الثلاثاء، 24 أبريل 2012

آباء بريشة الأبناء

صورة

كريمان الكيالي - بمؤثرات تتراوح بين فيلم كرتون أو برنامج في التلفزيون أو حتى لعبة ممتعة يبرع كثير من الأطفال في حياكة قصص وحكايات بعضها ليس له وجود إلا في خيالهم،لكن مالم يكن متوقعا أن يبدع بعض منهم في رسم آبائهم بطريقة لم تكن متوقعة وربما كانت مستفزة من وجهة نظر الآباء .
 وبرغم أن ما رسمه الصغار لم يخرج عن خربشات غير متقنة على الإطلاق ، غير أنها وضعت بعض الآباء في مواقف حرجة ، وطرحت أكثر من علامة استفهام حول ما دفع هؤلاء الصغار لرسم آبائهم بهذا الشكل ، ولتتجاوز الحصة في روضة أطفال هدفها في اكتشاف ما يتمتع به الطلاب من مواهب فنية ،إلى نبش الكثيرمما يكمن في نفوس هؤلاء الصغار تجاه أولياء أمورهم.
 وتكشف المعلمة «آرام « عن محتوى هذه الرسوم وتقول ..»فارس» رسم أبيه بأنف طويل جدا اختزل الورقة كلها ،فلم تتبق مساحة لباقي الوجه ، و» ميس» جعلت رأس أبيها خال تماما من الشعر على خلاف الواقع تماما ، في حين بالغت «دانا» في خطوطها حين جعلت والدها بكرش كبير برغم انه في الواقع شخص نحيل ، أما «ايمن « فانطلق في رسم والده وهو مستغرق في النوم ، ولم يعرف كيف يعبرعن الشخير بالرسم فجعل فم أبيه مفتوحا ،أما «أمجد» فرسم أبيه جالس على كرسي في طائرة كبيرة محلقة في الجو ، في حين اختارت «إسراء « شيئا مختلفا تماما عما رسمه أقرانها ، قامت برسم أمها في صورة سيدة جميلة لها عيون واسعة وفم صغير وشعر بلون أشعة الشمس.
وفي تعليقها عن أبعاد تلك الرسوم التي أظهرت الآباء بصورة تثير الضحك، تقول «آرام « وهي متخصصة في تربية الطفل بأن ما يعبر عنه الأطفال في هذه المرحلة العمرية هو ما يشعرون به حقيقة تجاه من حولهم وما يرونه هم بعيونهم حتى وإن كان ذلك مغايرا للواقع ، ففي هذه السن الصغيرة يكون الطفل مثل كتاب مفتوح ، يصعب عليه أن يجامل من أجل قطعة حلوى يأكلها ، أولعبة يستمتع بها او مشوار لمدينة ألعاب أو مطعم وغيره من المكتسبات البسيطة التي يسعى إليها الأطفال وتجلب لهم الفرح .
وتضيف: رسومات الصغار اتت متقاربة ، استطعنا من خلالها ان نتعرف على شخصيات الاطفال ومشاعرهم تجاه آبائهم ، فالخطوط و الألوان التي استخدمها الأطفال تخفي وراءها الكثير والمبهم من النواحي السيكولوجية المهمة ،والتي يجب عدم إهمالها ، بخاصة وأن الطفل منذ سنته الأولى يبدأ بتحريك الألوان على الورقة، ثم تتطور مواهبه وقدراته و في السنة الثالثة يبدأ برسم ما يختزنه من أفكار يمكن ان تنتقل الى الورق ، بما فيها صور وجوه الناس والحيوانات التي يراها،وفي الرابعة تنضج رسوماته وتصبح أقرب إلى الواقع.
 أما تعليقات الاباء بعد أن شاهدوا صورهم بحسب «آرام « قال « ابو امجد» بأن عمله يتطلب ان يسافر اكثر من مرة في الشهر، وهو ربما ما عبر عنه ابنه عندما رسم طيارة ،وقال « ابو اسراء» بأنه منفصل منذ عامين عن زوجته بسبب خلافات شديدة ربما لهذا لم تقم ابنته برسمه ، أما « والد أيمن « فقال بأن دوامه يبدأ من الثامنة مساء وحتى صباح اليوم التالي ، لذا فهو يحتاج لنوم عميق وراحة وهدوء حتى يستطيع الذهاب إلى عمله ، لكن «أبو فارس» قال بأن ابنه ربما لايرى فيه سوى هذا الأنف الكبير..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com