الثلاثاء، 23 أبريل 2013

طبيب إلكتروني وعيادة إفتراضية

صورة


كريمان الكيالي - لم تقتصرالفرص التي يتيحها الإنترنت على البحث عن المعلومة والتواصل مع العالم ، بل أصبح بالامكان تقديم استشارة طبية مجانية، من خلال طبيب إلكتروني وعيادة افتراضية بلا سكرتيرة وتجهيزات طبية ، في وقت أسرع بكثير من مراجعة عيادات الاطباء، التي تتطلب حجز موعد مسبق وانتظار قد يطول لكثرة المرضى.
وكما المواقع الاعلامية تتنافس على السبق الصحفي ،هناك أخرى طبية محلية وعربية وعالمية، تنافس الأطباء والمراكز العلاجية ، وفي الأردن كثرت مثل هذه المواقع التي توفر معلومات عن أسماء وعناوين أطباء ومؤسسات وشركات طبية ، وتقدم استشارات بالتعاون مع اطباء في كافة التخصصات ومعلومات حول آخر ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات في شؤون الصحة، إضافة إلى خدمات العلاج للمرضى العرب بما يوفر سياحة علاجية مميزة.
اللجوء إلى طبيب الإنترنت، وسيلة سهلة ومجانية تحمل مزايا لاحصر لها ، توفر الخصوصية المطلوبة للمرضى، وتمنع الحرج بخاصة اذا كانت الاستفسارات تتعلق بالصحة النفسية ، بحسب ما يقول إستشاري أمراض نفسية «د. خليل ابو زناد «، لأن المفهوم الخاطىء للطب النفسي ما يزال يراوح مكانه منذ زمن بعيد ، وهو أن من يراجع طبيبا نفسيا إما مجنون أو أبله ! وهذا يجعل كثيرين يتحرجون من مراجعة الأطباء النفسيين، خوفا من كلام الناس ومن اتهامات بأن «عقلهم انعطب أو مخهم ضرب « مثلا .. ويضيف «د. خليل ابو زناد «: هناك أطباء مع الأسف لديهم ذات الاعتقاد عن الطب النفسي، حتى أن أحدهم وبحسب رواية مريضة تراجع العيادة قال لها :» لن اقول لك اذهبي لمختص نفسي خوفا من أن يجننك ، وهذا ماروته السيدة لي حين قدمت لأعالجها».. 
 فالنصائح التي يقدمها الطبيب من خلال الإنترنت أو حتى الموبايل - يضيف «د. ابو زناد «- تكسر حاجز الخوف والخجل عند المريض، وهذا جزء من العلاج كما وتضع المريض في صورة حالته النفسية، وإذا ماكان فعلا بحاجة لزيارة طبيب مختص ،أم أن الوضع كله يمكن معالجته بتنفيذ هذه التعليمات التي يقدمها الطبيب، خاصة وأن كثير من المرضى تختلط عليهم الأمور، ولايعرفون إن كانت أوجاعهم نفسية أم بدنية.
وهذه الاستشارات كما يقول « د. ابو زناد «، معروفة في العديد من البلدان المتقدمة حتى قبل الانترنت ، وما يذكره وجود خطوط اتصالات تستقبل مكالمات المتعبين النفسيين في بريطانيا منذ عقود، تساعدهم على الفضفضة والتحدث عن المشاكل التي تؤرقهم.
 الطبيب الالكتروني المؤهل إن جاز التعبير، يقتصر دوره على تقديم إرشادات ونصائح للمرضى ، لكن هذا ليس بديلا عن مراجعة الطبيب في العيادة او المستشفى، لأن المرض البدني يتطلب الفحص والمعاينة والتشخيص ولايتم ذلك بالطبع من خلال النت ، هذا ما يؤكده استشاري أول جراحة الأطفال «د.بسام بدري خير»، الذي يحرص أن يرد على استفسارات أهالي الأطفال المرضى ،من خلال المواقع الطبية الأردنية والمجلات الألكترونية التي يكتب بها أو حتى الايميل الخاص به ، خاصة وأن هذه الاستشارات تشمل فئة الأطفال-حديثي الولادة- فالإجابات ترشد الاهل على الوضع الصحي لأبنائهم ، وقد تطمئنهم إلى حد ما.
 وبرغم أن الإنترنت خدم الناس في الجانب الصحي، وهناك وعي بأهمية التثقيف من خلاله في هذا الجانب ، بدليل الكم الهائل من الاستفسارات الألكترونية من الاردن والدول المجاورة ، إلا أن» د.خير» ينبه من يتراسلون عبر المواقع الطبية الالكترونية ،بأن ليس كل ما هو موجود ومكتوب صحيحا ، وأن المعلومة يجب أن تؤخذ من أطباء مختصين ومن مواقع معتمدة ،حتى لا يتشوش تفكيرهم ولا يعرفون الصحيح من الخطأ.
وإضافة للإقبال الكبيرعلى الإستفسارات الالكترونية، يقول «د.خير» هناك من يرفض الفكرة تماما ، وله عذره ،لأن فهم بعض المصطلحات الطبية تكون صعبة على الأطباء أحيانا فكيف بالمواطن العادي ، لهذا فالاتصال بطبيب على الإنترنت يعتمد على قناعة الشخص أولا واخيرا .. فمثلا «سهير» لاتلجأ لهذا الخيار وتقول :» «عندما تمرض ابنتي أسرع إلى أقرب عيادة أو مركز صحي أو مستشفى.. فكيف علي انتظار جواب طبيب الانترنت؟ ..وتضيف : « أحياناً الطبيب في عيادته يخطئ فكيف بآخر لا يعرفني إلا من خلال الانترنت « فيما يقول « ليث» أنه ممن يبحثون دائما عن معلومات لها علاقة بالصحة والمرض ، يستفسر من هذه المواقع عن كثير من المشكلات الصحية ، لكنه قطعا لا يكتفي بتلك المعلومات التي يحصل عليها ، فهو حريص على مراجعة الطبيب في العيادة أو المستشفى ، خاصة وأنه مريض بارتفاع ضغط الدم والسكري ، وترى « منتهى « بأن اكثر المواضيع الصحية، التي يمكن الثقة بها هي «الريجيمات «، بخاصة إذا كانت لمتخصصين في التغذية. .. 
في ذات السياق ، تطرقت مجلة «مدونات الطب الباطني» الاميركية ، وتصدرعن الاتحاد الفيدرالي للمجالس الطبية الحكومية، في عددها الاخير، لأهمية وسائل الإعلام الاجتماعي في تثقيف المرضى، وكيفية تأثير كل ذلك على ثقة الناس بالأطباء ، وطالبت الاطباء بالحذر والتأني في الحكم، حينما يتم التواصل معهم عبر الإنترنت ،بأسئلة أو استشارات طبية من قبل مرضى، أو اشخاص لا يعرفونهم وإفادة السائلين بعموميات من المعلومات الطبية الصحيحة، والتي تنطبق على طيف واسع من الحالات المماثلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com