الأحد، 28 أبريل 2013

الأطفال احتضنوا الشموع وسعف النخيل وأغصان الزيتون

صورة

تالا أيوب - يحضن  الأطفال  أغصان الزيتون والشموع وسعف النخل، ذات الزينة، رائعة الجمال وزاهية الألوان عند حضور القداس الذي يخص هذا اليوم.

..ويجتمع المسيحيون أجمعين، أطفالاً  وشباباً وشيوخاً,  قلوبهم مليئة بالإيمان والفرح والابتهاج في الكنائس للاحتفال بيوم أحد الشعانين - السباسب اليوم الأول من الاسبوع المقدس ، او العظيم، فيحضرون القداس والطقوس الدينية المتعارف عليها عبر التاريخ وحسب لعراف كل كنيسة واتباعها.

الاسبوع الزاخر بالطقوس الدينية
مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الأب رفعت بدر قال ل»أبواب- الرأي»: «يوم الشعانين هو أول يوم من الاسبوع المقدس ، او العظيم.  وهو الاسبوع الزاخر بالطقوس الدينية المستمدة من أحداث جرت في الانجيل المقدس. وفي هذا النهار وقبل الشروع بالقداس الاحتفالي ، يصطف المؤمنون الحاضرون بغزارة في ساحات الكنائس، ويحيون الدورة الاحتفالية التي تذكر بحدث هذا النهار ، اي دخول السيد المسيح الى القدس الشريف. ويرفعون اغصان الزيتون وسعف النخل ، رمزا الى الصلاة والادعية من اجل السلام واستتباب المحبة في النفوس والضمائر . ويتلى انجيل الالام وتتمحور العظات في الكنائس التي يلقيها الاساقفة والكهنة على الفرح الروحي والاستعداد الداخلي بحياة الصلاة والندامة على الخطايا ، للاحتفال بعيد الفصح المجيد في الاحد التالي. ولهذا اليوم نكهته الخاصة ، فهو يوم لا يصوم المؤمنون به، اذا هو يوم فرح وسرور، بل يوم الاطفال والشباب والمتحمسين    لاعمال الخير والفرح البريء. ولهذا اليوم كذلك اناشيده الخاصة ، وبخاصة عندما يعيد المصلون والمرنمون صرخات الشعب المحيي السيد المسيح على جانبي الطريق : هوشعنا ( وهي صراخ الفرح الروحي الصادق) تبارك الاتي باسم الرب» .
وأضاف الأب «بدر»: «كان الاطفال في بعض القرى في السابق يضعون زينة على اغصان الزيتون ، مثل الشبر الاحمر وايضا بعض الحلوى ليتم مباركتها ومن ثم تناولها بشهية وفرح» .
وتابع الأب «بدر»: «في أحد الشعانين ، نتذكر دخول السيد المسيح  الى القدس ، وهو دخول سلمي ، لا حربي ، حيث دخل على اتان ( جحش صغير) علامة على التواضع واللطف ، وهذا ما نسميه على الدوام الثورة السلمية واللاعنفية التي قادها السيد المسيح ، ليدخل فيها الى القدس ، المدينة التي ترمز الى السلام ، الا انها ما زالت الى اليوم عطشى له ، ومع اغصان الزيتون المرتفعة بايدي المؤمنين، نرفع الصلاة الحارة من اجل الامن والاستقرار في بلدنا الغالي الاردن ، وكذلك في فلسطين ، وتحديدا في مدينة القدس التي جرت فيها أحداث الشعانين الاولى ، لكي تأتيها ايام الفرج والاستقلال والاستقرار . وكذلك لا يغيب عن بال المصلين في هذا الصباح ان هنالك عددا كبيرا من الاشخاص لا يستطيعون الصلاة ، وهم المرضى والمعاقين وكذلك اخوتنا ابناء الدول المجاورة والذين لا يتمكنون من الصلاة ، بسبب الحروب واعمال العنف واراقة الدماء . فليكن يوم الشعانين ، اي يوم اللاعنف حافزا على عودة المحبة والطمأنينة».

  انتقاء الخامات أو الألوان
  هناك   من يتفننون بالزينة،  سواء أكان بانتقاء الخامات أو الألوان ، توجهنا الى السيدة   «نورما خوري» في محلها الكائن بمجمع جبر ، وهي  تقوم بتزيين الشموع وسعف النخيل وكذلك أغصان الزيتون لتصبح تحفة فنية رائعة ذات ألوان زاهية ومنعشة للقلب معتلية أيدي الأطفال خلال قداس أحد الشعانين . 
 خوري تلفت الى  «ان أحد الشعانين يحمل به سعف النخيل وأغصان الزيتون التي كانوا يحملونها الناس عند استقبالهم للسيد المسيح (له المجد) حينما ذهب إلى اورشليم القدس ، لهذا نحن نقوم باحضار سعف النخيل قبل أحد الشعانين بيوم أو يومين لتبقى بنضارتها وجمالها وحيويتها ونقوم بتزيينها بالورد الطبيعي وكذلك الأمر بالنسبة لأغصان الزيتون».

 الزينة ... تفرح قلوب الأطفال
من خلال خبرتها بمثل هذه الزينة ، ترى  «خوري»: «بالإضافة الى أننا نزين الشموع لما تحمله من جمال ونوع من التغيير كما أنه من الممكن الاحتفاظ بها الى الاعوام القادمة. فنزينهم بالشبر الملون ونضع عليه ألعاب لشخصيات كرتونية صغيرة كسبونج بوب والسنافر والدببة وغيره من شخصيات لتدخل قلوب الأطفال وتفرحهم، بالإضافة الى أننا نضع على بعض منها  عده اشكال ونماذج ل «الصيصان والأرانب والبيض والفراشات».

 ألوان الربيع
 المنعشة تميز الشموع
وأما فيما يخص الألوان والخامات المستخدمة  في هكذا مناسبة قالت: «اننا نستخدم بالتزيين ألوان الربيع وألوان عيد الفصح المجيد الزاهية المنعشة كالأصفر والبرتقالي والأخضر،كما البعض ينسق الوان الشمعة على لباس الطفل الذي سيحملها. واستخدم الشبر والريش والخيش الاصطناعي الملون وغيره العديد، فأنا أقوم بإحضار أغلب الخامات والقطع من لبنان لما فيها تنوع بالأشكال والألوان وبالتالي تزداد فرصتنا بالاختيار أكثر».

وعن اقبال الزبائن على الشراء صرحت «خوري»: «بأن الاقبال قد قل بهذه السنة عن السنوات الماضية ربما يعود ذلك على ارتفاع الاسعار فالمواد والقطع المستخدمة قد ارتفع سعرها، ازداد سعر القطعة ومن من الناس الذين يحوزون على شمعة من العام السابق يستخدمها في هذه السنة».

الزينة لجميع الأعياد
وعما يخص الأعياد والمناسبات الأخرى وضحت «خوري»: «بأننا نقوم بالتزيين بجميع الأعياد سواء أكان عيد الفطر أوعيد الأضحى أوعيد الميلاد فنحن لا ننحاز الى عيد معين فعندما نكون بوقت عيد معين نقوم بعرض القطع والزينة المستخدمة على الشوكولاته تخص هذا العيد فبعيد الأضحى نضع الخروف على الشوكولاته مثلاً وهكذا. كما نقوم بوضع الزينة الحمراء حينما يأتي الفالانتاين ونقوم ببيع ما يلزمه وهكذا، كما نعمل مطبقيات للتخريج والولادة والعماد ونزين الشوكولاته.  
 
الغرابة والابداع ما يميزنا
وأضافت «خوري»: « ومن البداية فقد حرصت كل الحرص بأن تكون قطعي متميزة وغريبة وبعيدة عن التقليد فالمبدع يجب عليه أن يبتعد عن الروتين وأن تبقى الأفكار متجددة دائماً فأنا لا أكرر بالقطع فكل تصميم له قطعة واحدة فقط الا اذا طلب مني الزبون، كما انني استوحي الأفكار التي أضعها على القطع من القطعة نفسها فالقطعة التي تلهمني».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com