الاثنين، 22 أبريل 2013

لا أكذب ولكنني أتجمل !

صورة

 

غدير سالم - نضطر في حياتنا لاستخدام الكذب ، فالبعض يكذب بدافع إخفاء شيء عن الآخرين ، والبعض الآخر يكذب من أجل منع المشاكل والخلافات بين الناس ، في حين البعض الآخر يكذب من أجل أن يظهر بصورة جميلة اجتماعيا ، أو من أجل أن يتجمل .
ونجد أن الكذب يستخدم كثيراً في حالة المجاملات ، وإعطاء المديح للآخرين ، في المقابل يسعد الطرف الآخر بهذا المديح على الرغم من علمه بأنه مزيف وغير حقيقي ، ولكن المشكلة أن الأذن تطرب على المديح الكاذب .
وفي هذه الحالات جميعهاً يبقى الكذب كذباً ، فهو محرم شرعاً ، ومنبوذ عرفاً ، قد تكون الحالة الوحيدة المقبولة هي استخدام الكذب لدرء الفتن والمشاكل بين الناس ، غير ذلك لا يوجد ما يسمى بالكذب الأبيض أو أي لون آخر .

 
خلق ذميم حرمه الإسلام
ولمعرفة رأي الشرع والدين في سبب استخدام الناس التجمل بالكذب لإظهار وضع إجتماعي أفضل مما هم عليه تحدثنا مع أستاذ الفقه الإسلامي و أصوله في كلية الأميرة عالية الجامعية الدكتور محمد علي الهواري فقال : « الكذب خلق ذميم حرمه الإسلام، و نهى المسلمين عن الكذب لأنه طريق إلى النار، فقال صلى الله عليه و سلم: «إياكم و الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، و إن الفجور يهدي إلى النار، و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا» ، و الكذب ليس من صفات المؤمن كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، و لكن أباح الإسلام في بعض الأحوال التي يكون فيها مصلحة ظاهرة تعود بالخير على الأفراد و المجتمع، مثل الإصلاح بين المتخاصمين لقوله صلى الله عليه و سلم: « ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا» «.
وأضاف أما ما يفعله بعض الناس من اتخاذ الكذب وسيلة لإظهار نفسه أمام الآخرين بوضع اجتماعي أفضل، فهذا أمر حرام لأنه يوهم الناس بوضع غير الذي هو عليه في الحقيقة، و قد يكون هذا سببا في دخولهم التزامات ما كانوا ليلتزموا بها لو عرفوا حقيقة هذا الشخص، و مثال ذلك أن يتقدم شخص للزواج من امرأة معينة فيقبل وليها به بناء على ما أوهمهم به ثم يتبين عكس ذلك، و هذا المعنى يقول الرسول صلى الله عليه و سلم « المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» و من معناه كما ذكر العلماء الكاذب الذي يقول ما لم يكن».

إصلاح البين
ومن جانبه ابدى اختصاصي الطب النفسي ( العلاج السلوكي ) الدكتور نايف ارشيدات رأيه قائلاً :» الإنسان الذي يملك خلفية دينية لا يتوجب عليه الكذب، وأن يقول كذبة بيضاء ، فالكذب كذباُ مهما كان ، ولكن قد يصلح في حالات إصلاح البين فيكون مسموح به دينياً واخلاقياً ، غير هذا يقابل الكذب ضعف الشخصية ، فالشخص يستخدمه من أجل أن يدافع به عن القلق الذي بداخله «.

وأضاف فالإنسان السوي الواثق من نفسه ، لا يمكن أن يكذب ولو أن عدم الكذب قد يسبب له المشاكل والإحراج عن الناس ، فالإعتراف بالخطأ من غير كذب يعبر عن مدى ثقته بنفسه «.

لا تبرير للكذب
مدير مديرية المشاريع الثقافية والمتخصص في الإعلام الدولي والعلاقات السياسية أحمد راشد بين أن :» الكذب هو الكذب ، فلا يوجد أي تبرير له بأي شكل من الأشكال ، الا في حالة درء الفتن فقط ، وجميع الأمثال التي تعبر على أن الكذب صحيحا مثل (الكذب ملح الرجال) وغيره إنما هي تبريرات للكذب فقط ولا مجال لها من الصحة «.

أراء الناس في الكذب
 
وتحدثنا مع مجموعة من الأشخاص لمعرفة ارائهم في هذا الموضوع وهل يستخدمون الكذب في حياتهم .
ريماعبرت عن رأيها قائلة :» لا أستخدم الكذب أبداً ، لأنني أعرف نفسي ولا يهمني رأي الناس عني ، فلا اضطر أن أستخدمه من أجل أن أظهر بصورة جميلة لدى الناس «.
أما جهاد فاكتفى بكلمات قليلة قائلاً :» نعم أحيانا أقوم بالكذب فقط لأظهر أنني أفضل مما أنا عليه «.
هبة رغم كرهها للكذب ولكن تستخدمه لأسباب فقالت :» الكذب أكثر شي أكرهه في حياتي ، ولكن للأسف أضطر أحياناً لإستخدامه لأحافظ على مشاعر الشخص الذي أمامي ، ولكن لا أستخدمه أبداً من أجل أن أظهر بصورة أفضل أو أن أضع نفسي في قالب غير حقيقي «.
رسالية ابدت رأيها قائلة : « لا أكذب أبداً فالكذب حرام ، وليس من الضروري أن تعجب صورتي جميع الناس ، فليس الكل يعجبني «.
رنا ترفض الكذب أن يكون أسلوب حياة فقالت :» قد اضطر للكذب أحياناً ولكن أن تكون الكذبة بسيطة ولا تأذي أحدا أو من أجل إنقاذ موقف معين ، عدا عن ذلك أرفض الكذب ، وأرفض أن يكون أسلوباومنهج حياة فقد يتحول إلى مرض «.
تمارا تكره الكذب جداً فقالت :» أكره الكذب واكره استخدامه في حياتي ، حتى لو أنه سيوقعني في مصيبة ، فحبل الكذب قصير ومهما حصل ستظهر بالنهاية ، فاستخدم الصدق مهما كنت عواقبه «.
عبرت ياسمين عن استيائها من الكذب ورفضها له قائلة :» إذا كان الكذب ينجي مرة فالصدق ينجي ألف مرة ، ولو كان الكذب شيئا جميلا ويجملنا لما حرمه الله ، ولكن أعتقد انه بالعكس يظهر بشاعة الشخص وسوءه خاصة عند اكتشافنا لكذبه ،فبالنسبة لي عندما أشعر بأن شخصا معينا يكذب علي استاء من ذلك ، ولا أحب أن اراه مرة أخرى «.
لذلك فلنستخدم الصدق في حياتنا في جميع الظروف والأوقات فهو المنجي ، وهو الذي يظهر حسن سلوكنا وصراحتنا أمام الجميع ، وإن كنا سنظهر بالكذب جميلين ، فالصدق يظهرنا أجمل .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com