الثلاثاء، 24 أبريل 2012

اعتذار الى (خير جليس)..!

صورة

جميل حمد - يقول محمد شكري «الكاتب لا يُودّع الكتابة حتى يُودِعوه قبره». 
وحين يسأله محاوره «أليست لك نية في الذهاب، قريبا، إلى القبر؟»، يجيبه : «لا. لا. لا».
وغاب شكري ,الذي تعلم القراءة والكتابة بعد ان تجاوز العشرين من عمره ,ولكن روايته الاشهر «الخبز الحافي»بقيت حاضرة في اذهان الكثيرين ,رغم انها عوملت حين نشرها كالأفيون في بلدها, وفي معظم الدول العربية وتم منعها ومصادرتها. 
في احد اللقاءات قال شكري بانه يعيش من ايراد «الخبز الحافي» حتى نهاية حياته ,ولولاها لمات جوعا ,فقد حققت ما يقارب المليون دولار,واطعمته خبزا وعسلا, وهذه حالة استثنائية لكتاب ,او رواية عربية, نستعيدها في اليوم العالمي للأحتفال بالكتاب في الثالث والعشرين من نيسان.
وجاءت فكرة الاحتفال من مدينة كتالونيا حيث جرت العادة على إهداء وردة لكل من يشتري كتاباً في يوم القديس جاورجيوس وعممتها اليونسكو لانجاح هذا اليوم ,اعتمادا على الدعم المؤمل ان يتلقاه هذا الحدث من جميع الجهات المعنية (المؤلفون، والناشرون، والمعلمون، وأمناء المكتبات، والمؤسسات العامة والخاصة، ووسائل الاعلام) وكل الأشخاص الغيورين والمحبين للكتاب.
والكاتب العربي الاكثر معاناة في هذا اليوم ,فان دفع بكتابه الى دور النشر,بالكاد يوزع ال500 نسخة,ويستدين لأعوام كثيرة ,لتغطية النفقات , فيما استطاعت اوروبا وأمريكا أن تضع صاحب الكتاب في مصاف النجوم شهرة ومالا,كما وفرت الكتاب بين يدي القارئ بأقلّ الأثمان وأيسر الطرق، الى جانب دقة الطباعة و الأناقة الذي تتمتع به هذه الكتب، وجميعنا نتذكر كتب (الجيب) التي شاعت في الغرب على سبيل المثال، فصار الكتاب رفيقا ، في القطار والحافلة يملأ الدقائق او الساعات الفائضة من نهار قرائه وليلهم، لتتبلور بيئة محبة للعلم والبحث ترفع من وعي الفرد والمجتمع .
وفي هذا العام رفعت اليونسكو أحد أبيات المتنبي شعارًا لليوم العالمي للكتاب، ، والبيت هو «أعز مكان في الدُّنى سرج سابح/ وخير جليس في الزمان كتاب». ودعت «إيرينا بوكوفا»، المديرة العامة ل«اليونسكو»، في كلمتها الخاصة باحتفالية اليوم العالمي للكتاب، إلى التعبئة حول الكتاب ومساندة أولئك الذين يعيشون من دخل الكتاب وأولئك الذين يبثون الحياة في الكتاب.
وقالت: «يجسد الكتاب، أيا كان شكله، الأفكار والقيم التي يرى فيها الرجال والنساء أنها جديرة بأن تنقل إلى الآخرين، والكتاب أداة قيمة لتبادل المعارف وللتفاهم والانفتاح على الآخرين والعالم».
وأضافت: «تبتغي اليونسكو أن توفر لكل سبل الانتفاع بهذه الإمكانات العظيمة، ويبدأ هذا الجهد في المدرسة عبر محاربة الأمية لدى الأطفال والكبار بلا هوادة، وتستمر من خلال تعزيز السياسات الثقافية». وتقول اليونسكوعلى صفحتها «شاركوا شغفكم بأحد المؤلفين أو المؤلفات مع أقاربكم وأصدقائكم واهدوهم كتابكم المفضل»وها انا اشارك القراء برواية صادمة, واذكر ان صاحب «غربة الراعي» استاذي الكبير المرحوم د.احسان عباس حين كتب سيرته الذاتية ,قال بأنه لا يملك جرأة محمد شكري في البوح .. شكري أكثر الكتّاب العرب حظّا وبوحا ,طفولة زاخرة بالمغامرة والبؤس, احترف فيها كل المهن ، باع الصحف، مسح الأحذية، عمل في المقاهي، سرق، غنّى، ، اشتغل دليلا سياحيا,تعرف على حروف الأبجدية بعد العشرين وعرف كبار الأدباء والمفكّرين ؛ جان جينيه، بول بولز، تينسي وليامز… وعاش الحياة ليرويها كما يقول ماركيز. وتقول اليونسكو في الاحتفال بهذا اليوم ايضا «اغتنموا هذه الفرصة لاكتشاف كتب جديدة تختلف عما اعتدتم قراءته»وأزعم ان الخبز الحافي و»آلموت» و»العطر» و»الحب في زمن الكوليرا» و»مدن الملح» و»اسم الوردة» وغيرها كثير لا يتسع مجال لايراده تقع في خانة الاختلاف.
نحتفل ونعتذر ل»خير جليس»بعد أن نطالع احصائيات اليونسكو ,فالعربي يقرأ نصف ساعة في الكتب سنويا ,فيما الألماني يقرأ 7 كتب على الأقل سنويا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com