الخميس، 26 أبريل 2012

ذوو إعاقة يخطون إبداعاتهم في معرض "الشابات المسلمات"




منى أبو صبح

عمان- تنوعت المشغولات اليدوية التي خطتها أيادي 70 طالبا ومعلما من طلاب قسم التأهيل المهني بمركز جمعية الشابات المسلمات للتربية الخاصة، بالمعرض السنوي السابع عشر الذي انطلق أول من أمس في نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين.  
وتوزعت معروضات المعرض الذي افتتحته سمو الأميرة ثروت الحسن الرئيسة الفخرية للجمعية والأميرة رحمة بنت الحسن ما بين أعمال السيراميك، أحواض الزراعة، النسيج، الأشغال الخشبية، والفسيفساء.
وجاء المعرض الذي تتواصل فعالياته حتى مساء اليوم، ليعبر عن رؤية سمو الأميرة ثروت الحسن بضرورة المشاركة الفاعلة لهذه الفئة في المجتمع، لتثبت وجودها وقدرتها رغم ما تشكله الإعاقة من تحديات عظيمة.
مديرة مركز جمعية الشابات المسلمات للتربية الخاصة رشا نصرالله، أكدت أن المركز يهدف بشكل عام لخدمة الطلبة من ذوي الإعاقات العقلية البسيطة والمتوسطة ضمن أقسامه الأربعة وهي؛ التدخل المبكر، الروضة، المدرسة، التأهيل المهني.
وأشارت إلى أن المركز يسعى إلى تمكين طلبته من الوصول لأقصى ما يمكنهم من الاستقلالية، وإطلاق طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية الكامنة فنيا ورياضيا ومهنيا واجتماعيا، وتأكيد قيمهم الذاتية وتحسين نوعية حياتهم، مضيفة "مرورا بما تتضمنه برامج المركز من التأكيد على دور أولياء الأمور والمعلمين والمجتمع المحلي في بناء وتشكيل حاضر الطالب ومستقبله، ودور المجتمع المحلي بأفراده ومؤسساته في دعم هذه الفئة".
وبدت السعادة واضحة على وجه جرجس (23 عاما) من ذوي الإعاقة أثناء عرض الأعمال والمشغولات الخشبية، التي أسهم في إنجازها بمساعدة معلميه في المركز.
ويفخر جرجس بما تصنعه أنامله، ويقول "تعلمت صناعة هذه المشغولات في المنجرة الخاصة بالمركز، وأعرف كيف أحف الخشب لإنجاز القطع الجميلة، فأنا أحب هذه الصنعة وأفضلها، وأفرح كثيرا عندما أرى الناس يبدون أعجابهم بها".
وخلف إحدى الزوايا المضيئة في المعرض وقف طارق (32 عاما) من ذوي الإعاقة، ليشرح عن القطع الفنية التي قام بإنجازها بمساعدة معلميه في الجداريات والآيات القرآنية والأطباق وغيرها.
وأعرب طارق عن سعادته بالمشاركة في هذا المعرض، مضيفا "وانتظر مجيء والدتي حتى ترى أعمالي وتنال رضاها لتفتخر بما تعلمت وصنعت".
وتشتمل أعمال السيراميك التي شغلت حيزا واسعا من المعرض، وفق المعلمة عبير حسان، على الاكسسوارات والمرايا المنزلية المتنوعة، إضافة إلى الأكواب والأطباق التي تم صنعها من الطلاب ذوي القدرات البسيطة في البرنامج المسائي.
ويتم صنع المشغولات، التي يقوم بها الطلبة بإشراف المعلمين، وفق حسان، من السيراميك، وإحضار الطين، منوهة إلى أن صنعها يتم على مرحلتين الأولى هي؛ عمل الطلاب البسيط، ويخبز بالفرن خبزة أولى ويتم تلوينه، وهناك ما يشغل على الدولاب ويضع الطلاب بصماتهم عليها مثل وردة صغيرة.
وفيما يتعلق بأعمال قسم النجارة والأشغال الخشبية يبيّن المعلم وائل الزيات كيفية تدريب الطلبة من ذوي الإعاقة البسيطة على مهنة النجارة لمدة خمس سنوات، فيتنقل الطالب بين الأقسام، وبناء على ذلك، يثبت الطالب في القسم حسب قدراته واستيعابه.
ويردف "نبدأ بتدريب الطالب على السلامة العامة ثم المقاييس والأخطاء لـ"كهربة ثلاثة فاز"، ومن ثم تكون لنا خطة في التدريب، وبعد أربع سنوات من استمرار الطالب في الوحدة نقوم بتوظيفه مساعد نجار في السوق المحلي، فالكثير منهم يعملون ويتقاضون رواتب جيدة".
وأبدعت أنامل الطلبة في عرض الصناعات الخشبية مثل مطبخ رياض الأطفال، والمكتبة الشجرية، وطاولة الكمبيوتر وصندوق الألعاب، فهو مصمم بطريقة آمنة وعملية، ودهانات صديقة البيئة، وزوايا ومرايا وعرائش والبارتشن ودمجه مع الفسيفساء.
وتشرف المهندسة الزراعية رانيا العبادي في قسم الزراعة والقش، على تعليم الطلبة مراحل الزراعة وكيفية الاعتناء بالحديقة وكيف يعتنون بالشجرة وريّها في الحديقة، وزراعة الأشتال في البيوت البلاستيكية.
وتجلت ثمرة هذا الجهد في ركن المنتجات الزراعية في المعرض في الأحواض الزراعية المنسقة بطريقة مبهرة، وتناغم ألوانها، بالإضافة للمشغولات اليدوية من القش والخيش والصنوبر المميزة باتقانها.
ويسعى القائمون على المعرض من المعلمين والطلاب إلى تقديم تصاميم جديدة مواكبة لما هو في التصاميم والألوان وفق فني الفسيفساء حمزة الدن، مثل أعمال الفسيفاء من الحجر الزجاجي والحجر البلاستيكي في اللوحات وطاولة الشطرنج والأرضيات والبارتشن (دبل فيس).
ويضيف "خرجنا عن الفسيفساء التقليدية، واستبدلنا الاسمنت بمادة شفاف (رزن) حتى نرى القطعة من الجهتين، واستطعنا في المركز تصنيع الفسيفساء الزجاجي لأول مرة في الأردن من خلال صهر الزجاج وتلوينه".
دور المعلم يكمن في توجيه الطالب لآلية العمل، وفق نصرالله ليصل الطالب لمرحلة يقترح فيها تصاميم من خياله، وتعليمهم مهنة تمكنهم من دخول سوق العمل ليعتمدوا على أنفسهم قدر الإمكان.
في حين قدمت وحدة المطبخ منتجات من المربى والمقدوس واللبنة والمخللات بإشراف المتطوعة مفيدة ارشيد وجيسارا، ويتم إشراك الطلبة في غسلها وكيفية صنعها ويستمتعون جدا أثناء تعليمهم.
وضم المعرض أيضا منتجات الطلاب من قسم النسيج، كان منها نسيج السجاد والبسط باستخدام النول التقليدي وأعمال حديثة كالشالات المصنوعة من الصوف وأطقم القش التي تتكون من عدة قطع لأدوات منزلية التي تشرف عليها المعلمة عبير عبد اللطيف.
وفي أحد أركان المعرض عرضت الوجبات الخفيفة الجاهزة كالدوالي والكبة والمعجنات، التي تشرف عليها ماجدة فرحان من فندق الماريوت الذي يقوم بعقد دورات لتدريب وتعليم الطلبة مرة في الأسبوع في الفندق.
وقامت مؤسسة إنجاز بتقديم مشروع دعم الطلاب، وتم تدريبهم وتعليمهم وفق أفكارهم واقتراحاتهم في صناعة أشكال مختلفة من الاكسسوارات المنزلية مثل اشكال جديدة للثلاجة والزينة وصنع الميداليات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com