السبت، 21 أبريل 2012

تبرع في إعادة تدوير الأشياء

صورة

اخلاص القاضي - تتفنن السبعينية سلوى جمال « ام غازي « في اعادة تدوير الاشياء للحصول على كل ما هو مفيد , فمنذ ان قطنت الاردن قادمة من لبنان في خمسينيات القرن الماضي جعلت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا تسرف ولو كنت على نهرجار « نبراسا لمنهجية حياتها .
 فقد صنعت من بقايا الثياب القديمة اغطية جميلة مزركشة بمحيطها حبكات من الصوف والتطريز , فيما برعت في تحويل بقايا اقمشة قديمة واحذية من قماش وخرز الى اطارات للصور , وفي كل مرة تكتشف قدرة فائقة على الاستفادة من الاشياء لتحولها الى كل ما هو مفيد .
 ففي احدى المرات استخدمت « كولون نايلون قديم « لتنظيف السجاد , وبالفعل نجحت في ذلك , اذ تحولت خيوط السجادة القديمة الى جديدة , ومن وقتها لا يمكن ان تفرط باي « كولون قديم « حيث تعمل على « تنجيده « وتحويله الى « ليفة « لتنظيف اواني المطبخ كذلك .
تقول ان كثيرات تعلمن مني هذه التقنية اليدوية , حيث صدّرت هذه الفكرة الى قريباتها في لبنان وسوريا , والى زوجات ابنائها الاربعة , والى بناتها الثلاث , اللواتي صدرن بدورهن الفكرة لكل صاحباتهن من اللواتي يفرطن في صرف الاموال على شراء « ليف للجلي من السوق المحلية والتي تصل سعر بعضها الى قرابة الدينار « , ما كان له اثر كبير في التوفير .
 وتستفيد ايضا من « الكولونات» التي تجمعها من الصديقات والقريبات من اللواتي اصبحن يدركن حرص ام غازي على تجميعها في صناعة « سجادة صغيرة تستخدم دعاسة  « من خلال « جدل الكولون « وتحويله الى ظفائر ولوحه فنية غاية في الجمال , كما تقوم بجدل بقايا القماش والملابس القديمة وتعملها سجادة توضع في زوايا البيت وجنباته .
  تقوم ام غازي بتجميع بقايا اللبن الرايب في « الفريزر « واستخدامه بدلا من « الجميد « لصناعة المنسف , وهذا بطبيعة الحال لا يغني عن الجميد وخاصة « الكركي « كما تقول ' ولكنه مهم « كتخزين « في حالة عدم توفر الجميد الاصلي , كما انها تقوم باضافة كميات اللبن المجمد الى « لبن المنسف « ايا كان نوع الجميد الذي تستعمله .
 تؤمن ان استغلال « حاكورة المنزل « ينثر « البركة « في البيت , وان التوفير ضرورة ملحة حتى لو كان الانسان فقيرا , « فالفقر عندها هو فقر عدم القدرة على التدبير « , وتؤمن باهمية الموائمة ما بين الاحتياجات والقدرات المادية , وتفضيل ما هو ملح واولوي وضروري على ما دونه من كماليات الحياة .
 تعد ام غازي قدوة لكل السيدات في التدبير والتوفير وعدم الاستهانة بنعمة الاكل على وجه التحديد , اذ لا يمكن لها ان تتخلص من بقايا الاكل , ولا يمكن ان تطبخ في اليوم التالي اذا كان هنالك بقايا طعام , ولم تقم طيلة حياتها ابدا برمي بقايا الخبز , اذا تجمعه وتحمصه وتقوم بالاستفادة منه اما لعمل « فتوش « او لخلطه مع لبن وشرائح بندورة ونعنع وهي من احب الاكلات على قلب ابنائها .
 ترى ان على نساء اليوم اعتماد التوفير كنهج حياة , وعدم الاسراف والبعد عن القيم الاستهلاكية والتسوق غير المبرر , وابتياع الكثير من الملابس للاطفال , وفي هذا تقول « على السيدات الاستفادة من بعضهن البعض في تبادل ثياب الاطفال لان مقاساتهم تتغير في كل يوم , وفي ذلك الكثير من التوفير «
وتضرب ام غازي المثل في الاخلاق الحميدة , وتعد اكبر مثل على الصبر وتحمل الشدائد , حيت ترملت وهي في السابعة والثلاثين من عمرها , واستطاعت تربية 7 من البنات والابناء و نجحت في تخطي كل مصاعب الحياة بالارادة والصبر , والايمان بقدرتها على تحويل الصعب الى سهل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com