الاثنين، 30 أبريل 2012

ماذا يهمنا عن الخوف؟!



صورة

د. نايف الرشيدات - استجابة الخوف هي حيلة دفاعية لا شعورية يحاول المريض أثناءها عزل القلق الناشئ من فكرة أو موضوع أو موقف معين في حياته اليومية و تحويله لفكرة أو موضوع أو موقف رمزي ليس له علاقة مباشرة بالسبب الأصلي.
 من هنا ينشأ الخوف الذي يعلم المريض عدم جدواه ؛ انه لا يوجد أي خطر عليه من تعرضه لهذا المنبه , و على الرغم من معرفته التامة لذلك إلاّ انه لا يستطيع التحكم أو السيطرة على هذا الخوف .
 سبق ان ذكرنا الخوف من شيء آخر داخله يعبر عنه بهذا الخوف الخارجي و من ثم لا يواجه الصراع الداخلي بنفسه و يحوله إلى مواقف خارجية رمزية .
و أحيانا يكون الخوف من القذارة أو الجراثيم أو من بعض الحيوانات أو من السفر بالطائرة أو الباخرة أو القطار أو السيارة أو من بعض الأمراض أو من المكوث داخل المنزل , أو السفر لمسافات طويلة , أو الأماكن المتسعة أو الضيقة أو المرتفعة , أو الامتحانات و عندما يتعرض لهذه المنبهات عادة يعاني من أعراض حادة مؤلمة مثل الإجهاد أو الإغماء , العرق الغزير , الغثيان , القيء و سرعة ضربات القلب , ارتجاف الأطراف , الشعور بغصّة في الحلق و صعوبة في البلع , إحساس بفراغ و ألم في المعدة .
 و عادة ما يكون الخوف استجابة لأحد الأعراض الهامة لمرض القلق النفسي و تسمى ( القلق الخوفي ) و أحيانا ما تكون استجابة الخوف لأحد أعراض الهستيريا الانشقاقية وخصوصا في الشخصيات الهستيرية , و هنا يخدم الخوف المريض من الهروب من مواقف معينة أو مواجهة أحدى الشدائد أو لجلب الاهتمام لذاته .
أما إذا بدأ الخوف فجأة بعد سن الأربعين فيجب الشك في حالة اضطراب وجداني مثل ذهان المرح الاكتئابي , أو اكتئاب سن اليأس و الذي كثيراً ما يظهر أولا في هيئة استجابة الخوف , كذلك لا نستطيع ان نغفل احتمال وجود مرض عضوي في الجهاز العصبي مثل تصلب الشرايين , المخ أو بعد حمّى مخية أو بعد اضطرابات الفص الصدغي في المخ و الذي أحيانا ما يفجر الخوف في هيئة نوبات متكررة شبيهة بالنوبات الصرعية , و أحيانا تظهر أعراض خوف غامضة و غريبة في بعض مرضى الفصام و خصوصا فصام المراهقة و يصاحبها بعض الشك و الأعراض الخيلائية , و أخيرا يظهر الخوف كأحد الأعراض القهرية في مرض الوسواس القهري .

اختصاصي الطب النفسي ( العلاج السلوكي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com