الأحد، 22 أبريل 2012

في الزواج الصامت ..الأبناء يضرسون الحصرم

صورة

سهير بشناق  - (أنا متعب ..ولا ارغب بالحوار,أو بسماع أي آراء بشان هذا الموضوع)
 كلمات تترد على لسان كثير من الازواج ,حين تصر الزوجات على الحوار ومتابعة مواضيع عالقة او مؤجلة تخص الأسرة.
والحالات كثيرة ,وهي الأقرب الى»الزواج الصامت» حين تغيب  لغة الحوار بين الازواج والزوجات ,او الأبناء.
 فمشاغل الحياة اليومية ومتاعبها وهموم تامين احتياجات ومتطلبات الابناء جمعيها عوامل تسهم في تغيب لغة الحوار بين الازواج والتي يقودها في المقام الاول الزوجة وتقابل من قبل بعض الازواج بالاستخفاف او عدم المبالاة او اتخاذ الموقف السلبي في الحوار الامر الذي يزيد من غربة الازواج الى حد كبير ويحمل الزوجة اعباء نفسية اضافية كونها لا تستطيع ان تتحاور مع زوجها بالرغم من حاجتها لذلك في حياة تحملها متاعب العمل وتربية الابناء ومتابعة شؤونهم الدراسية والصحية والاجتماعية . 
 الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية  قال : ان  الحوار  احد الوسائل المهمة لتفاعل افراد الاسرة مع بعضهم البعض وتهيئة أجواء عائلية تساهم في تحقيق  الاسرة لاهدافها . 
واضاف : هناك اهمية كبيرة للحوار  بين الزوجين واللذان يعدان القدوة والنموذج والمثال الذي يحتذى من الابناء ، فكلما كان الحوار يتسم بالهدوء واللباقة واحترام الطرف الآخر والموضوعية والصدق وحسن الاستماع  وعدم المقاطعة وعدم  استخدام الصوت المرتفع او اصدار الاشارات الجسمية مثل  تحريك الايدي والاصابع؛ كلما حقق المحاورون اهدافهم ، وساهموا في تربية الابناء على الالتزام بادب الحوار وتفهم وجهات نظر الاخرين وساهم في البحث عن الحقيقة وتحقيق الفائدة ونبذ التعصب والعنف والانانية وانتقاص اراء الاخرين .
وبين الخزاعي ان  الاختلاف في الراي لا يفسد في الود قضية فالخلاف بين الازواج يجب ان لا  يستحكم في سلوكياتنا  ويدفعنا للتعصب بارائنا  والتقليل من وجهات نظر الاخرين  لان هذا يؤدي الى تفاقم الامور واغضاب احد افراد الحوار « الزوج او الزوجة او الابناء مشيرا الى ان  ادب الحوار والتواصل  غير الايجابي بين الازواج في الاسر الأردنية مسؤول عن  (80%) من حالات العنف التي تصل إلى الطلاق بين الازواج . 
واوضح الخزاعي انه في حال وصول الحوار بين الزوجين الى طريق مسدود وتعصب من قبل احد الاطراف وحتى لا يتحول الحوار الى شجار وعراك وعنف اسري ، يفضل تغيير موضوع الحوار ، أو اللجوء إلى تغير مكان الحوار، او   الخروج من المنزل والجلوس في احدى الحدائق العامة او اختيار مكان مناسب للحديث بهدوء  ويفضل تجنب الحوار في القضايا الشخصية امام الاقارب او الاصدقاء او الغرباء عن الاسرة  لان لكل اسرة خصوصياتها وقضاياها 
ونوه الخزاعي الى ضرورة التحاور  بوجود  طرف ثالث أياً كان, فعلى   الزوجين أن يبقيا داخل حياتهما سراً لا يطلع عليه أحد حتى أقرب المقربين محذرا  من الحوار الصاخب والجارح امام الابناء .
وبين الخزاعي ان  اكثر الاخطاء التي ترتكب من قبل الاسرة عندما يعتبر الاب او الرجل ان ‏ ‏الحوار‏ ‏معه‏ ‏أو‏ ‏مراجعته‏ ‏أو‏ ‏الجدال‏ ‏انتقاصا‏ ‏لكرامته‏ ‏ورجولته‏; وتزمت بعض الرجال في ارائهم والدفاع عنه حتى لو كان هذا الراي خطأ ، او التسلح بعدم وجود الوقت للحوار الاسري بسبب الظروف الاقتصادية وانشغال الزوج‏ في العمل وتامين مستلزمات الاسرة والابناء .
ويدعو الى ضرورة عدم الانشغال عن الابناء والحرص على محاورتهم ومتابعتهم باستمرار وخاصة وهم في مرحلتي  المدرسة والجامعة وان يكون الابناء همهم الأول  للوقوف على ما يعانونه من مشاكل لغرض خلق جو من الود والالفة المبني على التفاهم داخل الاسرة وعزا  الخزاعي  تقارب الابناء مع الامهات لانشغال الاباء وعدم الحوار معهم فتكون الام هي ملاذهم  وملجأهم  فالتنشئة الاجتماعية تعلم الابناء على التقرب والتودد من  الام  عند طرح اي موضوع للنقاش  ومحاولة البعد عن الاب في مناقشة اي موضوع بسبب الانشغال الدائم للاب ، وعدم الرغبه في اغضابه وازعاجه اضافة الى الاسلوب   الذي يستخدمه معظم الاباء مع ابنائهم والمتمثل في اسلوب « المحقق وليس المحاور « وحتى لا يتعرض الابناء للوم والعتب يفضلون اللجوء للام في معظم قضاياهم  والبعد عن الاب وتحقيقاته ولومه وعتبه وصراخه وتجريحاته وعصبيته.
ويشدد الخزاعي على اهمية اتقان الاباء لفنون الحوار مع الابناء كل حسب عمره وطريقة تفكيره ومدى تقبله للحوارمعتبرا ان محاورة  الطفل في مراحل العمر المبكرة  كمحاورة  الابناء في مرحلة المراهقة ، فالطفل  الصغير بحاجة الى حوار مليء بالحب والعطف  والتودد العاطفي واللمسات الحنونة اما المراهق فهو بحاجة الى حوار مبني على احترام العقل والذات وتعزيز شخصية المراهق وتحميله المسؤولية والاعتماد عليه والاعتزاز به وعدم اشعاره بعدم القدرة على القيام بالاعمال وبعض المهمات التي يقوم بها الاب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com