الاثنين، 29 أبريل 2013

الحب .. بوابة العبور لقلوب الطلبة


صورة

سهير بشناق - «الحب هو المفتاح الذي نستخدمه للدخول إلى قلب الطلبة«، هو قناعة ومنهج تعامل عند بعض المعلمات يتمكن من خلاله أن يرسمن أجمل لوحات النجاح مع طلابهم ، فتصبح المدرسة عندهم مكاناً محبباً وان ارتبطت بالدراسة والالتزام بنمط معين من الصحو مبكرا الى القيام بالواجبات المدرسية.
هو الحب بهذه الكلمات اختصرت احدى معلمات الصف الأول ابتدائي قصة نجاحها مع طلابها ، التي بدات قبل سنوات طويلة عندما اختارت ان تصبح معلمة لمرحلة عمرية حساسة تعتبر نقلة نوعية بحياة الطلاب، فالصف الاول ابتدائي في مسيرة التعليم يعد من اصعب المراحل التعليمية واهمها، التي تمكن بعدها الطلاب من استكمال مسيرة نجاحهم بالمتابعة المستمرة.

المعلم هو القدوة الثانية
المعلم هو الاساس هو الوجه الذي يراه الطلبة كل يوم ويقضون معه يومهم، يتعلمون منه ليس فقط الحروف والقراءة انما السلوك وكييفية التعامل مع الاخرين، هو القدوة الثانية في حياتهم بعد امهاتهم وابائهم يتاثرون به بدرجة كبيرة فان كان يؤمن برسالته ويدرك ان الحب مفتاح الدخول لقلوب الطلاب يتمكن حينها من تخطي اية صعوبات تعترضه مع اي طالب ،
وإن كان للمدرسة ادارة ومنهجا دورا هاما في تطوير قدرات الطلاب الى الافضل ومتابعتهم، فان المعلم يبقى له الدور الريئسي لانه الاقرب للطلاب والاكثر تعاملا معهم .
 فأن يرفض طالب في الصف الاول ابتدائي ان يغيب عن مدرسته بالرغم من مرضه وارتفاع درجة حرارته ، فهذا مؤشر هام على مدى حب الطلاب لمعلميمهم فهم في الاغلب يميلون الى عدم الذهاب للمدرسة وينتظرون ايام العطلة للبقاء في البيت ، لكن اصرارهم على الذهاب للمدرسة يعني ان المعلم ناجح بكل المقايس ، وان تستقبل المعلمة الطالب الذي اصر على الحضور لمدرسته وهو مريض بترحيب ، وتدعو زملائه بالصف الى التصفيق له على رغبته هذه هو رد فعل هام يتاثر به الطالب بشكل كبير مما يزيد من حبه لمعلمته ولمدرسته .
وفي الوقت الذي نشهد به حالات لطلاب يتعرضون لعنف لفظي او عقاب غير مبرر من قبل المعلم لا يتناسب مع اعمارهم ، فانه بالمقابل هناك ايضا من يتعامل مع مهنة التعليم كواجب فقط واجب يحتم عليه نقل المعلومات الى طلابه بعيدا عن اي تعامل ايجابي ، او متابعة تطوير الطلاب فهو بنهاية الامر غير معني ان نشر الحب في قلوب طلابه ، لانه لا يشعر به اتجاههم.

 ايمان حقيقي بقيمة المهنة
ويرى اخصائيون تربويين ان التعليم ليس مجرد تلقين معلومات فحسب بل هي ايمان حقيقي بقيمة هذه المهنة ، ومدى رغبة المعلم بنجاح طلابه ليس على المستوى الاكاديمي فقط بل بجميع الجوانب المتعلقة بشخصيته وسلوكه وتطويرها ،واشاروا الى ان الفشل، او عدم الرغبة بالتطوير قد ترافق بعض الطلاب ليس لعدم رغبتهم للنجاح بل لعدم وجود من يتابعهم ويشجعهم وياخذ بايديهم الى معاني النجاح الحقيقية ، وهو دور المعلم بالدرجة الاولى ثم الاسرة والمدرسة ليشكلوا سوية منهج عمل واحد لتطوير الطلاب والانتقال بهم من مرحلة عدم التقدم الى مرحلة التطوير والابداع .
ويؤكد الاخصائيون ان هناك تمايزا بين الطلاب من ناحية القدرات والاستعداد ومتابعة الاسرة لكن هذا لا يعني ان نطلق عليهم احكاما دائمة بالفشل ، مشيرين انه لا يوجد طالب فاشل او مشاغب طيلة مراحل دراسته هناك طلاب يحتاجون للمتابعة ولمعاملة شعارها الحب والقدرة على تفهم مشاكل الطالب ومساعدته لتخطيها بالتعاون مع اسرته ومدرسته .

 عدم امتلاك مفتاح الحب
وكما يقدم اهل الطلاب على اختيار المدرسة التي تتميز بسمعة طيبة ولها تاريخ عريق في مهنة التعليم والادارة ، فان اسر الطلاب ايضا ترغب بالحاق ابنائها عند المعلم الذي يشهد له الجميع بالخبرة والنجاح والقدرة الرائعة على التعامل مع طلابه فلم ينسوه بعد ان غادروا صفه ولم ينسوا تعامله الطيب معهم .
وهي قضية اخرى في غاية الاهمية فالمقارنة بين معلم واخر لا تلقي بسلبياتها على الطالب وحده بل على اسرته ايضا فكثيرا ما يشكو اهل الطلاب من تراجع مستوى اداء ابنائهم بعد ان كان متميزا في مرحلة دراسية معينة ليس بسبب ضعف قدرات الطالب بل لعدم امتلاك المعلم مفتاح الحب الذي من خلاله يفتح به قلوب الطلاب وعقولهم فتتراجع رغبتهم للدراسة والابداع .
رسالة المعلم واهميتها لا تختلف عن رسالة الاباء والامهات وان اختلفت الاساليب فهناك اباء وامهات لا يتابعون ابنائهم ولا يمتلكون ادوات ضبطهم كما يجب ويفتقدون للحوار مع ابنائهم ،فتصبح العلاقة التي تربطهم بابنائهم علاقة غير سوية تلقي باثارها على الابناء وتطورهم بالحياة والمعلم كذلك ان اقتنع بعمق واهمية رسالته وادرك ان بالحب لطلابه يمكنه ان يرسم اجمل لوحات النجاح استطاع ان يكون معلما متميزا بجدارة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Tahsheesh.blogspot.com