اللازم، لتجنب انتشار المرض بين الطلبة الآخرين، إلى جانب اعطاء الحرية للطلبة غير المصابين للحضور إلى المدرسة، أو الغياب.
ويقول السوالقة: "صادف انتشار المرض في المدرسة بعد زيارة الطلبة لحمامات عفرا في رحلة مدرسية، وهذه المنطقة البيئة المحيطة بها غير نظيفة، كما أن الحمامات يأتيها سياح من جميع الفئات العمرية وقد تكون الإصابة نتيجة اندماج الطلبة في البركة مع اشخاص مصابين بهذا المرض أو غيره، ويمكن أن تكون العدوى انتقلت حينها إلى الطلبة".
وظهرت على وسام تيسير الحنيفات (الصف العاشر) من مدرسة الرويم، كذلك أعراض أخرى مثل ارتفاع في درجات الحرارة، ورافقها عدم الرؤية في العين اليسرى، بالاضافة لاحمرار وحكة العينين.
وبعد المعاينة في المستشفى العسكري في الكرك، قرر الأطباء إخضاعه لأخذ صورة الرنين المغناطيسي لفحص مركز الإبصار في الدماغ، ولم تعرف نتيجة الصورة الطبقية لحد الآن.
ويؤكد استشاري طب وجراحة العيون الدكتور إياد الرياحي أن المرض يصيب الغشاء الذي يبطن السطح الداخلي للجفون ويغطي الجزء الأبيض من العين، ويكون هذا الالتهاب أما فيروسيا أو نتيجة حساسية العين لمواد معينة.
ويبين أن المرض معد، ويمكن أن ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر، إذ يتميز التهاب الملتحمة بحدوث احمرار شديد بالعين لذلك يسمى بـ (العين الحمراء).
وبدأ هذه المرض ينتشر في الآونة الأخيرة، فهنالك خطورة من الاستهانة في المرض، بحسب الرياحي، حيث يؤكد أن الفيروس ينتقل بسبب العدوى بين طلاب المدارس، وله عدة أنواع وأخطرها فيروسات تدخل مجرى العين، وتؤثر على مركز العين والرؤية، وتكمن خطورته في اصابة القرنية بالعمى.
وتعد المدارس أخطر أماكن انتشار العدوى، "إذ يصاحب الالتهاب احيانا حدوث نزيف، وفي هذه الحالة تعطى قطرات لتهدئته، ومن علاماته احمرار بياض العين، ودمع العينين والإحساس بوخز الإبر أو الرغبة بالحكة، والإحساس بوجود رمل أو بانزعاج في العينين، أو التصاق الجفنين معا"، بحسب قول الرياحي.
ويشير إلى طرق الوقاية، والتي تتحدد بتجنب استخدام الأفراد المصاحبين للمريض أي أدوات يستخدمها المصاب، وتوخي النظافة لضمان عدم الإصابة بالعدوى، أو نقلها لشخص آخر، فهي تنتقل بسهولة من اليد إلى العينين، واستعمال مناشف أو فوط مستقلة، وغسل اليدين بعد لمس العينين بماء فاتر، أو بقطرات الدموع الاصطناعية.
ويشير الرياحي إلى أن 80 % من أمراض العيون من الممكن تجنبها إذا تم اتباع الطرق الوقائية البسيطة تطبيقا لمقولة "الوقاية خير من العلاج"، منها غسل الوجه عدة مرات يوميا، وعدم لمس العين بالأيدي وزيارة الطبيب بصفة دورية لعمل كشف دوري.
وتصف اخصائية وجراحة العيون فادية الحمود مرض التهاب ملتحمة العين بأنه سريع العدوى، وسرعان ما يصاحب العين احمرار وحكة، وتغلق من كثرة الإفرازات القيحية، لذا يجب معالجتها سريعا.
وتنتقل العدوى من عين المصاب للعين الأخرى مباشرة وفق الحمود، وإذا لم تتم الوقاية والعلاج تنتقل لبقية أفراد العائلة، أو الطلبة في المدرسة، لذا يجب توجيه الطلبة بالحرص على النظافة وخصوصا في الحمامات، وغسل اليدين باستمرار، وعدم تبادل الأدوات بينهم، وملامسة الأيدي.
وعلى الأشخاص المصابين بالمرض، مراجعة طبيب العيون فورا لتلقي العلاج اللازم، من قطرات عينية ومراهم، بحسب الحمود.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com