السبت، 28 أبريل 2012

أسلوب علاجي للتخلص من الوسواس القهري




عمان- هل أحكمت إغلاق باب المنزل قبل أن أخلد إلى النوم؟ هل أطفأت الفرن قبل أن أخرج؟ هل بقيت الأضواء مشعلة عندما تركت مكتبي؟
 قد تبدو هذه الأسئلة جزءا من أفكارنا اليومية، لكنها، وما يصاحبها من سلوكات متكررة للتأكد منها، ما هي إلا أسلوب مستنزف للحالة النفسية لدى مصابي اضطراب الوسواس القهري، وذلك بما تشكله من حلقة لا تنتهي من الشكوك والسلوكات التي تنبعث من المصاب في محاولة صدها، أو ما يسمى بالتفقد القهري، وهذا بحسب موقع www.sciencedaily.com.
 أما بالنسبة لآدم رادومسكي من جامعة كونكورديا، وهو بروفيسور في قسم علم النفس ومدير قسم الأبحاث السريرية الصحية في الجامعة المذكورة، فإن عملية البحث عن علاج فعال لهذا الاضطراب تجري على قدم وساق. فبناء على أبحاث كان قد قام بها مع زملائه في جامعتي بريتيش كولومبيا وريدينج في المملكة المتحدة، فهو يقوم الآن باختبار اتجاه علاجي جديد للتفقد القهري الذي ينجم عن الأفكار الوسواسية. ويذكر أن نجاح هذا الاتجاه يترتب عليه تحسن ضخم في حياة الأعداد الكبيرة من مصابي هذا الاضطراب حول العالم.
 وأوضح البروفيسور رادومسكي أن أفضل أسلوب مستخدم منذ سنوات عديدة لعلاج التفقد القهري هو إجراء يسمى بـ "التعريض ومنع الاستجابة" والذي يتم عبر جعل المصاب يواجه أكثر ما يخافه، وبشكل متكرر، إلى أن تتراجع مستويات القلق لديه ويصبح قادرا على السيطرة على ما لديه من سلوكات قهرية.
 وعلى الرغم من فعالية هذا الأسلوب العلاجي، إلا أن تعريض المصابين إلى ما يخافونه يؤدي بالبعض إلى الانسحاب من العلاج وهو ما يزال في مراحله المبكرة. وينجم عن ذلك عدم حصولهم على الفائدة من العلاج.
لذلك، فيجب العمل على تطوير أسلوب علاجي أكثر سهولة على المصابين لتقبله، كما ويجب أن يكون موجها بالتحديد لعلاج التفقد القهري.
أما عن العلاج الذي يقوم البروفيسور رادومسكي حاليا بتطويره، فهو مبني على ما توصل إليه مع فريقه في أبحاث سابقة، وهو أن مصابي اضطراب الوسواس القهري يقومون بالتفقد القهري لأمور معينة بناء على ما لديهم من شعور متضخم بالمسؤولية تجاه هذه الأمور على وجه التحديد. لذلك، فعلاجه يهدف إلى تعديل الشعور المتضخم بالمسؤولية الشخصية والتقليل من توقعات حدوث نتائج خطرة، ما يؤدي إلى التمكن من كسر حلقة الوسواس القهري. فهذا الاتجاه العلاجي يسلط الضوء على تفكير المصاب بدلا من سلوكه، حيث يستهدف المصابين الذين يحملون معتقدات خاطئة حول مقدار ما يعتقدون بأنه يقع على عاتقهم من مسؤوليات، فضلا عما لديهم من ذكريات وما يدركونه من أخطار.
 ويشار إلى أن تقدم هذا الاتجاه العلاجي يتم عبر تمرين المصاب على تعديل ما لديه من أفكار متضخمة حول ما عليه من مسؤوليات، كما ويعيد له ثقته بذاكرته، ومن ثم يقلل ما لديه من شكوك وشعور بالذنب، ما يعطيه نظرة وإدراك جديدين حول نفسه والعالم حوله.
 وتجدر الإشارة إلى أن رادومسكي يأمل أن يفضي عمله هذا إلى إجراء المزيد من الأبحاث التي تؤثر إيجابيا على كيفية علاج اضطراب الوسواس القهري.
ويذكر أن موقع www.mayoclinic.com قام بتقديم النصائح التالية لمصابي اضطراب الوسواس القهري:
- انتظم بالخطة العلاجية التي رسمها لك طبيبك النفسي، وذلك بالالتزام باستخدام الأدوية وحضور الجلسات العلاجية وغير ذينك.
- أحط بأكبر قدر ممكن من العلم حول هذا الاضطراب، ذلك بأن المعرفة تقويك، كما وتشجعك على الانتظام في خطتك العلاجية.
- ابحث عن مصدر للتنفيس عما لديك من طاقات بأساليب إيجابية لئلا تهدر طاقاتك بالسلوكات القهرية.
- تعلم أساليب الاسترخاء والسيطرة على الضغوطات النفسية.
- نظم وقتك والتزم بمخططاتك.
ليما علي عبد
مساعدة صيدلاني
وكاتبة تقارير طبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com