الخميس، 26 أبريل 2012

حساسية الربيع.. حالة عابرة أم مرض مزمن..؟



صورة

د. خالد الأسد - استشاري الأمراض الصدرية

تظهر الدراسات الحديثة أن امراض الحساسية في ازدياد ملحوظ في معظم انحاء العالم، أما في المنطقة العربية فالدراسات حول زيادة حالات الحساسية والأمراض المصاحبة لها واضحة  لتصل الى 25% من الأطفال في بلادنا.
الحساسية هي ردة فعل الجسم تجاه بعض المواد المسببة للحساسية، حيث يعتبرالجهاز المناعي هذه المواد عدو يجب محاربته. 
وتحدث عند ملامسة هذه المواد للمسالك الهوائية أو العين أو الجلد أو الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي
و المواد المحسسة هي مواد موجودة بشكل طبيعي في البيئة المحيطة بنا، و تضم العث المنزلي، غبار طلع النباتات ، شعر الحيوانات , الأطعمة , و الطحالب.
* غبار الطلع: هو عبارة عن ذرات صغيرة جداً ، لا ترى بالعين المجردة ، و مسؤولة عن الإلقاح في النبات . 
و حين توجد في الهواء، فانها من الممكن ان تستقر في عين الشخص أو أنفه أو رئتيه ، و بذلك تسبب الحساسية.
غالباً ما يحدث التهاب الأنف التحسسي و الربو التحسسي الناتج عن غبار الطلع كل عام في نفس الفصل وذلك عند إزهار النبات المنتج له. 
و تتضمن الأشجار التى تسبب الحساسية أشجار الزيتون و السرو و اللوزيات و غيرها. و تأتي حبوب اللقاح العشبية الاكثر توافرا في الجو من عشب النجيل. هذا بالاضافة الى بعض الأعشاب البرية كعشبة السالسولا كالي و غيرها.

الأعراض:
- التهاب الملتحمة التحسسي : حكة عينية ، زيادة الدمع ، حرقة في العين.
-التهاب الأنف التحسسي : سيلان الأنف ، حكة أنفية ، عطاس ، انسداد الأنف.
-الربو التحسسي: صعوبة التنفس ، سعال ، صفير أثناء النوم أو الجهد.
وغالباً ما يكون لهذه الأعراض تأثير على حياة المصابين بها ، حيث تسبب صعوبة التنفس في الليل – سواء كانت بسبب الربو أو بسبب انسداد الأنف – نقص في عدد ساعات النوم وينتج عن ذلك شعور مستمر بالتعب و صعوبة في التركيز مما يؤثر على   انتاجية المريض في عمله أو أداء الطالب في الامتحانات.

الخوف من تحول المرض إلى أسوأ:
من الهام جداً عدم إهمال أعراض الرشح التحسسي حتى لو كانت لشهرين فقط خلال فصل الربيع.
فكما أثبتت الإحصاءات ، إن أهم اختلاطات التهاب الأنف التحسسي هو الربو, حيث أن 50% من المصابين بالتهاب أنف تحسسي يظهرون أعراض ربو لاحقا.

التشخيص:
في الأمراض التحسسية من الهام جداً على الطبيب المختص استجواب المريض ومعرفة التاريخ الطبي له، فترة ظهور الأعراض ومتى تشتد, بالاضافة لاجراء الفحوصات المناسبة لتحديد مسببات التحسس.

هل يوجد وسائل وقاية من الحساسية ؟
من الصعب تجنب التعرض لغبار الطلع الذي ينتشر بواسطة الهواء والذي قد ينتقل لعشرات الكيلومترات عند وجود الرياح . 
ولكن هناك بعض النصائح كتجنب المسير في مناطق الأعشاب و إغلاق النوافذ في السيارة والبيت خصوصا في الصباح

علاج الحساسية تجاه حبوب اللقاح
نظرة العلم الحديث في مجال الحساسية و بالأخص الطلع هي أن المريض يجب أن يكون قادرا على مواجهة يومه دون تحديات أو صعوبات. و بهذا الفكر, لا نسأله الابتعاد أو الوقاية من الطلع, بل نقدم له خيارين: إما السيطرة على أعراض الحساسية عن طريق العلاجات المناسبة لذلك أو محاولة «شفاء» المرض بواسطة العلاج المناعي للحساسية 
فهذا العلاج يقدم خيار مناسب لمرضى الحساسية التنفسية. و يمثل طريقة  ليس لمعالجة أعراض الحساسية فحسب و انما أسبابها أيضا, مما أثبت قدرته على تحسين نوعية حياة المرضى بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com