الاثنين، 15 أبريل 2013

تعزيز ثقة الطلاب غائبة عن أساليب التعليم


صورة

سهير بشناق - شعر أحمد طالب في الصف الثالث الإبتدائي بالحزن لعدم تمكنه من الفوز بمسابقة نظمتها مدرسته حول الرسم وفنون الشعر و فنون رياضية وموسيقية .
وازداد حزن احمد بسبب تأنيب اسرته له التي اعتبرت ان عدم فوزه يعني نقصا في مهاراته ، فبدأت الاسرة باجراء مقارنة بينه وبين الطلاب الفائزين الذين كان لهم ايضا نصيب الاسد من ابداء كلمات الاعجاب بفوزهم من قبل المعلمات بالمدرسة اللواتي لم يبادرن بارضاء ممن لم يحصلوا على علامات تفوق تكون سببا في تانيب الابناء والطلاب باسلوب لا يخلو من العنف اللفظي، الذي يترك رد فعل سلبي عليهم ليشعروا بعدها بالانكسار النفسي في اعماقهم ويبداون بالمقارنة بينهم وبين المتفوقيين او الفائزين من زملائهم ، وهي مقارنة اساسها الاسرة والمعلم اللذان لا يحاولان ان يزرعا في نفوس الطلاب والابناء معاني الفوز والخسارة وتقبلها بشكل مرضي تجنبا لرد فعل سلبي على اي موقف مستقبلي يمر بها الطالب.

صورة سلبية للفوز
هي سلوكيات تقوم بها بعض الاسر والمعلمين اتجاه الطلاب والابناء تخلو من جانب تعزيز الثقة بانفسهم ، وتسهم في ضعف شخصياتهم التي تتشكل في السنوات الاولى بحياتهم المدرسية
الطفل احمد خرج من مشاركته بالمسابقة بصورة سلبية عن معنى الفوز والخسارة ورفض الاشتراك باي نشاط اخر كون خسارته الاولى ورد فعل اسرته ومدرسته تركت اثارا نفسية سلبية عليه فاعتبر ان عدم الفوز يعني انه غير قادر على تحقيق النجاح
هكذا نربي اطفالنا وطلابنا نسعى دائما الى تعزيز ثقافة التفوق بانفسهم بعيدا عن قدراتهم البدنية والفكرية فالحصول على المرتبة الاولى هاجس يعيش في نفوس الاباء والامهات والمعلمين فالطالب المتفوق محط انظار الجميع في حين ان الطالب الذي لم يتمكن من التفوق او الفوز يبقى بمناى عن كلمات الاعجاب والتقدير لينشئ الطلاب وهم لا يحملون بعقولهم سوى معنى الفوز والتفوق لا يتعلمون كيف يتعاملون مع الخسارة لانهم يسعون دوما لارضاء اسرهم ومعلميهم مؤمنين ان ذلك يكون فقط بالتفوق والفوز فقط .
في الوقت الذي نتجاهل به معنى الذات وقدرتنا على تنشئة اطفالنا ليتعلموا الثقة بانفسهم وقدراتهم وان لم يحرزوا تقدما وتفوقا واضحا في مدارسهم او باي نشاط اخر يقومون به ، فما يمكن لمدرسة ان تزرعه في نفوس طلابها من تعلم احترام الذات وتقديرها والسعي نحو التطوير والتقدم بعيدا عن المقارنة السلبية بين الطلاب جانب هام لا يزال غير متبع في كثير من المدارس في الوقت الذي تعني النشاطات اللامنهجية باختلاف اشكالها وفنونها هي محاولة للتعرف على مواهب وقدرات الطلاب وحثهم على المشاركة والقدرة على التعبير عن انفسهم ولو لم يتمكنوا من الفوز فالمشاركة بحد ذاتها تعني الكثير لطلاب يشعرون بالخجل او لم يخوضوا هذه التجارب من قبل.
 
 بناء مواقف ايجابية أو سلبية
تؤكد مها قادري اخصائية تربية طفل على اهمية ايلاء الجانب النفسي اهمية كبيرة في تنشئة الاطفال والطلاب بالمدارس مشيرة الى ان هناك من يتعامل مع الاطفال بانهم اشخاص يتلقون فقط ولا يستطيعون بناء مواقف ايجابية او سلبية وهو اعتقاد خاطىء .
واضافت : تنشئة الطلاب في المدارس او الابناء تقوم على اساس احراز التقدم والتفوق الدائم فان لم يتمكن الطالب من الحصول على علامات متفوقة تبدا اسرته بتانيبه ومقارنته بالاخرين وكذلك بالنسبة للمعلم فهو دائم التقدير للطالب المجتهد الذي يعد محط اهتمام المعلم فيشركه بكافة النشاطات داخل الصف ليشعر الطلاب الاخرين بانهم غير محبوبين .
واشارت ان هذا الامر ايضا ينطبق على النشاطات اللامنهجية فمشاركة الطلاب بها يكون الهدف منها احراز الفوز ولا يتم التعامل مع الطلاب والابناء غير الفائزين بطريقة سوية ليشعر الطالب بانه يعاني من نقص ما في قدراته ان لم يتمكن من الفوز لافتة الى ان الاساس في مثل هذه النشاطات هو حث الابناء على اطلاق قدراتهم ومواهبهم بالدرجة الاولى على ان لا يكون الفوز هو الهدف الاساسي بالرغم من اهميته .
واكدت على ان الثقة بالنفس والشعور بالرضا غير مرتبطة دائما بالفوز او الحصول على المرتبة الاولى وهو جانب تغفل عنه كثير من الاسر او المدارس في الوقت الذي يحاولون به تجاهل من لا يفوز او من لا يتمكن من احراز التفوق المطلوب .
واشارت الى ان الطالب الذي لم يحالفه الحظ للفوز باي نشاط او لم يتمكن من الحصول على المرتبة الاولى يحتاج الى التشجيع وتعزيز معنى الخسارة والفوز في نفسه بطريقة صحيحة كي يتقبل الخسارة ولا يتعامل معها من منطلق انه طفل ضعيف او لا يمتلك قدرات فكرية او بدنية وليتمكن من تقدير ما انجزه مهما بلغت قيمته .
فالاطفال والطلاب في نهاية الامر ليسوا اجهزة حاسوب انهم يحاولون ويفكرون وينجزون تبعا لقدراتهم ويحتاجون لان نزرع بانفسهم معنى احترام الذات واحترام العمل والمحاولة بعيدا عن ثقافة الفوز الدائم فان نفهم اطفالنا ونحثهم على التقدم والمشاركة لا تعني دائما ان نطالبهم بالفوز وان نؤنبهم ان لم يتمكنوا من تحقيقه فهناك من يفوز باي نشاط ويتمكن من احراز اعلى درجات التفوق بالدراسة لكنه لا يستطيع الوقوف امام الاخرين والتعبير عن ذاته كما يجب ويفتقد لادارة حوار ناجح يعبر به عن ذاته .
للفوز والتقدم معان كثيرة لا نزال نجهل الكثير منها سواء في طريقة تنشئة اطفالنا او من خلال تعامل المعلم مع طلابه بالصف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com