الأربعاء، 25 أبريل 2012

التوتر: التحدي الأكبر في المقابلة الأولى للعمل


مروة بني هذيل

عمان- يشعر العشريني مؤيد حسان، الذي يجد صعوبة في اجتياز اختبارات الوظيفة بعد تخرجه في الجامعة بتخصص الإدارة، أن المقابلة الأولى في العمل تعد تحديا أكبر من الحصول على الشهادة الجامعية.
ويقول "مهما تعلمنا من نصائح حول كيفية التصرف في مقابلة العمل الأولى، إلا أن هناك شعورا بالرهبة يصيب الخريجين الجدد، فحياة العمل تختلف تماماً عن الحياة الجامعية والمدرسية، لأن هذه المقابلة تحدد مصير الإنسان ومستقبله في العمل، سواء تم الرفض أو القبول".
وللعشرينية ميس أحمد، تجربة وهي تخوص غمار المقابلة الأولى لها في العمل مع إحدى الشركات الخاصة في الأردن، حيث وجدت صعوبة في ذلك، موضحة "لم أكن مهيأة نفسياً، إذ تم الاتصال بي من قبل أحد المسؤولين في الشركة صباحاً، لتحديد موعد المقابلة بعد ساعات، وذهبت دون أي تحضير، وكنت في عفويتي وصدقي أثناء المقابلة".
وتردف "بالرغم من أنني واجهت انتقادات من المسؤول، إلا أنه تم الموافقة عليّ للعمل مع طاقم الشركة"، معتبرة أن ذلك اليوم كان صعباً، وأدركت بعد تجاوزه أهمية العمل في حياة الإنسان.
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور جمال منصور، يؤكد أنه لا يمكن لأي شخص أن يتنبأ بشكل المقابلة أو الأسئلة التي تطرح عليه خلالها، مع أنه في الغالب تقوم الشركات الكبرى بطرح الأسئلة النموذجية ذاتها.
وتستخدم المؤسسات أشكالا متنوعة من المقابلات، وفق منصور، تبعا لطبيعة عملها، أو هيكلها الإداري، مشيرا إلى ضرورة أن يستعد الفرد المقبل على العمل نفسياً لمختلف الأسئلة والاختبارات، ليكون قادراً على اجتياز أي مفاجأة وتفادي الأخطاء، ليترك انطباعاً إيجابياً له عند الشركة.
وبالرغم من استعدادها للمقابلة، شعرت فداء الباشا، بارتباك شديد في مقابلة العمل الأولى، التي عرضت عليها، وكان ذلك سبباً في رفضها للعمل مع المؤسسة.
وتعلق على تلك المقابلة بقولها "شعور الخوف والخجل يصيبني دائماً في المواقف التي تهمني، ومن شدة رغبتي في العمل بعد تخرجي في الجامعة، يزداد التوتر بداخلي، فأنا لا أعرف لماذا ارتبكت وأنا أجلس على الكرسي لمقابلة المسؤول الذي وجه لي أسئلة مختلفة، لكن هذا ما حصل، فأصابتني حالة نفسية منعتني من إجراء أية مقابلة لفترة طويلة، بسبب المقابلة الأولى".
ومقابلة العمل تحتاج إلى دراسة، وفق منصور، ويقع على الجامعات الدور الأكبر بتهيئة الطلاب على اجتيازها، لأنها تعكس شخصية الطالب وبيئته وطبيعة الجامعة التي تخرج فيها، داعيا أن يتم تدريس الطلبة الجامعيين المقبلين على الحياة العملية، كيفية التعامل في مقابلات العمل، وخاصة المقابلة الأولى.
الطالب الجامعي ليث عرنكي منذ صغره، وهو يمثل دور القائد، فهو لا يخشى المغامرة، ويتميز بالجرأة في سلوكه، ويوضح "ورغم أوضاعي المادية الجيدة، إلا انني منذ تخرجي في المدرسة وأنا أبحث عن عمل، لأكون قائداً فيما بعد".
ويشير إلى أنه أجرى أول مقابلة عمل وعمره 19 سنة، معتبرا أن ذلك اليوم كان انطلاقته على الحياة العملية، وبداية نجاحه، فقد منحه السعادة وزاد من ثقته بنفسه وعزز من قدراته، لأنه مباشرة تسلم العمل، وأصبح فيما بعد رئيسا لقسم التسويق في شركة خاصة.
مسؤول الموظفين في شركة أردنية محمد زعاترة يؤكد أن مقابلة العمل شيء أساسي في الحياة العملية، لأنها تترك الانطباع الأول للموظف في الشركة، مشيرا إلى أنه قابل المئات من الخريجين الجامعيين الجدد، واكتشفت عند الجميع وجود رهبة شديدة من المقابلة، وبأنه كان يحاول دائماً أن يكون سلسا ومرنا بالتعامل مع الشخص، ليستطيع التعبير عن نفسه بكل أريحية.
ويشير إلى أن للغة الجسد تأثيرا كبيرا في عكس صورة الموظف، بحسب الدراسات التي تظهر، أن 7 % فقط من فهم الآخرين لنا يكون من خلال الكلمات، و38 % من خلال نبرة الصوت عند نطق الكلمات، أما 55 % الباقية فتترجمها حركات الجسد"، موجهاً نصيحة لكل المقبلين للعمل على الانتباه الجيد للغة الجسد، تجنباً للأخطاء، ولترك صورة إيجابية في اللقاء الأول.
الخمسيني أحمد المازن يعتبر المقابلات الوظيفية متعة جميلة ولا داعي للقلق أو التوتر قبلها، مستذكرا أول مقابلة عمل أجراها قبل ربع قرن من الزمان، معتبرا أن لذلك اليوم رهبته ولذته في آن واحد.
المازن الذي يؤمن بأن كل إنسان يأخذ نصيبه في هذه الحياة، يرى أنه من الضروري الاستعداد المسبق للمقابلة الأولى من خلال جمع المعلومات عن أهداف ونشاطات الشركة أو المؤسسة التي ينوي العمل بها، ومعرفة مكانتها بين منافسيها حتى تكون إجاباته أثناء اللقاء أكثر اقناعا ومصداقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com