الثلاثاء، 16 أبريل 2013

الفضائيات.. لون مختلف للفرجة !


صورة

كريمان الكيالي - بث متواصل 24 على 24 ، خيارات لا تعد ولا تحصى، نشرات أخبار وحوارات ،برامج ومسلسلات ، أفلام ومسرحيات وإعلانات، تتكرر على مدار الساعة، نقلة هائلة في التواصل والاتصال مع العالم ، وفرجة تلفزيونية مختلفة.

تلفاز زمان وتلفاز اليوم
الفرق بين تلفاز أيام زمان وتلفاز هذه الأيام، ليس بالتقنيات الحديثة التي جعلت من جهاز ثقيل الوزن، يحتاج لطاولة او خزانة تحتويه إلى شاشة مسطحة يمكن تعليقها بسهولة على أي حائط في البيت ، بل بهذا الكم الهائل من القنوات التي جعلت المشاهد، يتنقل ببساطة من محطة لأخرى ومن برنامج إلى آخر ، بينما قبل « الدش « كان إرسال التلفزيون الأردني بتوقيت معين، وفقرات محددة ، أخبار ورسوم متحركة للأطفال وبرامج مسابقات ومصارعة وأغاني وبعض المسلسلات ، في حين كانت سهرة الخميس مسرحية أو فيلم عربي، يجعل البث يمتد في حده الأقصى الى الثانية عشرة مساء ، وكثير من المشاهدين، كانوا ينتقلون بعد إنتهاء الارسال على القناة الأردنية، لمشاهدة برنامج يومي خفيف الظل على التلفزيون السوري كان يبث آخر الليل اسمه « غدا نلتقي « .
ما تبثه الفضائيات خلق وعيا في كثير من القضايا التي تهم الناس ،حتى السياسة لم تعد حكرا على السياسيين وذوي الاهتمام ، ودور الفضائيات مهم جدا مقارنة بوسائل الاعلام الأخرى، بحسب أستاذ الصحافة والاعلام بجامعة البترا»د.حسام العتوم» ، حيث أعطت فضاء أوسع من المسموعات والمحطات الأرضية، ووضعت المشاهدين أمام ماكينة إعلامية جديدة، في الصوت والصورة والحركة والأداء الجديد ، والاعتراف بالرأي الآخر بشكل أوسع وأوضح .

إضاءات جديدة
 فهناك لون ليبرالي جديد عالي السقف ، يغزو عالم ومجتمع محافظ يصنف بمقاييس الأمم المتحدة بدول العالم الثالث، وأنا شخصيا- قال «د.العتوم» - مع هذا اللون، لكن شرط ان يكون مسؤولا ، هناك محطات تحترم المشاهد وتقدم الحقائق بحرفية بعيدا عن الماكياجات الاعلامية والدعاية السلبية، لكن هذا لا يلغي وجود اختراقات وكولسات دخيلة على هذا اللون من بعض الفضائيات ، وأضاف «د.العتوم» بأن المواطن العادي كان يعاني من المسموعات الارضية المحافظة، التي تواجهه وتعتم عليه الحقائق، لهذا اصبح يبحث بنفسه عن إضاءات جديدة، فيهرب إلى الفضائيات التي منحته ثقافة مختلفة، وقدرة على المشاركة والحوار، والبحث عن الحقيقة بعقلية متنورة .
لكن هذه الفيضانات من الفضائيات جعلت المشاهد، يشعر وكأنه أصيب بزهايمر ،وجهة نظر المذيع التلفزيوني المخضرم - المدير العام السابق لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون «عدنان الزعبي «، فالدماغ أصبحت لا تستوعب كل المعلومات ، تماما كما الموبايل الذي يعلن عن عدم استقبال المسجات ،لعدم وجود حيز بسبب كثرتها ، وربما تلك الفوضى عانى منها الناس في البدايات ،لأنهم كانوا شغوفين بالتقليب من فضائية إلى أخرى ، لكن الآن هناك حالة من التوازن مقبولة ، استقر الذوق إلى حد ما، والمشاهد اصبح قادرا على أخذ السمين وقذف الغث .

منافسة شرسة وغير سهلة
غير أن تأثير الفضائيات، لم يكن على المشاهدين وحدهم قال «الزعبي» ، فمع وجود الفضائيات تعاظم دور الاعلام والاعلاميين، لتصبح المنافسة شرسة وغير سهلة على الاطلاق، فمذيع المحطات الأرضية كان يخاطب جمهورا محدودا «محلي»، باستثناء مشاهدة قليلة من بعض الدول المجاورة ، لكن المعادلة مع الفضائيات اختلفت كثيرا، والمذيع أصبح في ميدان يعج بالمنافسين، وهو بحاجة ماسة لأن يطور أسلحته ،كونه يخاطب العالم بقاراته ومدنه وقراه ، وهذا يدعوه لان يتعرف على ثقافات الشعوب وحضاراتهم وإنجازاتهم وقضاياهم . وهذه ميزة طورت من أداء المذيعين .
أضاف «الزعبي «، وهو أحد المؤسسين للفضائية الأردينة، إنه وبرغم خبرته الطويلة كمذيع تلفزيوني فإن أول طلة على الفضائية أحدثت له رهبة، حيث الخطاب اختلف برغم ان الكاميرا هي ذاتها، فهناك مثلا 20 ألف ضعف زيادة من المشاهدين ، ولم يعد بالإمكان تمرير بعض الهفوات ، المذيع الآن محاصر بمشاهدين من كافة المستويات والطبقات سياسية واقتصادية ومثقفين ونخبويين..إلخ.
 تلفاز أيام زمان
لكن الحنين لتلفاز أيام زمان لايزال ، مالك محل للأجهزة المنزلية « عصام « قال: التلفزيون زمان كان بسيطا مثل بساطة الحياة ، أما هذه الأيام فالفضائيات دفعت بكم هائل جدا، من البرامج والمسلسلات والاعلانات والافلام، التي لا تنتهي على مدار الساعة ، فالمشاهدة الطويلة تسرق الوقت والنوم والراحة والهدوء ، وأشغلت المشاهدين بقضايا كثيرة ، في حين قالت ربة بيت « منيرة «: بأن ساعات بث التلفزيون في الماضي كانت تجمع الأسرة وربما بعض الاقارب والجيران ، حيث لم يكن الجهاز متوفرا لدى بيوت كثيرة ، على عكس هذه الايام حيث البث لاينقطع، لكن الاسرة أصبحت لا تجتمع ولا تلتقي كما في السابق من كثرة البرامج والفقرات .
 وبرغم الآفاق الواسعة التي قدمتها الفضائيات ، إلا أنها وبحسب دراسة للباحث «دانييل بل « خلقت نوعا من الاضطراب الاجتماعي، والتغيير العميق في قيم المجتمع ،خاصة في دول العالم الثالث، فضلا عن ظهور معتقدات غير ثابتة، تصبح فيها المشاعر الذاتية أكثر أهمية من الالتزام الاجتماعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com