الخميس، 26 أبريل 2012

العنف يسبب خللا جينيا لدى الأطفال


دورهام- قال علماء من أميركا إنهم اكتشفوا خللا في المجموع الوراثي للأطفال الذين تعرضوا لسوء معاملة وعنف وأن هذا الخلل يمكن أن يؤثر سلبا على هؤلاء الأطفال مستقبلا.
وحسب العلماء في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "موليكولار سيشياتيري" المتخصصة فإن هذه العواقب السلبية تكون أسوأ ما يمكن لدى الأطفال الذين عانوا من أكثر من شكل من أشكال العنف حيث تتضرر لديهم طبقة التيلومير التي تحمي الحمض النووي للخلية مثل الطبقة البلاستيكية.
وأوضح العلماء أن هذه الطبقة هي نهايات للصبغيات الوراثية وأن تقلص هذه النهايات يعرض صاحبها لمخاطر صحية عالية مثل؛ الإصابة بأمراض مزمنة وسرطانات.
فحص فريق الباحثين تحت إشراف إيدان شاليف من جامعة ديوك في مدينة دورهام الأميركية المجموع الوراثي لأطفال في عمر خمسة إلى عشرة أعوام وذلك اعتمادا على 236 عينة لأطفال بريطانيين ولدوا العامين 1994 و1995. وكان 42 % من هؤلاء الأطفال عرضة للعنف ولو لبعض الوقت على الأقل وهو ما علمه الباحثون من خلال استطلاع واسع لآراء الأمهات.
كما علم الباحثون أيضا ما إذا كان هؤلاء الأطفال قد تعرضوا لعنف ومضايقات منزلية ومتى أو أنهم تعرضوا لمعاملة سيئة على أيدي بالغين خارج الأسرة.
تبين للباحثين أن الأطفال الذين تعرضوا على الأقل لشكلين من أشكال العنف قد تقلصت طبقة التيلومير لديهم في عمر خمس إلى عشر سنوات بشكل واضح مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا لألم نفسي وأن الأطفال الذين أسيئت معاملتهم أو تعرضوا للتحرش الجنسي أكبر سنا من الناحية البيولوجية (الحيوية) عما يدل عليه تاريخ مولدهم.
وقال الباحثون إنهم وجدوا أن الجنس والبيئة الاجتماعية والوزن والحالة الصحية لا تلعب دورا في ذلك وأن إساءة معاملة الأطفال وتعريضهم للعنف يمكن أن يضع قاعدة لمشاكل صحية في المستقبل.
وقال تيري موفيت من جامعة ديوك في بيان للجامعة إن "جراما من الوقاية خير من كيلوجرام من العلاج".
ودعا موفيت إلى حسن استثمار مليارات الدولارات التي تنفق في علاج أمراض الكبر مثل؛ السكر وأمراض القلب والعته وذلك من خلال حماية الأطفال من التعرض لمتاعب نفسية جراء تعرضهم للعنف.
ويعتزم العلماء من خلال المزيد من الدراسات تحليل طبقة التيلومير الخاصة بالأطفال الذين أصبحوا الآن بالغين لمعرفة الآثار بعيدة المدى للعنف في الطفولة على شيخوخة الجينات الوراثية لديهم.
واكتشف العلماء مؤخرا أن هناك أنواعا من الجينات الوراثية ذات طبقة تيلومير أقصر من المعتاد تبدو أكبر سنا من الناحية البيولوجية.
وقال فريق الباحثين تحت إشراف تيم سبيكتور من كلية كينج في لندن في دراستهم التي نشروها في مجلة نيتشر جينيتكس إن هذه الجينات تكون أكبر ثلاثة إلى أربعة أعوام عن نظيراتها.
كما أنه من المعروف لدى العلماء بالفعل أن الضغط العصبي المزمن يؤدي إلى قصر التيلومير في حين أن ممارسة الرياضة تحافظ على التيلومير.
كما أظهرت دراسة نشرت العام الماضي أن عدم حصول أطفال الملاجئ على حنان كاف يمكن أن يؤدي إلى قصر التيلومير.-(د ب أ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com