الأربعاء، 10 أبريل 2013

فارق العمر بين الزوجين يساعد على استقرار الأسرة




منى أبو صبح
عمان- رفضت والدة العشرينية سرى عبد الغني تزويج ابنتها من شاب في سنها بحجة أن المرأة تشيب قبل الرجل، وعلامات تقدم السن ستظهر عليها مبكرا، على عكس الرجل، وتذرعت أيضا بالتخوف من كلام الناس.
وتقول "المرأة تفوق عقل وإدراك الرجل وتفكيرها وتقديرها للحياة الزوجية، وإن الفتاة يجب أن ترتبط بشاب أكبر منها، فهذا الأجمل، والأكثر توافقا وتفاهما بينهما، وأبعد عن المشكلات والمنغصات".
وهناك عوامل كثيرة تسهم في إنجاح الزواج، ومن بين هذه العوامل فارق السن المناسب، فإذا كان عمر الزوجين هو ذاته، أو أقل من أربع سنوات، فقد يكون هذا سببا مؤثرا في تباعد، أو ضعف التفاهم والانسجام بينهما.
تجربة غير موفقة عاشتها الأربعينية أم رزق، وتقول "لو عاد بي الزمن إلى الوراء لَما كنت قبلت الزواج بابن عمي الذي يكبرني بعام واحد".
وتضيف "لم أحتمل الحياة معه، فهناك تنافر دائم بيننا في الآراء والنقاشات التي تدور بيننا، مع العلم أنني أشعر دوما بأنه يرغب ويميل لذات الأشياء التي تنال إعجابي وترضيني، وكذلك الأمر بالنسبة للأمور المزعجة في حياتي".
في هذا الشأن يشير الاختصاصي النفسي، د.خليل أبو زناد، إلى أن "التفاهم بين الزوجين له أسباب عدة، ومنها؛ العمر، فكلما كان الفارق بينهما مناسبا كانت الحياة الزوجية أقوى وأنجح".
ويلفت إلى أن زواج الفتاة بمن هو في مثل سنها يعتمد على عمر الشاب والفتاة معاً، فإذا كانا في مرحلة عمرية مناسبة، مثل أواخر العشرينيات أو في مرحلة الثلاثينيات يتم الوفاق بينهما، أما إذا كان الزوجان صغيرين فهنا تتولد المشاحنات والخلافات بينهما.
ويقول "لا شك أن الزوج الأكبر سنا من زوجته يتمتع بخبرات ومواقف حياتية أكثر من الزوجة بذات العمر، وهذا يسهم في نجاح سير الحياة الأسرية، ومواجهة المعيقات التي تواجه العائلة في المستقبل".
من جهته يرفض أكرم عيد (32 عاما) أن يتزوج بامرأة تقاربه في العمر؛ سنة أو سنتين، مؤكدا أن تجارب أكثر من زميل له في العمل أكدت فشل مثل هذه التجربة، وأن الزوجة المتقاربة في العمر من زوجها تحاول فرض سيطرتها عليه.
ويفضل عادل محيسن (29 عاما) "أن تكون الزوجة أصغر من الزوج، لأن المرأة تتغير بعد الإنجاب"، ويرى أنه في حال تزوج الرجل بامرأة لها ذات عمره، أو أقل بسنة فقط، فلا يعتقد أن يكون هناك تفاهم مشترك بينهما.
ويعتقد أن فارق العمر بين الزوجين يجب أن لا يقل ولا يزيد على خمس سنوات، حتى يتحقق التوازن في الحياة الزوجية، مبينا أن أغلب الأسر تعترض على الزواج الذي يقترب فيه عمر الشاب بعمر الفتاة.
وتشاركه الرأي سوسن عمرو (25 عاما) وتقول، "أنا من وجهة نظري الشخصية، يجب أن يكون هناك فرق في السن بين الرجل والفتاة، على الأقل خمس سنوات، علما بأن تفكير الفتاة يسبق تفكير الشاب بسنتين على الأقل".
وتضيف "كما أن علامات الكبر تظهر عند الفتاة بشكل ملحوظ، على عكس الشاب، كونها تحمل همّ المنزل والأطفال، بالإضافة إلى الحمل الذي يُضعف بنيتها، لذا تظهر عليها التجاعيد وعلامات الكبر بشكل ملحوظ".
ويرى استشاري الاجتماع الأسري، مفيد سرحان، أن من أهم عناصر نجاح الزواج التوافق بين الزوجين والتقارب العمري، ودرجة الوعي، والبيئة، فكلما كانت هذه الأمور متقاربة كانت فرصة نجاح الزواج أكبر، وهذه عوامل أساسية.
أما التقارب العمري، وفق سرحان، فهو يخضع بالدرجة الأولى إلى النظرة الاجتماعية التي تختلف من مجتمع إلى آخر، ولا نستطيع تعميمها بشكل علمي، والمفضل في بلادنا أن يكون الزوج أكبر من الزوجة عمرا بعدة سنوات (من سنة إلى 7 سنوات.)
وفي المقابل، كما يبين سرحان، هناك نماذج لزيجات ناجحة، كان فيها عمر الزوجة أكبر من عمر الزوج، لكن معظم حالات الزواج يكون فيها سن الزوج أكبر من سن الزوجة، ببعض سنوات. ويوضح سرحان أخيرا أن الفارق في السن قد يؤثر أحيانا على حقوق الزوجة في العلاقة الزوجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com