الاثنين، 22 أبريل 2013

مواقف محرجة تبكي صاحبها في البداية ويظل يضحك منها كلما تذكرها

 

 

مجد جابر

عمان- في ذاكرة كل إنسان تنطبع مواقف ولحظات حرجة لا تنسى، قد تبكيه في البداية حين حدوثها، ولكنها تجعله يضحك منها ومن نفسه كلما تذكرها. والحال أنه كثيرا ما يتذكرها، لأنها مواقف مؤثرة لا تمحوها الأيام. إنها حوادث، ومواقف، ولحظات ربما كان بعضها مؤلما أو صادما، تعرض لها الإنسان هنا وهناك، في الطريق، أو المدرسة، أو الجامعة، أو في مناسبات اجتماعية.
لكنها ترتبط جميعها بالضحك الذي يختم هذه المواقف الطريفة رغم ما تسببه لصاحبها من إحراج وضيق، فكلما يتذكرها الشخص عادت إليه نوبة الضحك، وكأن الموقف يعيد نفسه من جديد.
مروة حسن (32 عاما) لا يفارق ذاكرتها الموقف المحرج الذي حدث لها في أول يوم دوام في الجامعة، وهو الموقف الذي ما تزال حتى الآن يصيبها بنوبة من الضحك والقهقهات كلما تذكرته.
تقول "كنت في أول يوم دخولي إلى الجامعة، متوترة جداً، أمشي وأنا أشعر كأن كل الناس ينظرون إلي، فإذا بقدمي تغرق إلى النصف في أحد المناهل غير الثابتة. لقد مشيت من حيث لا أدري فوق ذلك المنهل فنزلت قدمي فيه ولم أستطع إخراجها منه".
وتضيف "تجمع من حولي مجموعة كبيرة من الفتيات والشباب، لمساعدتي على إخراج رجلي، ومنهم من وقف يضحك أمام ذلك الموقف الظريف والمحرج معا، ولكنني من شدة إحراجي وخجلي صرخت فيهم جميعاً أن يبتعدوا عني، قائلة دعوني سأخرج رجلي بنفسي!".
مروة تمنت في تلك اللحظة لو أن "الأرض انشقت وابتلعتها"، بسبب ذلك الموقف المزعج الذي وجدت نفسها فيه. وقد استخلصت قدمها في النهاية من ذلك "المأزق"، ونفضت ملابسها، ومشت بسرعة بعد أن تخلصت من تلك الورطة.
وبالطبع لم تنس ذلك اليوم "كلما تذكرت ما حدث معي لا أستطيع أن أتمالك فأغرق في الضحك. إنه واحد من المواقف التي لا يمكن أن يمحى من ذاكرتي".
المواقف المحرجة التي تحدث مع الإنسان كثيرة ومتنوعة، فهو معرض لأن يصادفها في كل مكان وزمان. من هذه المواقف ما حدث ذات يوم مع يسرى علي، في فرح ابن عمها، قبل 9 سنوات.
تقول يسرى "كنت وقتها قد أنهيت التوجيهي، وفي انتظار موعد فرح ابن عمي، وأسعى لأن أهيئ نفسي لكي أبدو في يوم الفرح بما يليق بمقامي بعد أن كبرت وأنهيت الدراسة، وبما يليق بهذه المناسبة السعيدة. وأعددت فستان السهرة، وذهبت إلى صالون التجميل، استعدادا للحفلة".
وتصيف "ذهبت للزفة، وبدأت مظاهر الفرح وأطلقت الألعاب النارية. وفيما كنت أقف وسط المدعوين إذا بقطعة خشب من تلك القطع النارية تنزل فوق جبيني كالصاعقة، لتصيب جبيني في الحال بالانتفاخ والاحمرار".
تقول يسرى إن حظها كان سيئا في تلك الليلة، لأنها اضطرت أن تُبقي غرتها على جبينها بطريقة "رعناء" طوال ساعات الفرح، حتى تخفي ذلك الانتفاخ الذي أزعجها كثيرا، والذي جعلها تمكث جالسة في مكانها طوال الوقت، بدون حراك.
وتشير إلى أنه كان يوما من أسوأ أيام حياتها، فهي الآن كثيرا ما تشرع في الضحك فجأة كلما تذكرت تلك الحادثة المزعجة.
وتعود بنا هبة أحمد، إلى ما حدث معها في أول يوم دخلت فيه إلى الجامعة، بعد قدومها من أحد البلدان الخليجية، لتدرس في الأردن، مستغربة ذلك الذي حدث معها في ذلك اليوم فجأة، فأغرقها في حالة من الحرج والاستحياء والخجل.
تقول "سرت أنا وإحدى الفتيات في اتجاه كلية الآداب لنلتحق بإحدى الصديقات. وعند خروجنا من الكلية تعثرت قدمي فجأة بشيء من الأشياء في إحدى درجات سلم كلية الآداب العالية جدا، ففوقعتُ في الحال وظللت أتدحرج في درجات ذلك السلم، وقد وقف الطلاب ينظرون إلي، حائرين، لا يعرفون ماذا يفعلون".
وتوقفت "رحلتها" تلك فوق الأدراج، فنهضت ونفضت ملابسها، ولاحظ من حولها أن وجهها صار محمرا وكأنه محموم. ثم بعد ذلك واصلت سيرها بدون أن تقول كلمة واحدة، ولم تحم حول تلك الكلية بعد ذلك أشهرا طويلة، بسبب ما أحدثته في نفسها من ذكريات سيئة.
ولا تنسى ليما أسعد، أحد المواقف التي مرت بها مع إحدى صديقاتها المقربات وهي إعلامية، وأثناء مرافقتها إلى مقابلة كانت هذه الأخيرة ستجريها مع شخصية معروفة حضرت إلى عمان، حتى تساعدها في إجراء ذلك الحوار.
تقول "جلست إلى جانب الضيف، وجلست صديقتي إلى جانبنا. وأثناء حديثنا ذاك التفتُّ إلى صديقتي لتكتشف أنني قد اختفيت فجأة عن الكرسي".
وتضيف "فجأة، فقدت توازني وأنا أصور الحوار فسقطت أرضا، ووقع عليّ الكرسي الذي كنت أجلس عليه. لكن الذي كان مفاجئاً حقا هو ردّ فعل صديقتي؛ إذ لم تتمالك نفسها فانفجرت ضحكا وقهقهة، ولم تستطع متابعة الحديث مع الضيف، حتى بعد أن عدت إلى الجلوس على الكرسي. ولم نستطع أنا وهي أن نتمالك أنفسنا وظللنا نضحك بلا انقطاع".
وتعقب هبة على هذا الموقف قائلة "إن ما حدث كان واحدا من أطرف المواقف التي عشتها في حياتي والتي لن أنساها أبدا".
ولعل ريم أحمد واحدة من كثيرات تعرضن لأحد تلك المواقف المحرجة التي لن تنساها مهما حصل، لما فيه من غرابة وإحراج في الوقت نفسه.
تقول "في إحدى المرات، دعيت على عرس صديقتي في الجامعة ولبيت الدعوة وتهيأت للذهاب الى الفندق، وفور وصولي إلى القاعة شعرت بأمر غريب، وهو أن الحضور غير مألوفين بالنسبة لي، الا أنني كنت أمشي وأقول الآن سألتقي بأحدهم".
وتضيف أنها في بادئ الأمر شكت في نفسها، إلا أنها قالت إنه من المؤكد أن أصدقاءها لم يصلوا بعد، وجلست تنتظر وتنتظر حتى كانت الفاجعة بالنسبة لها عند زفة العروسين ودخولهما الى القاعة، لتفاجأ بأن العروس ليست صديقتها نفسها وأنه عرس مختلف.
شعرت حينها بإحراج لم تشعر به بيوم وأصبحت لا تعرف كيف تتصرف وكيف تنسحب بطريقة لا تثير انتباه أحد، فأجريت مكالمة مع إحدى الصديقات لتدرك أخيرا أن الزفاف في فندق آخر.
وتضيف أن هذا الموقف لن تنساه ما عاشت، فالإحراج الذي وقعت فيه لا يوصف، الى جانب أنه من أكثر المواقف المضحكة التي حصلت معها في حياتها ومن الصعب أن تتكرر مرة أخرى.

majd.jaber@alghad.jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com